شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ـ 25 ـ (1)
يقولون إن الحاجة أم الحيلة.. وقد تعني الحجة الغرض أياً كان ومهما كان.. كماً أو كيفية.. فالوصول إليه يستدعي من الأمل الراغب فيه استنباط الوسيلة لغرضه.
ومدارنا من طرف بسيط.. هذه الفكرة تمتزج فيها النادرة بالسخرية.. بالمرح البريء تسلية وإضحاكاً.. رغم انحدار مبناها ومؤداها في كيانه الغرضي الدنيء.
وصاحبنا.. شخصية طريفة.. هو حمزة بن بيض ـ جمع أبيض ـ الحنفي شاعر إسلامي من شعراء الدولة الأموية.. وقد سبب له اسم أبيه حرجاً كبيراً في مناسبات عديدة.
عندما قال له السحيمي رداً على بيت سابق له:
أنت ابن بيض.. لعمري لست أنكر
حقاً يقيناً.. ولكن من أبو بيض؟!
وجم حمزة وقطع به.. فقيل له.. ويلك.. مالك لا تجيبه؟ قال: وبم أجيبه؟ والله لو قلت له.. إن أنبل الناس فلان بن فلان هو أبو بيض ما نفعني ذلك.. بعد قوله.. ولكن من أبو بيض؟!
أما الحكاية عنه.. في ورود استنباط الحيلة أياً كانت دناءتها في سبيل الغرض كيفما كان طلابه وثمنه.. فإنها بلسانه هو تقول:
دخلت يوماً على عبد الملك بن بشر بن مروان.. وكان له غلام خادم لم ير الناس شماً بالطبع أنتن باطاً منه. فقال لي عبد الملك.. سابق غلامنا هذا حتى يفوح صنانكما.. فأيكما كانت صنته أنتن فله مائة دينار.
قال حمزة.. فطمعت في المائة دينار. ولكنني في الواقع يائس جداً من الحصول عليها.. لما أعلمه ويعلمه الكل من نتن إبط الغلام ورائحته الخبيثة المنكرة طارت شهرتها فزكمت الآناف..
ومع ذلك فقد تماسكت وتجعدت.. فغامرت وقلت.. قبلت.. سأفعل ما طلبت.. وأسابق هذا الغلام على هذا الشرط.
وعلى ذلك. فقد خصص للسباق مجال للبداية وللنهاية.. كما كان عبد الملك قد جعل بيني وبين الغلام حكماً ليخبره بالقصة.. وبالفائز منا.. لتسليمه الجائزة.
وابتدأ السباق.. فتعادينا للغاية.. فسبقني الغلام طبعاً.. إلا أنني سلحت في يدي.. ثم لطخت إبطي ببعض السلاح.. ومضيت في العدو..
وأنهينا.. فلما دنا الغلام أخيراً من الحكم ليشمه.. حتى يقر رأينا الأشد صناناً بعد هذا الجري.. فما كاد يشمه حتى وثب.. وقال هذا والله لا يساجله شيء.. فصحت بالحكم.. أصبر ولا تعجل بالحكم. مكانك.. ثم دنوت منه.. فألقمت أنفه إبطي الملطخ بالسلاح حتى علمت أنه قد خالط دماغه.. وأنا ممسك برأسه تحت يدي ضاغط عليها.. فصاح.. الموت.. هذا والله بالكنف أشبه منه بالآباط!!
فقال عبد الملك. أفحكمت له.. قال الحكم.. نعم.. فما هذا بباط رجل. بل كنيف بيت!!
فضحك عبد الملك.. وأخذت المائة دينار.
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :849  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 78 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.