شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
"كلمة الناقد د. علي مصطفى صبح عميد كلية اللغة العربية السابق"
أستاذنا رئيس رابطة الأدب الحديث د. محمد عبد المنعم خفاجي.
شاعرنا المحتفى به الأستاذ علي أبو العلا
السادة الأساتذة الأجلاء
أحييكم بتحية الإسلام.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فقد قرأت دواوين شاعرنا الكبير الأستاذ علي حسن أبو العلا واستوقفتني كلمة الناقد الدكتور الفاضل الناقد عبد العزيز شرف وهي شعر "المناسبة" وبعد أن قرأت الدواوين أردت أن أوضح الصفات التي ذكرها النقاد عن أمير الشعراء أحمد شوقي وما قيل في شعر "المناسبات" عنده وبخاصة بينه وبين شعراء عصره أمثال حافظ إبراهيم وكيف عقدوا له "إمارة الشعر" عندما تأكدوا أن كلمة "المناسبة" إنما كانت محملة بضباب لما ينقشع ولولا "المناسبة" لما قال الشاعر شعراً وثمة بون شاسع بين شاعرنا المحتفى به ومناسبة شعره وعصره وبين الأصالة والصدق وبين التحرر والحرية في الشعر.
وأوضحت من خلال بعض قصائده هذا المنحى بعنوان "بين التحرر والحرية والالتزام في شعر علي أبو العلا" وذكرت أن الشعر وليد الفطرة، وثمرة الموهبة الأصيلة، وكل من الفطرة والموهبة لا تعرف الحدود وتتعارض دائماً معها، كما أنهما معاً لا تقبلان التحرر والانطلاق، لأن الفطرة خلقها المولى القدير في إطار معيَّن وهو الاستقامة والاعتدال بلا تحرر ولا انطلاق.
وكذلك الموهبة هي التي تتفق مع الفطرة بطبيعتها، لأن التحرر والانطلاق لا يتفقان والفطرة التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله وعلى ذلك:
فالفطرة والموهبة الشعرية تتعارض مع التحرر والانطلاق لأنهما أي التحرر والانطلاق انسياق وراء هوى النفس ونزعاتها وما تميل إليه من الشر، وكسر الحواجز والحدود كما أن التحرر والانطلاق يتعارضان مع الحرية التي تسير بالتزام في ضوء العقل والفكر والقيم.. بل العقل والفكر والقيم هي التي تنبع منها الحرية كما أنها ترسخ الحرية في النفس وكما بالفكر والعقل والقيم يحقق الإنسان حريته ويتحرر من هوى النفس والانطلاق ومن هنا لا تتعارض الحرية مع الالتزام، بل الالتزام يتفق مع طبيعتها.
فالشاعر الأصيل تنبع تجربته الشعرية من حق النفس في الحرية المتجاوبة مع العاطفة والفكر والقيم الخلقية والجمالية في تعبير جميل، وتصوير أدبي ممتع، وصدق فني فقضية الالتزام في الشعر ليست حكراً على أحد ولا قيداً على حرية الشاعر في التعبير والتصوير إنما هما معاً يتطلعان من تجربة شعرية موحية تزخر بالعاطفة الإنسانية الصادقة.
والشاعر علي أبو العلا صاحب موهبة شعرية أصيلة وفطرة إنسانية عبَّر في أدبه وشعره عن قضايا عصره ومجتمعه، وقضايا الحب والطبيعة فكان صادقاً مع نفسه وفي تعامله مع من يعاشرهم ويعيش معهم.
فهو صادق في قوله، وحر في تعبيره عن القيم الأدبية والجمالية والاجتماعية وقضايا مجتمعه وعصره إنه يمدح من يستحق الثناء، ويشكر من أسدى إليه معروفاً. فالمديح عنده ارتباط بالمناسبة وبشخص الممدوح وما يستحقه من ثناء ووفاء.
يقول في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم في قصيدته (في رحاب الرسول):
نزلنا في رحابك وهي طهر
نمنّي النفس نرجوكَ الشفاعة
نغض الطرف ندعو في خشوع
وكل الذنب تمحوه الضراعة
فطيبة طاب من عطر ثناها
وأشرقت الثنايا من رباها
هلال السعد أشرق في سماها
كفاها أن طه في حماها
 
طباعة

تعليق

 القراءات :957  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 370 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.