شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عيد الطَبيعة!؟
.. إنها أيام تقضيها بين زهر وشجر.. وماء وطير.. وإن القلب ليرفرف بجناحين من حبه.. ومن أحلامه.. عصفوراً من عصافير تلك الجنة.. فإن سألتني الآن عن.. الشعر الحي.. قلت لك:
هذا.. هو الشعر:
.. فقرة من رسالة لصديق..
عشنا هنا الشعر.. حياً.. لانمارسه
على الطروس.. ولكن في دواعيه
تسري قوافيه.. أشتاتاً محلقة
بنا.. لنمرح في شتى قوافيه
مبثوثة.. في حلى صاغ الجمال بها
أحلى معانيه.. في أحلى مرائيه..
تناثرت بين صداح بأيكته
يروي هواه.. فؤاداً طل من فيه
ناغى الأليف.. فلم يكتم صبابته
ولم يدار الجوى ألفاً يناغيه
حر المشاعر.. جهراً.. في طبيعته
صوت الطبيعة.. يعلو دون تمويه
كأنه في فم الأيام سيرتنا
في قولها وجد الإنسان ما فيه
مبرءًا بالسجايا.. في ظواهره
وصادقاً.. كالمرايا.. في خوافيه!!
وزهرة رفرفت نشوى يقبلها
ثغر النسيم.. يعاطيها.. وتعطيه
بها الورود.. وروداً في براعمها
وفي تفتحها للحسن.. تبديه
غار الندى من هواها.. فاسترق له
وذاب شيئاً فشيئاً.. نهب معطيه
تكاد تفصح في الأسحار قطرته
وفي الأصابيح عن أحلام ماضيه
عاش المدى فوق أوراق مكللة
وفي ثغور عن الماضي تسليه
ما بين حمراء.. أو بيضاء ناصعة
كالطهر تاه مسماه بداعيه
ما بين ذينك.. ألواناً مزركشة
جالت بها العين من تيه.. إلى تيه
يحكي الشذا عن شذاها بعض فتنته
جهراً.. ويسكت.. سراً.. عن بواقيه!!
والجدول اللاعب الممراح ـ لاح ضحى
كالفيء.. وسط حنان في مماشيه
كأنه في صفاء القلب.. منطلقاً
للكوثر العذب مرآة.. لراجيه
قامت على جانبيه الحور راقصة
بالنور.. للنور.. أطيافاً توافيه
زف المواكب منها.. في مزاهره
منه الخرير.. نشيداً.. في تغنيه
جئنا لديه.. وفود الحسن هش لنا
قلب الطبيعة.. صافي من يصافيه!.
والماء ينثر من شلاله ـ كرماً
فضل الرذاذ.. عطاء من أياديه
ينساب عاليه.. دفاقاً بموجته
للموج.. يمشي وئيداً في مجاريه
مشي العرائس يومي طرفهن لنا
وينثني.. حالماً في طرف رانيه
رأى الحياة.. كما يهوى.. فكان بها
مد الحياة.. بلا جرر.. يعاديه!!
وللعصافير في الأغصان زقزقة
تروي لنا الشعر حراً من قوافيه
تواثبت بين ذي قلب يضن به
إلاَّ على الحب.. يجلوه.. وتعليه
وبين مستشعرٍ بالحب جاءَ له
هوناً.. فجاد له بالقلب يفديه
فهام.. كلاً لبعضٍ.. في تواثبه
وذاب بعضاً بكلٍ.. في تدانيه
والغيم يركض سباقاً تهدهده
يد النسائم.. تعليه.. وتدنيه
يَمُرُّ بالأُفقِ البسام مزدحماً
بالأفق.. رائحة حياه غاديه
لَفَّتْ سحائبه الأجبال.. ناشرةً
بها الذوائب.. حلماً في مراقيه
ينام في فضلها الوادي مدثرةً
أكنافه بالرؤى مبثوثةً فيه
يكسوه وشي الصبا.. غيثاً يداعبه
منه الرذاذ.. وقد تقسو غواديه!!
والأرض تضحك فرحى في ملاعبها
خضراء كالروح في أصفى مجاليه
تَبَرَّجَت كالعذارى.. في مسابحها
لا تستر الحسن عن أعيان رائيه
ولا تضن به.. من بعد زينتها
حسناً.. تعالى به من عاش يعليه!
والشمس تومئ نشوى غير حاسرة
نقابها بشفيف الضوء.. تبديه
وَقَتْ هوى العيد في أعراس فرحته
لفح اللظى.. وَغَدَتْ سترا لِواقيه
فإن أطلت على الأغراس.. سافرة
فإنها النور في أسمى مراميه!..
يَا مَنْ يَرانا بعينِ الحس شاعرة
بالحس.. قد ذاب هاديه بمهديه
قل للمقيم على دنياه.. عابسة
أو غير عابسة.. فيما نعانيه
عشنا هنا الشعر أياماً مطرزة
في سندس منه يطوينا.. ونطويه!
سل الصخور.. وقد رقت.. مرفهة
تحنو على الزرع منها طل باديه
كما ألاح بقلب الصخر يانعه
وقد تشقق أحشاء تحييه
ماذا رأت فيه؟ إلا أنها وبه
سفر الطبيعة مفتوحاً لقاريه!
سل الفراشات.. أحلاماً مجنحة
بالشعر تفصح عمّا نحن نعنيه
جاءت لساحاتنا الخضراء لاعبة
كالطفل لاَعَبَ أشباهاً تحاكيه
وقد أعادت إلينا.. في بداهتِها
روح الطفولة.. كم بتنا نناديه!!
سل الجمال.. دلالاً في محاسنِه
ماست عذاراه.. معنى من معانيه
ما بين نافرة للصب داعية
باللحظ تدنيه.. أو باللحظ تقصيه
وبين كاعبة.. قالت بضحكتها
إن الغريب هنا ما بين أهليه
قد سرْنَ كالطير أسراباً يَطفْنَ بنا
في حينا.. نهب إفصاح وتنويه
وَلحْنَ.. بالجبل الزاهي بهنَّ.. رؤى
كما الأزاهير لاحت في بواديه
مرفهات بماء الحسن عطره
نفح الغرام بما تروى روابيه
كأنهنَّ شروق الشمس ضاء به
من الثنايا بثغرِ الصبحِ.. ضاحيه
أَو أنهنَّ خيوط البدر ينسجها
كف الضياءِ بقلبِ الليل.. في تيه!!
يا مشعل القبس الخابي بهيكله
عاف الدياجير.. لوناً من دياجيه
وَوَاهِب الوَتَرِ المقطوع رنته
بين الأغاريد لحناً من مثانيه
هذا.. هو الشعر غَنَّانا.. فعلمنا
هواه.. كيف بما غَنَّى.. نُغَنِّيه!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :604  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 239 من 283
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج