شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ـ 45 ـ (1)
والحكاية اليوم.. لا تحتاج إلى تمهيد أو ترشيح.. فإنها تزكي نفسها بنفسها.. هدية طيبة من زوجة عاقلة.. وفتاة رشيدة.. وأب حليم شريف.. وزوج كفء.. كريم:
حكي عن الحارث بن عوف بن أبي حارثة أنه قال لخارجة بن سنان أترى أخطب إلى أحد فيردني؟ قال نعم.. قال: ومن هو؟ قال أوس بن حارثة بن لام الطائي.. قال أركب بنا إليه فركبنا حتى أتينا أوس بن حارثة في بلاده فوجدناه في فناء منزله.. فلما رأى الحارث بن عوف قال مرحبا بك يا حارث ثم قال ما جاء بك؟ قال جئت خاطباً. قال: لست هناك.. فانصرف ولم يكلمه.. فدخل أوس على امرأته مغضباً.. فقالت له من الرجل الذي سلم عليك فلم تطل معه الوقوف ولم تكلمه.. فقال ذلك سيد العرب الحارث بن عوف فقالت: ما لك لا تستنزله.. قال إنه استهجنني. قالت وكيف؟ قال: لأنه جاءني خاطباً قالت: ألست تزعم أنه سيد العرب؟ قال: نعم. قالت: إذا لم تزوج سيد العرب في زمانه فمن تزوج.. قال قد كان ذلك.. قالت: فتدارك ما كان منك. قال: فبماذا؟ قالت: بأن تلحقه فترده.. قال: وكيف؟ وقد فرط مني إليه ما فرط قالت: تقول له: إنك لقيتني وأنا غاضب لأمر.. فلك المعذرة فيما فرط مني فارجع ولك عندي كل ما طلبت.. فركب في أثرهما. قال خارجة.. فوالله إنا لنسير إذ حانت مني التفاتة فرأيته.. فقلت للحارث وهو ما يكلمني هذا أوس في أثرنا.. فقال: ما أصنع به.. فلما رآنا لا نقف.. قال يا حارث أربع علي فوقفنا له.. وكلمه بذلك الكلام فرجع مسروراً.. قال خارجة: فبلغني أن أوساً لما دخل منزله قال لزوجته نادي لي فلانة، أكبر بناته.. فأتته فقال: أي بنية هذا الحارث بن عوف سيد من سادات العرب جاءني خاطباً وقد أردت أن أزوجه منك فما تقولين؟.. قالت لا تفعل. قال ولم؟ قالت لأن في خلقي رداءة.. وفي لساني حدة.. ولست بابنة عمه.. فيراعي رحمي، ولا هو بجارك في البلد فيستحي منك ولا آمن أن يرى مني ما يكره فيطلقني فيكون علي بذلك مسبة.. فقال لها قومي بارك الله فيك.. ثم دعا بابنته الوسطى فقال لها مثل قوله لأختها فأجابته بمثل جوابها.. فقال لها قومي بارك الله فيك.. ثم دعا بالثالثة وكانت أصغرهن سناً.. فقال لها مثل ما قال لأختيها فقالت له: أنت وذاك.. فقال لها إني عرضت ذلك على أختيك فأبتاه.. ولم يذكر لها مقالتهما. فقالت: والله إني الجميلة وجهاً الرفيعة خلقاً.. الحسنة رأياً.. فإن طلقني فلا أخلف الله عليه.. فقال لها: بارك الله فيك.. ثم خرج إليه فقال: زوجتك يا حارث بابنتي هئيسة. قال: قد قبلت نكاحها.. وأمر أمها أن تهيئها له.. وتصلح شأنها.. ثم أمر ببيت فضرب له وأنزله إياه.. ثم بعثها إليه فلما دخلت عليه لبث هنيهة ثم خرج إلي فقلت له أفرغت من شأنك؟! قال لا والله.. فقلت له وكيف ذلك؟ قال لما مددت يدي إليها قالت مه أعند أبي وأخوتي.. هذا لا يكون.. ثم أمر بالرحلة فارتحلنا بها معاً.. وسرنا ما شاء الله قال لي تقدم.. فتقدمت فعدل عن الطريق فما لبث أن لحقني فقلت أفرغت من شأنك؟ قال لا والله.. قلت ولم؟ قال: قالت تفعل بي كما يفعل بالأمة السبية الأخيذة لا والله حتى تنحر الجزر والغنم وتدعو العرب وتعمل ما يعمل مثلك لمثلي.. فقلت: والله إني لأرى همة وعقلاً فقال: صدقت. قال وأرجو الله أن تكون المرأة النجيبة.. فوردنا إلى بلادنا فأحضر الإبل والغنم ونحر وأولم ثم دخل عليها وخرج إلي فقلت أفرغت من شأنك؟ قال لا والله.. قلت ولم ذاك؟ قال دخلت عليها.. فقلت لها أحضرت من المال ما تريدين.. قالت: والله لقد ذكرت من الشرف بما ليس بك.. قلت ولم ذاك؟ قالت أتستفرغ لنكاح النساء والعرب يقتل بعضها بعضاً.. وكان ذلك في أيام حرب قيس وذبيان.. قلت فماذا تقولين؟ اخرج إلى القوم فأصلح بينهم ثم ارجع إلى أهلك فلن يفوتك ما تريد.. فقلت والله إني لأرى عقلاً ورأياً سديداً، قال فاخرج بنا.. فخرجنا حتى أتينا القوم فمشينا بينهم بالصلح.. فاصطلحوا على أن يحسبوا القتلى ثم تؤخذ الدية فحملنا عنهم الديات فكانت ثلاثة آلاف بعير فانصرفنا بأجمل ذكر.. ثم دخل عليها فقالت له أما الآن فنعم.. فأقامت عنده في ألذ عيش وأطيبه.. وولدت له بنين وبنات وكان من أمرهما ما كان!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :795  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 98 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.