شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(43) (1)
قمت.. هذا اليوم.. بجولة خفيفة على بعض المكتبات التي صادفتني في طريقي لعمل خاص.. وقد رأيتني أحوم حول حماها الزجاجي.. دون أن أقع فيه لعدم وجود مطلوبي مما يقرأ مثلي.. فيها.. اطلاقاً..
ولقد أزعجني فكرياً.. وغمني قلبياً.. إنني لم أجد في هذا النطاق الذي جلت فيه ما ألفت من السابق قراءته.. من كتب دسمة ذات وضع.. أو من كتب خفيفة ذات موضوع.. حيث كان المعروض مقتصراً على بعض الروايات التافهة المترجمة.. فيما قدرت.. ترجمة زعراء.. وعلى بعض المجلات والصحف الخارجية.. لا تغني وتسمن.. فهي بالبلدي.. كالبوبر.. خفة في الوزن.. وحجماً.. وكمرقة الهواء.. في المادة غير المغذية.. وإن كانت في الحالين برّاقة، لامعة.. صقيلة في الغلافات.. وحدها.. تفننت في إبداعها.. والجذب إليها أيدي السماسرة من تجار الفكر الدارج الرخيص.. تستهدف المراهقة الذهنية.. والمراهقين دون سواهم من الناس!..
ولذلك.. فقد رأيت أن يشتمل يومي هذا.. فيما يشتمل عليه.. أن أتحرى أمر القراءة اليوم.. فكنت أسأل بمناسبة وبدونها.. في أسلوب مهذب وطبيعي بقدر الاستطاعة يرد في سؤال متصل متنوّع وجاهز لكل من جالسته وقابلت.. ولقد خرجت بحصيلة عجيبة يقول مجموعها.. إن الغالبية منا كما تدل المعلومات المتواردة والمتسلسلة من الشخص عنه وعن سواه من جلسائه وعشرائه مثلي تماماً اليوم.. لا تقرأ القراءة السابقة أيام كانت القراءة تقليداً سائداً ـ على الأقل ـ بين طائفة من الناس.. تتناقل أخبار الكتب وما ورد وما يرد منها من جديد.. وما طبع ويطبع منها ـ من قديم ـ
ولا يدفع.. كما لا يشفع.. ما قد يلوّح بالخاطر.. أو ما ينتصب عقلاً من عدة اعتراضات أو حجج داحضة على ما سلف.. بعضها خاص بالمقارنة بين أمية الأمس.. وعلمية اليوم.. أو بين فراغ الماضي.. زمناً طويلاً مهدوراً في ذاته تأتي القراءة لتمليته قسراً.. وبين زحام الحاضر بما ينوب عن القراءة في الورق بما تمطر الجيل الحاضر إذاعات لا تحصى.. وبها ما ينشي الأسماع.. ولا يهدد الأبصار.. إلى آخر هذه السلسلة الطويلة تأتي المقارنة.. والمقارعة بينها واردة.. حتماً وطبيعية جداً.. حتى تشير ببروز تام إلى ما تقذفنا به المطابع اليوم من صحف ومجلات خارجية وداخلية لا يستغني عنها.. أو عن اختيار بعضها قارئ اليوم..
وبمناسبة الصحف.. فإن البعض من قرائها اليوميين يمن على محرريها والكاتبين بها أنه يقرؤها صبحاً.. أو بعد الغذاء.. ويحدد بعض البعض زيادة في المن والتطاول القائل إنه يقرؤها.. لمشغوليته.. أما صفاري شمس.. أو بالليل!
وبالنسبة للموضوع ذاته أصلاً.. فقد تبيّنت أن صنف القرّاء محدد في نوعين اثنين تقريباً.. صنف تجبره سمعته المجردة كقارئ.. أو المرتبطة بواجباته الأدبية والعلمية وسواهما إلى حد كبير أن يقرأ في دائرة ما تفرضه عليه تلك الواجبات.. وصنف يقرأ ما خف حمله على شرط ألا يثقل وزنه.. وأهم ما يتوفر فيه هذان الشرطان هي الروايات التي تعالج الجنس.. حباً.. أو الجريمة.. درباً.. وتستقل تلك الروايات في مطبوعاتها.. أو دورية في جريدة أو مجلة.. مسلسلة في الغالب.. أو قصيرة متعاقبة..
وبين أولئك وهؤلاء من أصناف القرّاء.. أصناف تتفاوت ماركاتها في التصنيف.. ويرد بينها كعنصر بارز اليوم من يشبه حمار الشيطان يقفز بين السطور اختصاراً للزمن.. وقفزاً لمعرفة الخاتمة.. و تكوين فكرة عامة عن المقروء المفهوم لخفته سلفاً من بعض السطور!..
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :588  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 82 من 168
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

زمن لصباح القلب

[( شعر ): 1998]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج