شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
النشيد السادس عشر
أبطال النشيد:
1 ـ سلمى.
2 ـ علي.
3 ـ ليلى.
1
نشر المساء وشاحه وتناثرت فيه الشذورْ
وكأنها قبلات عشَّاق تشِعُّ على الثغور
وتعانقت في حجره الأحلامُ لا تبغي فراقا
يُذكي لهيبُ الشوق جذوتَها فتزداد التصاقا
وعلى جبين الزهرةِ الوضَّا تلاقت نظرتان
وتجلتا في وحدةٍ صوفية تندى حنان
فكأنما أشواق (سلمى) أفلتت مِن ناظريها
ورؤى (عليٍّ) في العلاءِ تُطِلُّ مومئة إليها
ومضى جناحُ الليل يطوي في ثناياه الدراريْ
و(عليُّ) يقدحُ زندَه فيظلُّ بالإلهام واري
يتسقط الجمل الرقيقة، والمعاني الشارده
ويصوغُها لفتاتهِ نغماتِ حبٍّ خالده
وبعشِّها (سلمى) تناجي نمنمات ورودها
وتضمُّها لفؤادها، وتحيطها بنهودها
حتى اذا خلصَ النعاسُ الى جفونهما سحرْ
عبرتْ إلى قلبيهما من سحر يومهما صُور
2
وطوى من الأسبوع معظمَه (عليٌّ) في حلمْ
يحلو، على التكرار، مشهده كما يحلو النغم
وكما يحن الطيرُ للروض الخميل الناضر
ويحومُ في الآفاق مرتادًا خيالُ الشاعر
شردت خواطره الى يوم اللقاء الباسم
وأحسَّ شوقًا في الجوانح كاللهيب العارم
وطفا بعينيهِ حنين مستفيض للقاء
وبروحه ظمأ الى أرج الحبيبة والبهاء
فمشى إلى البستان يقتطفُ الورودَ الناضره
ويصوغها لفتاتهِ (سلمى) عقودًا عاطره
3
ودعا له (ليلى)، وفي شفتيه بوحٌ خافتُ
ودموعه بين الجفون لآلىءٌ تتهافت
فحنت تعانقه ، وتمسح من محاجرهِ الدموعْ
ويكادُ يقفز قلبها عطفًا عليه من الضلوع
قالت: أخي يا زهرة الفتيان، يا أحلى الأماني
قلْ لي بربكَ ما الذي ذرَّى دموعَكَ كالجمان
أفديك يا روحي بأغلى ما ينضِّر لي حياتي
فأفض إليَّ بما يكدِّر من هنائك (يا غناتي) (1)
فروى إليها في خشوع قصة الحب الوليد
وكأنما (هومير) يعزف للدنى لحن الخلود
حملت الى (سلمى) سلال الورد ناضرة الجنى
نقشت حواشيَها بألوان كأطياف السنا
فتنسمت (سلمى) بها عَرْفَ الحبيب العابق
وكأنما تلك الورود شذور قلبٍ عاشق
وجثت تقبلها، وتنضحها بدمع كاللآلي
والعطر ينضح روحها وكأنها أرج الوصال
وثنت إلى (ليلى) كما تثني الغزالة جيدَها
وحياؤها يسقي بألوان الورود خدودها
وتحدثت أجفانها عن حبَّها وهيامها
وتطلعت لحنانها واستنجدت بذمامها
فتعهدت (ليلى) بأن ترعى غرامهما الوليد
وتمهدَ العش الذي يأوى له الحب الشريد
حتى إذا وافى المساء تلاقيا في بيت (أسما)
وكأنما فرشَ الربيع جناحه لهما وضمَّا
وتتابعت بيض الليالي بالمسرة والسمرْ
يتسقطان هواهما حلو الحديث الى السحرْ
ولقدْ أنارت دير حبهما شموع شاعرية
(أسما) رفيقة عمره الهاني ودايته رضيه
ظِلُّ العفاف إطار حبِّهما النقي الطاهر
ومداهُ إن طفح الجوى لمح العيون العابر
***
 
طباعة

تعليق

 القراءات :171  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 248 من 271
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج