شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الشعر السعودي يتميز بخصوصية نابعة من معطيات هذه الأرض المقدسة
الأستاذ الشاعر علي أبو العلا أحد رواد الشعر والأدب السعودي الذين عايشوا نبض الحياة الفكرية والثقافة السعودية منذ البداية وكان لهم ولا يزالون الأثر الكبير في مسار الحركة الأدبية التي أخلصوا لها جهودهم الإبداعية.
وللأستاذ علي أبو العلا نشاطه الجم في مجال البحث الأدبي شأن الكثير من أقرانه كالبحث اللغوي والتاريخي وهو من خلال ذلك يحاول أن يعبر بقلمه عن آراء وأفكار في الأدب والحياة والمجتمع فكانت سطور مقالاته نبضاً تزخر به كلماته في صور شتى من التعبير.. وتأتي دراساته الأدبية أعمالاً تلمّ بجوانب شتى فيها حس الفنان وتصوير الأديب.. وتأتي رؤاه للحياة والواقع رؤى فنان يستشعر الظواهر والواقع بوجدانية وتستكشف آفاق الحياة بتأملات عفوية تلقائية.
إلا أن الشعر الذي أبدع فيه كثيراً يظل هو الدوحة التي غرد في ظلالها يهبط فوق كل غصن ويصدح من على كل شجرة عاشقاً للفن والحياة. معبراً في شعره عن نبض الحياة تفاعلاتها في حركة متماوجة نابضة بالمشاهد والشخصيات والأحداث ممتزجة بتراب الأرض ووجدان الإنسان.
وبعد... لنترك الأستاذ علي أبو العلا.. ليحدثنا عن تجربته الأدبية والشعرية من خلال هذه السطور.
* كيف تنظر إلى مواضيع أشعارك؟
ـ أنظر إلى مواضيع أشعاري بالشعور الصادق والجيد منه وهو الذي يصور الحادثة أو المشهد أو يترجم بما توحيه خلجات النفس.. وهذا الشعر هو الحياة التي يعيشها الشاعر في مجتمعه.. بل وفي عصره ودنياه.. وتشدني أحياناً بعض أبيات من شعري فتراني أرددها بيني وبين نفسي وعلى سبيل المثال هذه الأبيات:
رحمة الله أفيضي قد كفانا
عيشنا في الأرض وهم ظنون
نعبر الأيام في غفوة عمر
بين آمال ولهو وشجون
ثم نصحو فإذا الموت مطل
وإذا الدنيا سراب الخادعين
* هل ثمة خصوصية ما يتميز بها الشعر السعودي عن غيره؟
ـ نعم لأن الشاعر السعودي يستلهم في شعره معطيات هذه الأرض الطبيعية كالصحراء.. والبحور المحيطة.. وقبل هذا وذاك عراقة وتاريخ هذه البلاد منذ بزوغ فجر الإسلام وحتى اليوم مروراً بتثبيت دعائم الإسلام وحتى إرساء الزعيم العظيم عبد العزيز بن عبد الرحمن آل السعود للأركان الثابتة للحكم السعودي فإذا استرجع الشاعر هذا الماضي وتنقَّل عبر القداسة بين الأشهر الحرم وفي هذه الربوع الطاهرة تحت سماء الحرمين لوجد مجالاً ثراً يغذي مشاعره ومن شعري (ومضة فوق جبال النور) هذه الأبيات:
يا مكة الخير بي شوق يتيمني
إلى حماك ويستهوي هواك دمي
فمن ثراك نما جسمي ومقدرتي
وقدرة الله جاءت بي من العدم
وكم تعهدني الإسلام في كنف
من الرعاية عبر الأشهر الحرم
وحول كعبتك الغراء كم سبحت
نفسي وناجت لدى ركن وملتزم
إن كان كل محب شاقه وطن
مثلي فحسبي فخراً جيرة الحرم
* هل هناك أسباب تحد من انتشار الأدب السعودي ومن وصوله إلى القارئ في مختلف أنحاء العالم العربي؟
ـ الإنسان العربي في بلده طموح إلى معرفة حال أدب إخوانه في الأقطار العربية، ولكن مع الأسف قلة انتشار النتاج العربي من بلد إلى آخر ثم ضياع برامج التشويق والدعاية المسبقة كما كانت عليه الحال في الثلاثينات حتى الخمسينات من القرن التاسع عشر الميلادي حين كانت صحف مصر ومجلاتها ومطبوعاتها الأدبية تصل إلينا هنا في المملكة في ظرف ثلاثة أيام ولم تكن هناك وسائل نقل جدية وكانت تسبق كل مؤلف أو ديوان شاعر أو كتاب أدبي دعاية واسعة وكان الإقبال شديداً من عشاق الأدب والطلاب على مطبوعات ودواوين وصحف ومجلات حيث كنا نقف على شكل طوابير أمام المكتبات لشراء الكتب وكانت الثقافة المدرسية رديفاً لهذه الأفكار والآراء التي ضمتها هذه الكتب فكانت الدراسة تشمل التضلع في فهم اللغة العربية بدءاً بدراسة وفهم وحفظ القرآن الكريم والتدرج في مراحل التعليم الابتدائي إلى الثانوي بحيث يكون الطالب مثقفاً ثقافة عربية أصيلة فهو يفهم أصول النحو والصرف والأدب والبلاغة ويتدرب على إنتاج المقالة والقصة وحفظ الشعر العربي وروايته عن ظهر قلب حتى كنت ترى طالب الثانوي خريج مدرسة الفلاح أو المدارس الثانوية عبارة عن تلميذ مثقف تبهرك معلوماته العامة حتى في الفقه والحساب والجغرافيا ومختلف العلوم، أما اليوم فأكثر خريجي الجامعات رأسمالهم شهادة مكتوبة كثوب يلبسه الخريج وهو يمثل قشور التعليم أما الواقع فعند الاختبار تجد الكثير لا يحسن حتى كتابة الخط وكثيراً ما يحطم سيبويه ونحوه.
بقي أن أسباب انتشار الكتاب في البلاد العربية والإسلامية يحتاج إلى دراسة تقدم الإدارات المشرفة على الثقافة والعلم ودور الإعلام وكذلك الجمعيات الإسلامية في مختلف الأقطار ليصل النافع منها إلى أيدي القراء في البلاد العربية والإسلامية.
* كشاعر.. كيف تنظر إلى مسيرة الشعر السعودي مستقبلاً؟
ـ الجزيرة العربية منبع الشعر والشعراء وهي كانت وما زالت كذلك. وكنت ترى العربي بطبعه وعلى السجية يقول الشعر في كل مناسبة.. والشعر السعودي بخير في عصر النور والجامعات والعلوم. ويعود تاريخه إلى عصور الجاهلية وصدر الإسلام ما تمسك أبناء السعودية بتراثهم ومجدهم القديم. وينقصنا أن ينشر الشعر السعودي ويعرف وهذه مهمة النوادي الثقافية والصحافية والإعلام. ومن المهم أن يأخذ الأدب والشعر بصفة عامة مكانة في الصحف لا نقول بدلاً من الرياضة لا بل لا بد من أن تكون للأدب ميزة يشتهر بها ويقبل عليه الشباب وعندها نتمنى لمسيرة الشعر السعودي مستقبلاً باهراً إن شاء الله.
* القصة والرواية - الشعر وسائر فنون الأدب أيهما أكثر تعبيراً عن هواجس الإنسان العربي ومعاناته؟
ـ كان الشعر دائماً من أنجح الفنون الأدبية لأنه المرآة الصافية التي يسجل على صفحاتها الشاعر أحداث الحقبة التي عاشها..
والشعر كان وما زال من أنجح الفنون وأكثرها ثباتاً وتخليداً لأنه يفسر للنفس.. كذلك هناك الشعر المسرحي وهو ما افتقدناه بعد مسرحيات أحمد شوقي وعزيز أباظة وهما من أوجده في الوطن العربي كروايات كانت غاية في الإبداع حيث حفلت بمختلف المواقف العاطفية التي تمثل حياة الحب ومواقف الشرف والإباء بين العرب.. وليتني أستطيع أن أحقق شيئاً أعتز به في هذا المجال.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1266  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 396 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج