شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ـ 4 ـ
أما أنا..
والشعرُ.. يعلو صادقاً
بالحقِّ.. في يومِ التنادْ
بالحرِّ.. في ساحِ الجهادْ
مَازَ الْحَقِيقَةَ.. في مَسَابحِهِ الخيَالْ..
وجفا المعيبَ عليه.. ترديدَ المقالْ..
متطرحاً بهواهُ.. في مهوى المجالْ
وبينَ دُنْيَا الواقعِ..
ألهاهُ حالُ عنكِ.. يقعدهُ.. ومالْ
فعلىَ حماكِ.. إلىَ حماكِ
بنارِنَا.. ولنورِنَا.. أتطلّعُ!
أما أنا..
طوعَ السهادِ.. جَفَا الرّقادْ
فهزَزْتُهُ.. وعزَزتُهُ..
هذَا اليرَاعْ..
ورَفعتُهُ.. وشرَعتُهُ.. ضدَّ الهزِيمةِ.. والضَّياعْ
وَغمستُهُ بدمِ الفؤاد..
وَمضيْتُ أحملُ مشعلِي.. وَسطَ الدجَى
والليلُ طالَ.. بمَا أشاعْ..
ضدّ القطيعِ.. مبحلقاً.. نهبَ الغويِّ..
أو الضَّعيفِ مِنَ الرعاعْ
وَمَعَ القَوِيِّ بِرَبِه.. وَبِدينِهِ..
بنَبيِّهِ.. بعُروبَتِهْ..
بعزيمْةٍ لا.. لا تُرَاعُ.. وَلَنْ تُرَاعْ
وَمَعَ المشَرَّدِ.. في البطاحِ.. وفي البقاعْ
مِنْ جُرحِهِ.. مِنْ رُوحِهِ..
يرْوَى.. ويَصْفُو المنْبْعُ!.
* * *
وَمَضى.. يقولُ.. وَينزَعُ..
وَمضَتْ لما يرْوي لها تتسمعُ..
وَالقَوْلُ مرْتَجِفُ الأداء وَالسرِ ضَاقَ بِهِ الخَفَاءْ
وَسنَا الحقيقَةِ.. للحقائِقِ أرْوَعُ
من كلِّ طاغوتٍ لهَا.. لا يخضَعُ!.
وَتلألأَ الليلُ الطوِيلُ الشاعِرُ
وَعَلَى هُدى مشكاتِهِ وَضِيائِهَا..
أيامُنا.. آمالُنَا.. تتناثرُ..
نوراً يُطِلُ به الصّباحُ السافرُ
وَغفا.. وَنامَ علَى دُجاهُ السّاحِرُ
وَقدِ استَهَامَ به.. وَنَارَ الذاكرُ
وَسطا به.. مُتقلِّباً.. مُتوَثباً
في ليلُهِ ونَهَارِهِ.. يتلوّعُ
عَنْ ثارِهِ.. وبدَارِهِ.. لا يهجعُ؟!
وَرَفتْ قلُوبٌ.. كالرّياحْ
وَصَغتْ عقُولٌ.. للِصِّياحْ
وَهَفَتُ نفُوسٌ.. للنباحْ..
همسَ السرَائر للسرَائرِ لا تريْحُ.. ولا تُرَاحْ..
وَثَوَتْ.. يضِيقُ بها الطريقُ الحائرُ
وَغَوَتْ.. يضِلُ بها الصَّوَابُ المائِرُ
وَعَوَتْ.. وَصَاحَ بها الحسيسُ الهادِرُ
رَباهْ!
رَباهْ! ما ذَنْبي.. وَأنتَ الغافرُ
أنا مُسلمٌ.. أنا مُؤمِنٌ.. لا كافِرُ
لكنمَا هذِي يهوُدْ لكنمَا هذِي يهوُدْ..
هذِي يهُودُ بوَجهها ضُرَبتُ عليها المسكَنَةْ
لكنّها في كُلها.. وَبظلهَا أضْحَتْ.. تَتيهُ.. بمأمنَه
هذِي يهُودُ.. بثقلِهَا.. في سَطوِهَا.. لا ذُلِّها
جاءتْ تُعذّبني.. تُعَذّبنَا.. قُلُوباً مُؤمنَة
وَأنا وَأنْتَ بِيوْمِها.. في يَوْمِنَا مُتلددُ
مُتفجّعٌ.. مُتضَرعُ!.
وَتكلمَ الصّوتُ الجهيرْ..
مُتحلِّقاً من حَوْلِه الحَشدُ الحسيرْ
يتلوُ من الآياتِ هاديها.. وَوَازِعَها.. بشيراً.. أوْ نذيرْ
يرْوِي من الأحْداثِ.. من دُرَرِ الحديث لآلئاً.. وَلآلئاً
وعَلى المسامِعِ للبَصْيرة.. لاَ البصَائِر.. قائلاً:
من لم يرَ اللهَ.. الكَبيرَ علَى الكَبيرْ.. فهُوَ الصَّغيرُ معَ الصَّغيرْ
من لم يرَ اللهَ.. القديْرَ علَى القدير.. فهْو الحقيرْ مَعَ الحقيرْ
مَنْ لمْ يَكُن مَعَ نَفسِه.. وَبِنَفْسِه..
بالسّعْي.. بالتّوحيد.. بالإيمان.. أعمالاً جسَامَا
بِإرَادة.. لا تَفترُ.. وَعزيمةٍ.. لا تُقهَرُ
بِالقُدْوَة المثلَى.. تَصُوغُ لَنَا المَثلْ
بِالعِلم.. بالإدرَاك للخطْب الجلَلْ
في يَوْمُنا.. يوم المهْالك وَالزّللْ
ما كَانَ.. يوْماً.. بِالجدير بأن يكُونَ.. لنا البطَلْ
إِنَّا معَ التاريخ.. منْ تَاريخِنا
لمّا يَزَلْ.. لمَا نَزَلْ..
وَالبَغْيُ نيْرانٌ تشُبُ.. وَتَرْتعُ
وَالكَونُ أسْماعاً يلوُبُ.. وَيجْمعُ
وَالكَوْنُ.. أحْداقاً.. لنا.. يتَطَلَّعُ!.
ـ 5 ـ
وَغَفَا الْهزَارُ علَى ضَفافِ الجدْوَلِ
رَمَقتهُ.. وَانِيةً ـ عُيُونُ الأجدْلِ
في رَنوَةٍ.. رَانتْ على طَرَفِ الحِمى
وَبرَنوةٍ.. طافَتْ عَليْهِ.. بمعْزَلِ..
وَالغابَةُ السَّوْداءُ..
يُلهبُها الظما..
وَالحَقْلُ.. في السّاح القرِيبِ المهمَلِ..
سَكتَتْ لدَيهِ طيورُهُ المترَنمّاتْ..
لوَّاحةً بجنَاحِهَا المتكسِّرِ المتهدَّلِ..
وَالصّادِحَاتُ تعلقَتْ..
بغُصُونِهَا.. بفُرُوعِهَا..
سكنَتْ سُكونَ الدَوْحِ.. لَمْ تتنَقلِ..
وَاستنسرَتْ كُلُ البُغاثْ!
وَتناعقَتْ غِربانها.. وتناعَبَتْ بُوماتها
وَتَبَرَجَتْ.. حوْلَ الشقُوقِ.. على الدُرُوبِ ضفَادِعُ
أشبَاحُهَا.. في عَارِها..
وَبدَارِها تتمَسَّحُ
رَكضاً.. إلى أحلاَمِهَا..
وَبَوهمهَا ـ تتَبجّحُ..
في شَتمِهَا.. وَشَماتِها.. تتسَارَعُ
وَبِغَمزِهَا.. وَبِلَمْزِها.. تتصَارَعُ!.
* * *
وَاستنسَرَت كُلُ البُغَاثْ!.
وَحكايَة الأشبَاح أرْزَاءً.. تطولْ..
غصصاً لنَا.. مِنْ مُرِّهَا.. نتجرَعُ
وَلَقَدْ رَوَاها الشيّخُ.. وَهُوَ يُحَوْقِلُ..
وَيقولُ: ذلِكَ فَوْقَ مَا نتَوَقَّعُ:
مالَ الرَقيْعُ.. على قَفَاهُ.. وَقالَ ما لا يُعْقَلُ!.
ما لا يجُوزَ.. روايةً.. عن غَيْرِهِ..
وبغيرِهِ.. ما بَينَنَا.. لا تُنقَلُ
عَن دَارةٍ عَربيةٍ.. فيها كُبُودٌ وَاجفَةْ
وَبِهَا جِبَاهٌ خاشِعَاتٌ.. للعِبَادَةِ.. عاكِفَة..
وَالنارُ.. وَالدّمُ.. وَالدّخانُ بِهَا حرِيقٌ مُشعَلُ..
وَعَدُوّنا.. وَعدُوُها..
بِسمائِها.. وَبأرْضِهَا.. يَتَوَغَّلُ..
قَالَ الرَقِيعُ.. وَليتهُ.. ما قَالها
مَنْ لاَ أُسَميْهِ.. احتقَارَا..
مَنْ لم يَكُنْ فينَا.. وَلاَ مِنَا.. شعَارَا..
قالَ الرقيعْ: يا ليتَها..
يا لَيْتَها.. في يَومِهَا.. وبلَيْلِهَا.. تَتَمَلمَلُ
يا ليتَهَا.. حُرِقَتْ.. وَضَاقَ علَى فَتَاهَا الموْئلُ
يَا لَيْتَهَا.. هُدِمَتْ.. وَدُكَّ على حِمَاهَا المَعْقِلُ
يا لَيْتَهَا.. حَجَراً.. على حَجَرٍ.. مَضَتْ تَتَقَلْقَلُ
فَخَوَتْ.. وَخَرَّ على الصَعيْدِ الهَيْكَلُ
أَنَا لَن أُباليَ.. أنْ يَكُونَ لنَا.. بِهَا
وَلِبعْضِنَا.. أَهْلٌ.. هُناكَ.. ومَنزِلُ
إنَّ العَدُوُ اليَوْمَ.. ليْسَ عَدُوَّهَا
فَهيَ العَدُوُّ.. كَمَا أرَاهُ.. الأَوَّلُ!.
وَتعَمْلقَ الشَبحُ الضّئيْل
يُزْرِي به.. قَالٌ.. وَقيْل
وَهُوَ المكبَّلُ في رَقَاعَتِهِ الذَّلِيلَةْ
وَهُوَ المُضَلَّلُ.. في عَمَايتِهِ الكَلِيْلةْ
في رُكْنِهِ.. وَبهُجرِهِ.. في قالِهِ.. يتَنَطعُ!!
* * *
وَاسْتنْسرَتْ كُلّ البُغَاثْ!.
وَحكَايةُ الأشبَاحِ أرْزَاءٌ تَطُوْلْ..
غُصَصاً بنَا.. مِنْ مُرَّهَا نَتَجرَّعُ
إنِّي أُعيذُكْ!
إني أُعيذُك.. يا أَخِي.. وَأُعيذُهُ
مِنْ أنْ يَطُولَ كَلامُهُ.. وَمَلامُهُ
إنَّ الشَّماتَةَ بالرَّجالِ.. أو الدِّيارِ
رَخيْصَةٌ.. رُخْصَ الترَابِ
عَلَى الهَوَانِ..
يَلُمنَا.. وَيَلُمُهُ
إنِّي أُعيْذُكْ!
إنِّي أُعيْذُكَ.. إنَ هَذَا اليَوْمَ.. يَومُكَ يُومُهُ
يَومُ العُروبةِ.. وَالقَرَابةِ..
وَالعَقيْدَةِ حَرْبُهُ.. لاَ سِلْمُهُ
إنّي وَأَنْتَ علَى الطَّريْقِ الوَاحِدِ
لاَ فَرْقَ بَيْنَ مُجاهِدِ.. وَمُجَاهِدِ..
إنَّ المصيرَ بهِ المصير
كلا.. وليسَ على المآلِ تُنازُعُ!
وَاليَوْمُ يومُ اللهِ عزَّ به النصيرْ
واليومُ يومُ الله.. في الدربِ العسير
يومُ الجماعةِ.. والصحابهْ
يوْمُ الصفوفِ المؤمنةْ
يومُ الجهادِ.. بلا نظيرْ
نهجَ العقيدةِ.. حرةً.. للمستنير
طبعَ العقيدة.. فطرةً.. لِذوي الضمير
وجبلَّةً للمُسْتَعَزِ بدينهِ.. للمستجير..
وَصَغَتْ عُقولٌ.. للعقولْ..
وَهَفَتْ نفُوسٌ للنفوسِ..
لِيومِها.. وَلأمْرِهَا تتَلَمَّسُ
وَزَكَتْ دِماءٌ.. للدَمَا
ءِ.. بذِكْرِهَا تتَحَمَّسُ
وَمَضَتْ.. تَقُولْ..
وَمَضَى يَقولْ:
اليَوْمَ يَوْمُ عَقيْدَتِي ديْناً قَوِيمَا
وَاليَوْمَ يَوْمُ جِبِلَّتِي طَبعاً كَريْماً
وَاليَوْمَ يَوْمُ رُجُولَتي عَزْمَاً سَليْمَا
مَهْمَا بَدتْ فيْهِ الحوَادثْ
مَهْمَا أدْلَهَمَّ الخَطبُ.. في شَوْطِ المصيرْ
فعَقيْدتي.. وَجِبِلَّتي.. وَرُجُولتي
فِي دَرْبِهِ الضَوْء المُنِيرْ
حَفّتْ بجَنّةِ عَدْنَنا.. بَينَ المكَارِهِ.. وَالكَوَارِثْ
بالضّنْكِ.. أطَوَاقُ السَّعيرِ..
قَولاً.. يُترْجِمُهُ التّوَثبُ.. وَالعرَاكْ
وَثَبَاتُ أقْدامٍ..
يمدّ بها خُطايَ.. مَدَى خطاكْ
وَنَدىً.. وَرِفْدٌ طائلُ
بارَى العَطَا.. بِهمَا.. عَطَاكْ
فِي فتنةٍ كُبرَى.. تجَسّدها النّوائِبْ
مَمطولَةً.. فِي لَيلنَا.. وَنهارِنَا
عاشَتْ بها نيْرانُنَا.. تَتلَذَّعُ
وَعَلى النّوَىَ.. أكْبَادُنا تَتَقَطَّعُ
* * *
وَاسْتَنسرَتْ كُلّ البُغَاثْ
وَحِكايَةُ الأشْباحِ أرْزَاءٌ تَطُولْ
غُصَصاً بِنَا.. مِنْ مُرِّها.. نَتَجَرَعُ
قَالَ الخليُّ.. إلى الخَليّ.. وَمَا دَرَى
عن لَيْلِهِ.. عَنْ صُبْحِهِ..
يَأتِي إلَيْهِ بهِ الغَدُ
مَاذَا يَكُون.. وَمَا يَصِيرْ؟.
