شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الأشباح!
ـ 1 ـ
قالتْ.. وقدْ لعِبَ الهوى
بِقَرِيْبِها. بِبَعِيْدِهَا
وبما تَراهُ.. وتَسْمَعُ..
أحقيقَةٌ.. ما قيلَ عنكَ..
وما تقولُ.. وَتَتْبَعُ؟.
وَتَلَفَّتَتْ.. صوْبَ السماءْ
وبِقَلْبِها.. وبِرُوحِهَا
نَارُ الجَوى.. نورُ الرَّجاءْ
وهُمَا بخَطِّ النَّارِ.. أيَّامُ البقاءْ
عاشتْ بهِ.. ووَفتَ لَها
مثْلي وَمِثْلَكَ
مَدَّها.. وأطَالها
عفوُ الإلهْ
والْحُبُّ..
والشرَفُ المُكَرَّمُ بالدماءْ..
والبَذْلُ.. والروحُ الكَبيرُ..
وما أفاضَ بهِ الوفاءْ..
بِقُلوبِنا.. وبِقَلْبها..
مُتَلألِئاً..
رغْمَ الدجى.. يتطلَّعُ!.
* * *
قالتْ لهُ..
قالتْ لصاحِبِهَا.. تراهُ.. ولا يراها
حَجَبَتْهُ ألوانُ البلاءِ.. بها تداهَى
مُتَقَلِّبَ الأهواءِ.. في ضعْفٍ تناهى
تزْويهِ عنْها.. من غِوَايَتِهِ.. رُؤاها
بِهِما يلوحُ.. ولا يَبوحْ
وبِروحِها منْ روحِهِ
نفسُ الجروحْ..
وعلى الرياءِ.. لما يراهُ.. تشيُّعُ
وعلى الولاءِ.. لما تراهُ.. تصنُّعُ
قالتْ لَهُ:
مُتَمَلْمِلاً.. مُتأوِّهاً.. يتوَجَّعُ
أحقيقَةٌ.. ما قيلَ عَنْكَ..
وما تقولُ.. وتتْبَعُ؟
أكَسَرْت من هذا الْيَراع.. شَبَاتَهُ
وركَعَتْ.. تَجْمَعُ في الظَّلامِ..
فُتَاتَهُ
وأتيْتْ؟
وأتيْتَ.. تَسْألُني النَّصيحَةْ
وعليْكَ سِيْمَاها القَبِيَّحَةْ
غَطَّتْكَ.. عَزْماً خائراً
يَرْوي الْهَزِيمَةْ
وَنَضَتْكَ.. جُرْحاً غَائراً
أرْخى العَزيمَةْ
أحقيقةٌ ما قيلَ عَنْكَ.. ويُسمَعُ؟
أبَرِئْتَ مِنْ دَمِكَ الأصيل..
وَديْنِنَا؟.
وَمَضى سَبيلُكَ.. فيهِ
غيْرَ سبيلِنَا..
أنَسِيْتَ رَبَّكْ؟!
أنَسيتَ رَبَّكَ؟. واسْتَعَنْتَ بغادِرٍ
منْ فاجِرٍ..
مَدَّ الحيَاةَ.. لِفَاجِرِ
أنَسيتَ رَبَّكْ؟!
أنسيتَ رَبَّكَ؟ فارتضيْتَ لكافِرٍ
لِيَكونَ دِرْعَكَ..
في اللقاءِ بكافرِ..
وَرَضَيتَ وجْهَ يهودَ.. في أرْض لنا
عَرَبيَّةِ القَسَمَاتِ..
زاهيةِ السَّنَا
إنَّا هُنَالِكَ.. أُمَّةٌ.. بُعِثَتْ.. هُنَا
وَلَسَوْفَ نُرْجِعُها.. صُفوفاً كلنا
وَلَسَوْفَ يُرْجِعُها.. كما كانتْ.. لَنا
مَنْ كان بالله المُعَظَّم.. مُؤمِنَا
مَنْ قالَ: نحنُ.. ولمْ يقلْ:
أنَا منْ أنَا
إنَّ الزّنُودَ بِبَعْضِها تَتَدَرَّعُ
والصَّفُّ أقوى.. بالصفوفِ..
وأمْنَعُ!..
* * *
وَرَاتْ بهِ شَبَحاً
ضئيلاً.. مِنْ لِقَاها يَفْزَعُ
وَمَضَتْ تقولُ.. وَقَلْبَها..
في قولِها.. يَتَصَدَّعُ..
أحقيقةٌ.. ما قيلَ عَنْكَ..
وما يُقَالُ.. ويُسْمَعُ؟
أسَمعْتَ إسْرائيلَ.. مُنحرِفَ الهوىَ
وكما يُقالُ.. تقولُ.. مُنحطَّ القُوى
إني سَمِعْتُ بها الدَّليلْ
وأنا الذَّليل
ذُلَّ الأبَدْ
ما دُمْتُ في سفْحِ الجَهَالةِ.. أقبَعُ.
تَعِسَتْ تَفَاهَتُكَ العقيمَةْ
بِئْسَتْ رَقَاعَتُكَ اللَّئيمَةْ
رَمزاً لِخِسَّتِك السَّقيمةِ.. يا جَهُولْ
ومَضَتْ تَقولْ..
وفُؤادُها.. في قَوْلِهَا.. مُتصدِّعُ.
إني تَخِذْتُكَ أنتَ.. لليومِ العصيبْ
يأوي القريبُ.. بِهِ
إلى كَنَفِ القريبْ
لكنْ رأيْتُكَ.. في الشدائدِ
في الكُروبْ..
عَوْنَ الغَريبْ
عَوْنَ العَدوّ.. بما تقولُ.. وتصنعُ!
ـ 2 ـ
وعلى صَدى قَرْع الطبولْ
مِنْ أهْلِهَا..
زُهْرِ الوُجُوهِ السُّمْرِ..
بيْنَ رُبُوعِنَا..
أرْض القداسَةِ.. والخُلودْ..
وَبَرايةِ التَّوْحيدِ..
تحتَ ظلالِها.. نَتَجَمَّعُ.!
مَدَّتْ إلَيْه طَرْفَها..
ومضتْ تقولُ:
إني عَرَفْتُكَ.. ناثِراً.. بيدٍ كريمةْ
ولَقَدْ قَرأتُكَ.. شاعِراً.. عافَ
الذَّميمَهْ
ولقَدْ ألِفْتُكَ.. ثائِراً.. صَلْدَ
الشَّكيمَهْ
فَغَدَوْتَ.. يَدْفَعُكَ الهوى الخابي
النَّثِيْثْ
وَبَدَوْتَ.. يا ويْلاهُ منك.. بثوبكَ
البالي الرَّثيثْ
في عين مَنْ عَشِقَتْكَ.. للحَدَتِ
الحديثْ
وبِروح منَ قادَتْكَ للخطوِ الحثيثْ
شَبَحاً.. تَرَدَّى في الرَّغامْ
شَبَحاً.. تراءى.. في الظَّلامْ
شَبَحاً.. تمادَى.. في السَّقامْ
ومَعَ الرَّغام البائِس
ومع الظلام الدَّامِس
ومع السَّقام العابِس
جَمَع الملام.. إلى الملامْ
ورمى السهامَ.. على السِّهامْ
فَبَدا.. ولاحَ لنا.. رُكاماً.. منْ
حُطامْ..
شَبَحاً.. سأمْقُتُهُ.. سأطْرُدُهُ..
بعيْدا
حتى يَظَلَّ بأهلِهِ.. مِنْ أهْلِنا
الشَّرفا ـ طريدا
ويعيشُ مِنْ قاع الحياةِ.. بقاع
ذِلتهِ.. وحيدا
شَبَحاً.. كَهَيْكَل دَارِنا..
تِلْك القَديمَةْ
طَلَلاً على جَنَبَاتِهِ
في ذاتِهِ..
وبِذاتِهِ.. يَتَصدَّعُ!.
* * *
وَمَضَتْ تَقولْ
أنَسِيْتْ؟!
أنَسِيْتْ.. فِيْمَا قَدْ نَسِيَتَ..
عُهُودَنَا.. وَوَعُودَنَا
وَرِوايَةً.. طَالَتْ بِنا أزْمانُهَا
أيّامُنَا.. أيّامُهَا.. لَيْلاتُنَا..
لَيلاتُها.. عاشَ الزّمانُ لها الْمَدى
فيْنَا.. وَفيهِ لَنَا الصَّدَى
يَجِدُ الصّدَىَ..
قَلْباً.. عَلى دَقّاتِنا.. يَتَوجّعُ
سَمْعاً.. إلى أسْرارِنا.. يَتَسَمّعُ
عَزْماً إلى أحْلامِنا.. يَتَطَلّعُ
وَمُنىً.. على أفْيائِها تَتَرَبَّعُ
إني نَفَضْتُ يَديّ منْكَ.. فلا
تُصافِحْني يداكْ
إني نَبَذْتُكَ منْ حياتي.. لَنْ
تراني.. لَنْ أراكْ
إنّ الرّجولَةَ في الشّدائدِ.. للشَّدائِدْ
كَذَبَ المُدِلّ بنفْسه.. والعيشُ
راغِدْ
بالبأسِ.. بالبَلْوى..
تُقاسُ بنا العقائِدْ
تقِدُ اللّهيبَ معَ اللَّهيبِ..
بِهَا المواقِدْ
تُذكي اللّظَى.. وإلى لَظى
مَنْ حادَ عَنْ أتّونِها
وجرَى على أطْرافِهِ
يَتَلَذّعُ..
مَنْ قالَ.. مِثْلكَ
ما يُقالَ
ومَنْ لَهُ يَتَسَمّعُ!.
ـ 3 ـ
وَرَنَتْ إليْهْ.. وَدَعَتْ عَلَيْهْ!.
وَتَلَفّعَت بوشاحِها كِبْراً.. وَتيْها
تَهْفُوْ.. إلى أفْراحِهَا أمَلاً.. يقيها
وَتَلَطّخَتْ بِجِراحِهَا رَمْزاً كريهَا
وَمَضَت على أتْراحِها تَلْقَى بَنيها..
وَزُهُورُهَا المُتَفَتّحَاتُ.. بنوْرِها
مِنْ نُورِها..
وَبِحَقْلِنَا.. تَتَوَشَّعُ.
* * *
وأتَتْ إليّ.. وَبَيْنَنَا عُمْرُ الهَوَى،
قَسَمٌ وَحُبّ
وَحَنَتْ عليَّ.. يَضُمّنا بالصّدْر،
فوقَ الصّدْرِ، قَلْب
والزّوْرقُ المُهْتَزّ.. يَجْمَعُنا مَعاً
يَسْري.. ويَمْشي.. تائهاً.. في
مَوْجَهِ
كابْنِ السّبيْلْ!
أوْ كالطّريدِ.. بِدارِهِ.. في لُجّهِ.
أمْسى.. وأصْبَحَ
لاَجئاً.. في فَوْجِهِ
ما بَيْنَنَا..
في سَيْرِهِ.. في صَبْرِهِ
ومعَ الأسى.. يَتَسَكّعُ..
وَأجَبْتُها!.
وأجَبْتُها.. والصّمتُ أبْلَغَ منْ
كلام المُدّعي
باللّحظِ.. حارَتْ في مداهُ بهِ بقايا
أدمُعي
بِبُكا الرّجالِ.. تَخَشّعاً
وتَمَنّعاً عنْ حرْفه المُتَمنِّع
وبُكا الرّجالِ على الرّجالِ طَبيعةُ
المُتَرَفَعِ
يَمشي بها الإنسانُ..
للإنسانِ.. روْحاً طاهرَهْ
وَقُوىً تَجَلّتْ بالقَرابةِ.. للقرابَةِ
سافِرَهْ
فَوْقَ المظاهرِ.. لا تُبالي.. بالمظاهرِ
كافرَهْ
وطَبيعَةُ الإنْسانِ حِسّ.. يَدْمَعُ!
* * *
وَصَغَتْ إليهْ:
طَرَفاً يُلاحِقُ.. أو يُتابِعُ من حديث
اللّحظِ.. طَرْفاً
والزَّوْرَقُ المُهْتَزّ يَبدو في مَدا
رِ.. الأفُق.. سَدْفا
واللّيلُ يَغْزو قَلْبَهُ.. في قَلْبِها
بالسَّيْرِ عَسْفاً.
وَالأفق جللهُ السوَادْ
والعينُ أرمضَها السهادْ
وَتساءلتْ.. وأجابها
لا ينثني عنها.. ولا تتزَعزَعُ!.
وَمَضى يقولُ.. وتسمعُ:
أما أنا..
فلقد رأيتُ بك اليقينْ
أجْلاهُ بين جوانحي.
بالله.. بالإسلام.. دين
صَنعته أرْضُك في دمي.. مَاءً وطينْ
فجرَى نداؤك.. في فمي.. ومع السِّنِينْ
تسري به الأعماقُ في الأعراق..
شدْواً.. أو أنينْ
تحدوهما في الكون قافلةُ الزَّمانْ
غَنتهما.. بالأمسِ.. راقصَةً.. على
ضوضائها
وبلتهُما.. باليوم.. عاكفةً.. على لأوائها
عبر القرون الضاحكاتِ.. الباكياتْ
والشيخ همْهَمَ.. قائلاً يا ربّ،
رددها الجميعْ
والطفلُ تمتم.. حاكياً يَلغو بها.. وَهُوَ
الوديع
والكهلُ.. والرجلُ المطلحُ في مهالكه
صريعْ
وشبابنا في جده.. في لهوه.. وبما
يكون له شفيعْ
والكلُ لاذَ ببردها.. بسلامها
يا رَبّ.. رددها الجميعْ
سراً من الله العليم بسرّه
في خلقه.. وبأمره
أمراً مُطاعْ..
في سعينا.. وبجهدنا.. وجهادنا
عما نريدُ.. بيومنا..
في الصَّف.. لا نتراجعُ!.
* * *
ومضى يقول.. وتسمع!.
أما أنا..
والشعرُ نورٌ من جلالْ
يرْقى على أُفق الجمالْ
يرْقى على معراجه
حرَّ المشاعر.. لا الظلالْ
يزْجي هوَاكِ..
إلى هواكِ.. ويُبدعُ
يصل النفوس.. إلى النفوسِ ببَعضِهَا
تتشفعُ
ويرى الشتاتَ.. مع الشتاتِ.. بِكُلّهُ
يتجمع
 
طباعة

تعليق

 القراءات :577  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 224 من 283
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج