عشنا هنا الشعر.. حياً.. لانمارسه |
على الطروس.. ولكن في دواعيه |
تسري قوافيه.. أشتاتاً محلقة |
بنا.. لنمرح في شتى قوافيه |
مبثوثة.. في حلى صاغ الجمال بها |
أحلى معانيه.. في أحلى مرائيه.. |
تناثرت بين صداح بأيكته |
يروي هواه.. فؤاداً طل من فيه |
ناغى الأليف.. فلم يكتم صبابته |
ولم يدار الجوى ألفاً يناغيه |
حر المشاعر.. جهراً.. في طبيعته |
صوت الطبيعة.. يعلو دون تمويه |
كأنه في فم الأيام سيرتنا |
في قولها وجد الإنسان ما فيه |
مبرءًا بالسجايا.. في ظواهره |
وصادقاً.. كالمرايا.. في خوافيه!! |
وزهرة رفرفت نشوى يقبلها |
ثغر النسيم.. يعاطيها.. وتعطيه |
بها الورود.. وروداً في براعمها |
وفي تفتحها للحسن.. تبديه |
غار الندى من هواها.. فاسترق له |
وذاب شيئاً فشيئاً.. نهب معطيه |
تكاد تفصح في الأسحار قطرته |
وفي الأصابيح عن أحلام ماضيه |
عاش المدى فوق أوراق مكللة |
وفي ثغور عن الماضي تسليه |
ما بين حمراء.. أو بيضاء ناصعة |
كالطهر تاه مسماه بداعيه |
ما بين ذينك.. ألواناً مزركشة |
جالت بها العين من تيه.. إلى تيه |
يحكي الشذا عن شذاها بعض فتنته |
جهراً.. ويسكت.. سراً.. عن بواقيه!! |
والجدول اللاعب الممراح ـ لاح ضحى |
كالفيء.. وسط حنان في مماشيه |
كأنه في صفاء القلب.. منطلقاً |
للكوثر العذب مرآة.. لراجيه |
قامت على جانبيه الحور راقصة |
بالنور.. للنور.. أطيافاً توافيه |
زف المواكب منها.. في مزاهره |
منه الخرير.. نشيداً.. في تغنيه |
جئنا لديه.. وفود الحسن هش لنا |
قلب الطبيعة.. صافي من يصافيه!. |
والماء ينثر من شلاله ـ كرماً |
فضل الرذاذ.. عطاء من أياديه |
ينساب عاليه.. دفاقاً بموجته |
للموج.. يمشي وئيداً في مجاريه |
مشي العرائس يومي طرفهن لنا |
وينثني.. حالماً في طرف رانيه |
رأى الحياة.. كما يهوى.. فكان بها |
مد الحياة.. بلا جرر.. يعاديه!! |
وللعصافير في الأغصان زقزقة |
تروي لنا الشعر حراً من قوافيه |
تواثبت بين ذي قلب يضن به |
إلاَّ على الحب.. يجلوه.. وتعليه |
وبين مستشعرٍ بالحب جاءَ له |
هوناً.. فجاد له بالقلب يفديه |
فهام.. كلاً لبعضٍ.. في تواثبه |
وذاب بعضاً بكلٍ.. في تدانيه |
والغيم يركض سباقاً تهدهده |
يد النسائم.. تعليه.. وتدنيه |
يَمُرُّ بالأُفقِ البسام مزدحماً |
بالأفق.. رائحة حياه غاديه |
لَفَّتْ سحائبه الأجبال.. ناشرةً |
بها الذوائب.. حلماً في مراقيه |
ينام في فضلها الوادي مدثرةً |
أكنافه بالرؤى مبثوثةً فيه |
يكسوه وشي الصبا.. غيثاً يداعبه |
منه الرذاذ.. وقد تقسو غواديه!! |
والأرض تضحك فرحى في ملاعبها |
خضراء كالروح في أصفى مجاليه |
تَبَرَّجَت كالعذارى.. في مسابحها |
لا تستر الحسن عن أعيان رائيه |
ولا تضن به.. من بعد زينتها |
حسناً.. تعالى به من عاش يعليه! |
والشمس تومئ نشوى غير حاسرة |
نقابها بشفيف الضوء.. تبديه |
وَقَتْ هوى العيد في أعراس فرحته |
لفح اللظى.. وَغَدَتْ سترا لِواقيه |
فإن أطلت على الأغراس.. سافرة |
فإنها النور في أسمى مراميه!.. |
يَا مَنْ يَرانا بعينِ الحس شاعرة |
بالحس.. قد ذاب هاديه بمهديه |
قل للمقيم على دنياه.. عابسة |
أو غير عابسة.. فيما نعانيه |
عشنا هنا الشعر أياماً مطرزة |
في سندس منه يطوينا.. ونطويه! |
سل الصخور.. وقد رقت.. مرفهة |
تحنو على الزرع منها طل باديه |
كما ألاح بقلب الصخر يانعه |
وقد تشقق أحشاء تحييه |
ماذا رأت فيه؟ إلا أنها وبه |
سفر الطبيعة مفتوحاً لقاريه! |
سل الفراشات.. أحلاماً مجنحة |
بالشعر تفصح عمّا نحن نعنيه |
جاءت لساحاتنا الخضراء لاعبة |
كالطفل لاَعَبَ أشباهاً تحاكيه |
وقد أعادت إلينا.. في بداهتِها |
روح الطفولة.. كم بتنا نناديه!! |
سل الجمال.. دلالاً في محاسنِه |
ماست عذاراه.. معنى من معانيه |
ما بين نافرة للصب داعية |
باللحظ تدنيه.. أو باللحظ تقصيه |
وبين كاعبة.. قالت بضحكتها |
إن الغريب هنا ما بين أهليه |
قد سرْنَ كالطير أسراباً يَطفْنَ بنا |
في حينا.. نهب إفصاح وتنويه |
وَلحْنَ.. بالجبل الزاهي بهنَّ.. رؤى |
كما الأزاهير لاحت في بواديه |
مرفهات بماء الحسن عطره |
نفح الغرام بما تروى روابيه |
كأنهنَّ شروق الشمس ضاء به |
من الثنايا بثغرِ الصبحِ.. ضاحيه |
أَو أنهنَّ خيوط البدر ينسجها |
كف الضياءِ بقلبِ الليل.. في تيه!! |
يا مشعل القبس الخابي بهيكله |
عاف الدياجير.. لوناً من دياجيه |
وَوَاهِب الوَتَرِ المقطوع رنته |
بين الأغاريد لحناً من مثانيه |
هذا.. هو الشعر غَنَّانا.. فعلمنا |
هواه.. كيف بما غَنَّى.. نُغَنِّيه!! |