إنِّي سَمِعْتُ.. وَقَدْ رَأيتْ
إنِّي أرَى مَا لا تَروَنَ.. وَأَسْمَعُ
وَجَرَى بِها إبليسَ في حَلَباتِهِ
شَفَّافَةَ الأرْدَاءِ.. فِي نَزَغاتِهِ
ضَرْباً مِنَ الوَهْمِ المغَلَّفِ بالضَّبابِ.. وَبالظّنَونْ
وَرُؤْىً مِنَ الهَولِ المُقَدَّرِ بالعَذَابِ.. وَبالمنُونْ
عَاشَتْ.. ضَلالاً.. للضَلالِ.. بِنَشرِهَا.. يَتَطَوّعُ..
وَتَنَاثَرَتْ حَبَّاتُ قَلب السَامِعِينَ
وَتَقَطَّعَتْ زَفَرَاتُ صَدْرِ الهَالِعينْ
يَمْشِي بِهَا إبْليس.. لاَ يَتَورَّعُ
بريَائِهِ.. وَبزَيفِهِ.. يَتبرْقَعُ
وَعلَى سَمَاعِ القَابِعينَ الوَّادِعينَ.. يَزُفُّها.. وَيَصُّبها
وَكأنَّهُ هُوَ.. وَحدَهُ.. المتلوِّعُ..
مَاذَا تَرى؟
مَاذَا جَرى؟.
مَاذَا لَنَا يَا صَاحِبِي..
تَتَوَقَّعُ!!
* * *
وَمَضَى يَقُولُ..
وَمَضَتْ تَقُولْ:
اللهُ أَكْبَرُ.. فِي الجَلاَلِ.. وَفِي المآلْ
وَاللهُ أكْبَرُ فَوقَ أربَابِ الضّلاَلْ
عَاشُوا.. علَى خَيْراتِنَا.. وَتَمَتَّعُوا
وَعَلَى المَوَدَّةِ.. بالوَلاَءِ.. تَوَسَّعُوا
وَسَطَا بِنَا الْهَوْلُ الملحّ.. وَقَد وَعُوا
فَترَاجَعُوا
وَتَمَنَّعُوا
وَتَرَفَّعُوا..
وَتَرَافَعُوا.. !!
ـ 6 ـ
وَتَصَايَحَحتْ.. في لَيْلِهِ..
أشباحُهُ.. تتلاحَقُ
وَتَنَاوَحَتْ.. في قَلْبِهِ..
أتراحهُ.. تتراشقُ..
وبرأسِهِ دقُّ الطُّبُولْ..
وَمَضى يَقُولُ..
بما أقولْ:
عَقَّ الْبَنَانَ يراعُهُ.. وَتَمَرَّدَا
والليلُ غاشيةٌ..
تَمُدُّ له اليَدَا
ومشَى الدُّروبَ عَسيرها في جُنْحِهِ..
متلمِّساً.. ما يَرْتجى مُتَوَحِّدا..
وَطَوى الْمسالِكَ..
والمعابِرَ.. واجِداً متعبِّدا..
وَبَقيتُ.. وَحْدي
راصِداً.. مترصِّداً
وأقَمْتُ في السَّفْحِ البعيدِ.. ودونَنَا
أملٌ تَقَاصَرَ..
مَرَّةً.. وَتَبَاعَدَا..
وَقَرَابتي.. بالأمسِ..
ناذِرَةُ الوَفَا
وَقَرَابتِي.. باليومِ..
باذِرَةُ الْعِدَا..
تَلْتَفُّ بالأبْرادِ..
في طياتِها.. أكْفَانُنَا
غَابَ الذَّبيحُ.. بِدونِها..
تَحْتَ الثَّرَى..
لِرمالِنَا.. مُتَوَسِّدَا
وَمَشى الْجريحُ.. بَبَعضِهَا
يَطَأ الْبَرَى..
مُتَوَجِّعاً.. مُتَلَدِّدا
وجرى الطَّليحُ بِسفْحِهَا
وعلى الرُّبَى..
مُتَشَرِّداً..
منْ بَيْتِهِ.. وَمُشَرَّدَا..
وَالْوَيْلُ يعبثُ بالقريب.. وبالبعيدْ
والأمُّ تَزْعَقُ.. للقرينِ.. وللوليدْ
وَشَبابُنا.. وشيوخُنَا..
طَيّ الصَّعيدِ.. بِجَوْفِهِ
وعلى العراءَ.. من الصَّعيدْ!.
وَتَكَلَّمَ التاريخُ.. لا يَتَلَعْثَمُ
وَتَسَابَقَتِ أشباحُهُ..
في كَوْنِنا.. تَتَزاحَمُ
وَبِلَيْلِنَا.. في دَارِنَا
مِنْ فجْرِهِ.. تَتَضَوَّأ!.
* * *
وَتَلاحَمَ الإنسانُ.. في أبَّهائها
وبهائهِ.. حشْداً.. يصولْ
وتحدَّثَ المتحدثونَ..
بما يُقَالُ.. بِمَنْ يَقُولْ..
وَتَزَحْزَحَ الشَّبَحُ الْمهولُ..
مُتَسائلاً.. متضجراً
وَتَدَافَعَتْ.. نحوَ الظلامِ بهِ الفلولْ
تَزْويهِ عَنْ أعيانِها
بِدُجاهُ.. غاشِية الأفولْ
رَيْثاً.. يَحوُلُ.. ولاَ يطولْ
هَبَّتْ على أطلالِهِ.. وظِلالِهِ
كُلُّ العواصِمِ.. والْعَوَالِمْ
رغْمَ الركائز.. والدعائِمْ
في نَارها.. وَبِنورِهَا
تَجلو المآثمَ.. والمظالِمْ
دَفَنَتْهُ.. في أسْمالِهِ
في لَيْلِهِ.. وبِوَيْلِهِ
ريحُ العواصِفِ.. قَاصِفَهْ
بِبروقِها المُتَنَوّراتِ الكاشِفَهْ
بِرُعُودِها المُتَواتِراتِ العاسِفَه..
فَضَوَى.. بِبَردِ صَقيعهِ يَتَهَرَّأُ
وَثَوى.. بِكَهْفِ ظَلامِهِ
متدَسساً.. يَتَبَرَّأ
لِلنُّورِ.. لا يَدْنُو.. ولا يَتَجَرَّأ!.
* * *
وَمَشَتْ بِنَا أيامُنَا.. تَتَلَكأُ
وعلى القلوب مصيرها.. يَتَوَكَّأُ
وَقُلوبُنا.. في صَدْرِنا..
وَبِسِرِّنَا.. وبِجَهْرِنا
نَبَضَاتُ أفْئِدَةِ الصِّيالْ..
خَفَقَتْ بها.. وَرَقت لها
بينَ الجوانِحِ.. حُرَّةً
خَفاقةً.. هِمَمُ الرِّجالْ
عربيَّةً.. في آلها.. ومآلِهَا
وبكلِّ غالٍ..
أرخصتْهُ لكلِّ غَالْ
في جَذْوَةٍ.. من نارنا.. لا تُطْفَأُ
وبِصولةٍ.. من ثارنا.. لا تَهْدَأ
والضَّاحِكُ اللاهي بنا مُسْتَهْزِئُ
والعابِثُ الهاني..
لدى أظلالِهِ.. يَتَفَيَّأُ
والمؤمنونَ بربِّهم..
والشَّاعِرون بحقِّهمْ.. وَبِحُبِّهِمْ
والصَّابِرون بقلبهم.. وبدأبهمْ
في نارِهمْ.. وسَعيرها..
مُتَقَلِّبونَ.. على اللَّظى.. مُتواثِبونْ
بِقُلُوبهم.. فَوقَ الضَّنا
تاريخُهم.. آياتُهُ
آياتُهمْ.. تَتَلألأُ!.
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :594  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 225 من 283
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء السابع - الكشاف الصحفي لحفلات التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج