شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ حامد مطاوع ))
ثم أعطيت الكلمة للكاتب الأستاذ حامد حسن مطاوع فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.. نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين..
- لقد سمعتم عن مكانة وسيرة الأستاذ حسين عرب، وهي صفحات تشرف الرجال المخلصين لقيادتهم وبلادهم ومجتمعهم، ما سأقوله إنما هو مختصر من دراسة تشتمل على أهم وأبرز ركائز شخصية حسين عرب: إنه يمتاز بالقدرة على الإنجاز وبالإمكانات المتاحة، ومرد ذلك إلى سهولة التكيف بين الفكر وإدارة ممارسة الحركة، مما يجعله لا ينظر إلى ما لا يستطاع، ولكنه يحسن التصرف بما يستطيع - وتلك خصيصة واقعية تجعل من يتحلى بها لا يتوانى عن العمل الدؤوب - ويعرف كيف يذلل الصعاب والعقبات.
- أذكر ذلك عندما وضع في ظرف معين ليتحمل أعباء إصدار جريدة صوت الحجاز، وقد عرفت ذلك من مجموعتها واطلعت عليها فيما بعد، عندما بدأت العمل في جريدة البلاد السعودية.. وهي امتداد لصوت الحجاز، وأترك له فرصة شرح ذلك بنفسه، كما أذكر عندما تولى وزارة الحج والأوقاف.. فبدأ تأسيسها وإدارتها من غرفة في فندق اليمامة بالرياض، لأنه كان أول وزير لتلك الوزارة ولم يكن لها مبنى ولا جهاز.
- هذه لمحة عن إدارته الوظيفية، أما مكانته الأدبية: فهو شاعر كبير وناثر قدير، استحق التقدير محلياً وخليجياً، وفي كل الوطن العربي، ومكانته الاجتماعية أذكر لمحة عنها: فعندما بنى داراً في طلعة الفلق أتاه عمدة القرارة ومعه بعض أعيان أهل المحلة، ورجوه أن يذكر في صك الإنشاء والتملك أن بيته يقع في محلتهم، وأتاه عمدة النقا - ومعه كذلك بعض أعيان المحلة - ليذكر في حجة التملك أن داره في النقا؛ وكل منهم يريد أن يكون دار حسين عرب في محلتهم؛ وكان أهل المحلة وعمدتها - أو أهل الحارة وشيخها - يتباهون بالمرموقين النابهين من السكان في حارتهم، وهذا تقليد يتوارث يعرفه المكيون؛ وبمناسبة النقا.. فإنني أذكر - بالاستطراد - بعض أبيات للأستاذ عزيز ضياء من قصيدة ألقاها في السبعينات الهجرية، في حفل تشغيل محطة التوليد في التنعيم لتزويد مكَّة المكرَّمة بالتيار الكهربائي من الشركة السعودية للكهرباء قال فيها:
هو الحجر قد هم أن ينطقا
وهش الحطيم لـه مطرقا
وضجت حمائم حول المطاف
أفي الليل يغدو الدجى مشرقا؟
ترى ما الَّذي قد أحال الظلام
سناءاً يضيء الصفا والنقا؟
هو العزم لا العلم لا الكهرباء
ولا ما ترون هنا شيقا
 
- وإنني أرى حفلاً شيقاً يعرف أقدار الرجال، ولذلك فإنني سأدلي بشهادة للتاريخ: فان التيار الكهربائي المنظم لمكَّة المكرَّمة والمبني على خطة علمية مدروسة، كان بفضل من الله ثم بتشجيع قيادتنا وعزم آل الجفالي، وهم: إبراهيم (يرحمه الله) وعلي وأحمد أمد الله في حياتهما.
- أقول - بالاستطراد - لأن الحديث عن حسين عرب يجعل الذكريات تنثال والمعلومات تنهال على الذهن في تزاحم، ولسان حالها يقول: أعطني فرصة لأتحول إلى سطور في صفحات التاريخ - ولها الحق في ذلك - فإن هناك معلومات عن مراحل محفوظة في الصدور ولم تتحول بعد إلى التدوين، ورب سائل.. ولماذا؟ وهو سؤال طبيعي وربما وجوبي ولعل جوابه بأن خطوات التطور المتلاحقة هي الأخرى جديرة بالمتابعة، وقد يقفز تعقيب وهو أن المتابعة لا تمنع من التسجيل ولا تتعارض مع التدوين ليكون كالأحباب كل في طريق، ولا أعني الفراق.. وإنما تعدد المسارات كما هو في الطرق السريعة الرحيبة، وربما هذا الاستنتاج كطوق يكاد أن يكون محكماً، ولكن له منفذاً واحداً وهو كما يقول المثل الشعبي: "كل مطرود ملحوق".
- ولا أريد أن أضيق الخناق وفي الوقت فسحة واتساع، كما لا أريد أن أستفيض وأسترسل وأضجركم بتطوير يضيق المجال على من يستحقه، ولذلك فإنني أقتدي بالكاتب الشعبي بن حسن لأقول: نكتفي اليوم بهذا القدر ونقف عند هذا الحد، ونقول: ختمها الرحمن وعلمي وسلامتكم والسلام عليكم ورحمة الله السلام.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :651  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 26 من 167
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثاني - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج