شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
"كلمة الأستاذ الأكبر د. محمد السعدي فرهود رئيس جامعة الأزهر"
الحمد لله رب العالمين.. والصلاة على أفضل المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله على صحبه وما اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
فإني أشكر لأستاذي د. محمد عبد المنعم خفاجي هذه الدعوة الكريمة إلى الاحتفاء بنابغة من نوابغ العربية ونوابغ المملكة العربية السعودية الأستاذ الشاعر علي حسن أبو العلا.
ويشرفني أن أوجه من باب العرفان والوفاء تحية مباركة إلى المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً للأعمال الجليلة التي يسطرها التاريخ بأحرف من ذهب لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله.
إن هذه الأعمال شاهدة على وفاء الملك لشعبه ولوطنه وللإسلام والعروبة.. وهذه شهادة واضحة.
أما الأخ الأستاذ علي أبو العلا.. فيؤسفني أني لم أطَّلع على جميع دواوينه وآثاره اللهم إلا على الديوان الأخير سطور فوق السحاب كما علمت أن له في النثر "كتاب من الزوايا وللتاريخ" وسطور على اليم، وبكاء الزهر.
وهذا يعني أنه شاعر مبدع ينبعث من الواقع إلى الخيال ومن المرئيات إلى ما وراءها.. لقد كان صادقاً مع نفسه في ديوانه "سطور فوق السحاب" ولا غرو أن يكتب أديب سعودي كتاباً بعنوان "الأصالة والصدق" عنيت به الأستاذ زهير محمد جميل كتبي صاحب المؤلفات القيِّمة في هذا المجال أجل. إن الصدق يتجلى في كل حرف من حروف هذا الديوان، بل الدواوين الأخرى.. يتجلى الصدق في كل كلمة، وجملة وسطر وبيت ومقطوعة وقصيدة.
وبهذا أعفي نفسي من بيان الصدق المستقيم والأصالة العتيدة في شعر المحتفى به أمد الله في عمره ليزداد عطاءً وإبداعاً وإتقاناً.
في سيرة حياته الأدبية ملامح بارزة في الإبداع الشعري وبخاصة في "المناجاة" التي تعكس جانباً نفسياً واجتماعياً فيقول:
هل ذكرت الصبا وخلسة أنس
ورقيق الصبا وزهوة أمسِ
ونضير الشباب في ذروة الحُسْـ
ـنِ فريداً يسمو بأكرم غرسِ
وكريم اليراع ينفث تبراً
من معانٍ يزينها طيب جرس
ويقول في "رباعيات"
وقفت أناجي البحر أسأل موجه
عن الحب قال الموج: إني حائر
ألست ترى هذا الصراع رضيته
مع الشط أبغي الحب.والحب جائر
وما الحب إلا الصدق ممن نحبّه
فإن لم يكن.. فالحب كالوهم طائر
هذه القصيدة رومانسية لأنها صادقة ويستحق التوقف عند أبياتها وكأنها "حديث نفس" كما يسمي ذلك نقاد المسرح إذ يحدث الشاعر نفسه فيقول:
حقيقة مرت بها كان البناء
وابتدا فجر الأماني والرجاء
حيث تصفو النفس من أدرانها
بين فكر وصلاة ودعاء
مرّ بي عهد مليء بصراع
بين أحلام وكدٍ وعناء
فصحوت اليوم والنفس مناها
أن ترى ما قدمت للأصدقاء
وتلفت ومن حولي فراغ
وبه القلّة منهم أوفياء
ذاك شأن الناس في الدنيا
وكل حول رب الجاه مدح ورياء
بينما الصفوة من كان بحق
صادق الود نقياً في حياء
كأني بالشاعر يرقب المتنبي وشوقي وهو ينشر هذه الرباعيات.. ونحن نعرف كما عُلّمنا وعرفنا أن اختيار الرجل أفكاره على ضوء عقله وعاطفته إثارة ومتعة هكذا كان الشعراء الفطاحل انطلاقاً من أصحاب المعلقات إلى أبي تمام في "ديوان الحماسة" حيث كان في حماسته أشعر منه في شعره.
وفي "مبروك الزفاف" صورة شعرية رائعة يقول:
رددي يا طيور لحن الأغاني
وانشري يا زهور عطر التهاني
وتهادَي يا ليلة العرس تِيهاً
بين صفو وبهجة وأماني
ليلنا بالزفاف أشرق نوراً
فاض منه قد فاق كل المعاني
أما في تشطيره أراك عصي الدمع وفي تخميسه فنوع جديد من الإبداع الأدبي.. فلا خلخلة ولا تعسف بل غنائية وجدانية موحية.
يقول في قصيدة "سلوا كؤوس الطلا":
بدت كبدر الدجى يختال عطفاها
كأنها الغصن تاج الحسن حلاها
وثغرها الدر يُبهيه محياها
سلوا كؤوس الطلا هل لامست فاها
واستخبروا الراح هل مسّت ثناياها
رنت وحيّت بعين جد ساهية
وأومأت فجلسنا قرب ساقية
حتى إذا الليل قد أغفى بداجية
باتت على الروض تسقيني بصافية
لا للسلاف ولا بالورد ريّاها
ويقول في "أراك عصي الدمع" لأبي فراس الحمداني:
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر
كأنك كالهيمان قد مسّهُ السِحر
تناديك أشجان صداها هو النكر
أما للهوى نهي عليك ولا أمر
* * *
نعم أنا مشتاق وعندي لوعة
أهيم وليل الناس نوم وهجعة
سواي له في الحب شوط ورجعة
ولكن مثلي لا يذاع له سر
* * *
إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى
أسافر عبر العشق والشوق والجوى
فسلمت للذكرى وللقلب ما نوى
وأذللت دمعاً من خلائقه الكبر
* * *
فقالت لقد أزرى بك الدهر بعدنا
فقلت أضعت اليوم بالبعد سعدنا
فقالت بلى والدهر أخلف وعدنا
فقلت معاذ الله بل أنت لا الدهر
 
طباعة

تعليق

 القراءات :871  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 368 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.