شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
النشيد الخامس عشر
أبطال النشيد:
1 ـ علي
2 ـ سلمى حبيبة علي
1
الليلُ ينشر حوله الظلمات حالكة الجوانب
ويبعثر الأشباح دامية المناسر والمخالب
لكن تفتَّحَ جفنه المغفي على شفق اللهيب
وحضائر النيران يرسم وهجها فجرًا خضيب
وفصائل الصبيان تطبق حولها مثل الإطارْ
وتدورُ كالدولاب في مَرح الغرانيق الصغار
والنارُ تقذف بالشرار عليهم مثل النثار
وتكاد ألسنة اللهيبِ تلُفُّهم لفَّ الإزار
فاضت حناجرهم أناشيدًا مموسقة نديَّه
وكأنما النيران يعزفُ فحُّها قطعًا شجيه
وكأنما النيران تأكل ما تبقى من (صفرْ)
وتزيلُ آثار المآسي والتشاؤم والضجر
2
كان الصبايا والشباب يراقبون المشهدا
والبِشرُ يطفح في النواظر والشفاه مغردا
يجنون موسمَهم مسراتٍ وأفراحًا نواضرْ
مثلَ العصافير الرشيقة حوَّمت حول البيادر
و (علي) بينهمُ كنجم تائه بين الضبابْ
يتعاقبان على ملامحه ابتهاج واكتئاب
ويلوحُ في شفتيه إذ يفترُّ زهرهما نداء
ويطلُّ من أهداب جفنيه إذا ارتعشت رجاء
بيناهُ في دنيا يوشِّيها الخيال، وينسج
وتُنوِّر الآمالُ من أنحائها وتؤرج
إذ جاءَه صوتٌ رقيق كالنسيم العابر
يهفو بأذنيه كما يهفو صداح الطائر
فأحسَّ أن الصوت من أعماقه يتدفق
وصفاؤه ورواؤه في قلبِه يترقرق
وتلفتت عيناه كالزهرات تلتقط الندى
وكأنما افترَّ الصباح له أو اخضرَّ المدى
فرأى يدًا بيضاءَ مثلَ الثلج وشَّاها الخضاب
وأناملاً مثل الشموع تكاد تشرق بالشباب
فمضى لها وكأنما يمضي إلى فردوسه
وكأنما رجلاه تحمله لجلوةِ عرسه
وتلامست كفاهما عبرَ الظلال العارشه
وتهدجت همساتها كالأغنياتِ الراعشه
مُسِّيتَ دومًا بالنعيم، وبالمسرةِ يا حبيبي
فأجابها حييتِ بالأفراح مترعة الطيوب
وتواعدا عندَ العيون، وكان وعدُهما يمين
وتفرَّقا يتعجل الإصباحَ وعدُهما الأمين
3
ولدت كما ولد الهلال على سرير مِن شفق
ونمت كما تنمو البدورُ وتغمر الدنيا ألق
وكما تغشى البدر عند التمِّ أطيافُ الكلف
وألمَّ شرخٌ باللآلىء وهيَ في قلبِ الصدف
طافت بـ(سلمى) وهيَ في المهد الصغير منغصات
فقدت حنانَ الوالدين، ولم تعوضها الحياة
فترعرعتْ ما بين أحضان الوصائف والخدم
يرعي طفولتها وممتلكاتها الوفراء عم
***
 
طباعة

تعليق

 القراءات :177  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 247 من 271
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.