شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(29) (1)
اجتمعت يومي هذا بمسؤول كبير من الأصدقاء الرسميين وكان صاحب قلم فيما مر به وبنا من أيام.. بل لقد زاد عليا باحترافه القلمي.. حيث كان يكتب يومياً ركناً خاصاً به.. في جريدة.. وأركاناً غير يومية في جرائد أخرى.. ويعتز بأنه يعيش من شبا قلمه.. في أركان تلك الجرائد.. كما لا يستغني عن تكملة.. المعوشة.. من طرف لسانه بما يذيع من أحاديث طويلة وقصيرة.
وقد لاحظت.. وأنا في مكتبه الفخم.. وبين رنين التلفون الذي لا ينقطع وأكداس الإضبارات.. كما يسمى الدوسيهات عمك عبد القدوس.. لاحظت أن زميل القلم القديم.. وجلس على المكتب الرسمي الجديد ـ كان يكرر لازمة حديثه في أقواله.. فيما تذكر حادثة.. أو يروي خبراً منقولاً كتبت عنه أو نوهت به الجرائد.. إلا عقب على تلك وهذا.. بأنه.. كلام جرايد.
وجملة.. كلام جرايد.. هذه للتاريخ.. جملة مستوردة من الخارج.. وليست من صنع واقعنا.. أو أفواهنا المرددة لها.. في حالات.. وحالات فإن جرائدنا بحالتها الحاضرة لا تتعدى في الصعيد المحلي نطاقها الخبري المحلي مما يكاد يكون متداولاً على الأفواه.. كما لا تلون الخبر الخارجي بما يجعله جديداً على سامعه من الإذاعات.. وهي بهذا وبذلك.. لا تبيح لمبادئها ما تستحق أن ترمى مظلومة بهذا الوصف المسيء إلى ما ترويه بصفته ـ كلام جرايد.
والحقيقة أنني لم أطق صبراً وقد أشفقت على صاحبي هذا ـ ولد الجرايد ـ وعلى من في المجلس من المشايعين له تملقاً وزلفى.. وكذلك على الحالة الثابتة تتواتر بصيرورة هذه الجملة ـ كلام جرايد.. أصلاً من أصول الحديث عن هذه التي إن كسبت التسمية.. فإنها لم تكسب الأصل والشكل تستحق معها وبهما أن تنال شر الجزاء.
أقول إنني لم أطق صبراً على كل ذلك.. وبالأخص من صديقنا إياه.. فعقبت بأن الصحف عادة.. وفي العالم كله.. مرجع محترم من مراجع الأخبار اليومية للناس.. حتى أصبح بعضها المصدر الذي تروي الإذاعات عنه.. بفضل ما تنشره مما لا تصل إليه قبلها آذان بقية وسائل الإعلام..
ثم إن الجرائد بدورها صاحبة مراجع آدمية موقرة.. حين تتهيأ لها فرص النفاذ.. والاحتكاك بتلك المراجع مباشرة أو بالواسطة الموقرة كذلك..
فضلاً عن إنه يجب علينا أن نلاحظ أن هناك طائفة من الناس.. وضعتهم ظروفهم أو هوايتهم، أو أدوات كسبهم المعيشي.. أو شتى بواعثهم في المرآة الصحفية لهم.. فعاشوا وقوداً دائماً.. وأذهاناً.. وأكفا عاملة.. لاستمرار مطالعتنا لهذه الجرائد.. يومياً.
وهم ـ بوضعهم هذا ـ لا يستمعون منا كسر الخاطر بهذه الجملة الفارغة نتلهى.. أو نستكبر بها عليهم.. كأنما هم في مضمونها شيء.. لا يجدر بنا أن نشعر وجوده إلا بهذا السعر الكلامي الرخيص..
إن هؤلاء العاملين بالجرائد.. والكاتبين بها.. والناشرين فيها.. شأنهم جميعاً في هذا المجال.. شأن إخوانهم الآخرين في مجالات الأعمال.. بأنواعها ـ في الحياة ـ بما في ذلك زملاؤهم بأجهزة الإعلام الأخرى.. ينبغي علينا ألا نضيع مجهوداتهم القائمة على العزيز من ضوء أبصارهم.. ومن عصارة أذهانهم.. ومن صحة أبدانهم.. بجملة تقليدية بلهاء.. نرسلها في استرخاء.. وفي تعال.. واستخفاف حين نردد كل حين ببساطة تامة كلام جريد!!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :563  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 68 من 168
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.