شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
7– فنا الإيجاز والإطناب:
الإيجاز والإطناب من الفنون البلاغية ذات الشأن، بل من النقاد من جعل صحة استعمالها هو عين البلاغة.
يقول "ابن رشيق": "إن البلاغة وضع الكلام موضعه من طول أو إيجاز مع حسن العبارة" (1) .
وهذه العبارة تبين أن هذين الفنين يعتمدان في صحتهما على موافقة الكلام لمقتضى الحال، أي حسن المعايشة للموقف، وبعبارة أخرى أي "التوازن" مع الموقف.
فإن كان الموقف يحتاج إلى "الإيجاز" أوجز المنشئ وكان بليغاً. وإن كان الموقف يحتاج إلى "الإطناب" أطال المنشئ وكان بليغاً أيضاً.
فهذا "أبو هلال العسكري" يقرر هذه الحقيقة: "القول القصد أن الإيجاز والإطناب يحتاج أليهما في جميع الكلام، وكل نوع منه، ولكل واحد منهما موضع. فالحاجة إلى الإيجاز في موضعه كالحاجة إلى الإطناب في مكانه. -ويمثل لذلك بقوله- أمر يحيى بن خالد اثنين أن يكتبا كتاباً في معنى واحد فأطال أحدهما، واختصر الآخر. فقال للمختصر -وقد نظر في كتابه-: ما أرى موضع مزيد. وقال للمطيل: ما أرى موضع نقصان" (2) .
وقد أوضح بعض نقاد العرب تلك المواقف التي يستحسن فيها استخدام أحد هذين الفنين، فقد نقل "ابن رشيق" هذه المواقف عن لسان "أبي عمرو بن العلاء" و "الخليل بن أحمد" يقول: "سئل أبو عمرو بن العلاء: هل كانت العرب تطيل؟ فقال: نعم ليسمع منها. قيل: فهل كانت توجز؟ قال: نعم ليحفظ عنها.. قال وقال "الخليل بن أحمد": "يطول الكلام ويكثر ليفهم، ويوجز ويختصر ليحفظ، وتستحب الإطالة عند الإعذار والإنذار، والترهيب والترغيب، والإصلاح بين القبائل" (3) .
وهكذا وجدت أن الإيجاز والإطناب يقومان على معيار "التوازن" وذلك من اعتبارين:
أ- إذا لوحظ فيهما "التوازن" مع الموقف.
ب- ملاحظة دقة مقدار الإيجاز، ودقة الإطناب. بمعنى آخر، إن للإيجاز عند البلاغيين مقداراً معيناً إذا تعداه المنشىء كان عيباً عليه، واستغلق كلامه، وقبح.
و "للإطناب" أيضاً مقدار معين إذا تعداه أصبح كلامه داخلاً في باب الهذر والخطل.
يقول "الخفاجي": "إفراط الإيجاز وإغلاق اللفظ – فمن شروط الفصاحة والبلاغة أن يسلم الكلام منها" (4) .
ويقول "أبو هلال العسكري": "وما تجاوز مقدار الحاجة فهو فضل داخل في باب الهذر والخطل، وهما من أعظم أدواء الكلام وفيهما دلالة على بلادة صاحب الصناعة" (5) .
وقد اسْتُخْدِمَ الفنان في القرآن الكريم كثيراً: من أمثلة "الإيجاز" قوله تعالى: وَلَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ (6) .
ومن أمثلة "الإطناب" قوله: أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ * أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (7) .
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1458  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 49 من 86
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء السابع - الكشاف الصحفي لحفلات التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج