شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رحلة في أفكار علي أبو العلا
الموافق 27 مايو 1972م.
هذا الأسبوع نلتقي الأستاذ علي أبو العلا في رحلة عبر أفكاره وآرائه حول موقف الأديب المعاصر من التراث وأسباب ركود الأدب.. وواقع الفكر العربي.. ومستوى أدباء المملكة ومختلف القضايا الإسلامية والأستاذ علي أبو العلا معروف بعمقه الفكري وأسلوبه الماتع الجميل.
* ما هي الأسباب التي أدت إلى ركود الأدب في بلادنا.. وهل ترون أن أدباء الرعيل الأول قاموا بواجبهم نحو النهوض بالحركة الفكرية في بلادنا؟
* أعتقد أن من أهم أسباب ركود الأدب في بلادنا هو اتجاه مناهج التعليم الحديثة إلى الرياضيات.. والعلوم.. واللغات الحية.. ونصيب اللغة العربية هو ما يحتاج إليه الطالب من فهم قواعد اللغة العربية وأصول البلاغة في أضيق الحدود وبقدر الحاجة.. فلم تعد هناك منافسة أدبية بين الطلبة.. ولم نجد للندوات الأدبية في المدارس أثراً.. بينما كانت المناقشة والندوات في الماضي تصقل الأذهان.. وتحفز الطالب على الارتشاف من مناهل الأدب العربي.. فيبرز طالب في الشعر.. وآخر في النثر.. والثالث في الخطابة.. حتى إذا بلغ الشاب مبلغ الرجولة.. أصبح في استطاعته الإسهام في مجال الأدب.. قراءة.. وفهماً.. وإنتاجاً.. ورواية. لذا فإن إلقاء العبء على عاتق أدباء الرعيل الأول وحدهم واتهامهم بالتقصير في واجبهم نحو النهوض بالحركة الفكرية في بلادنا غير صحيح فهم على العكس أسهموا ما وسعهم الإسهام بقدر وافر في هذا المضمار.. وبقي أن يعرف شباب هذه البلاد واجبه كاملاً للنهوض بالأدب العربي الإسلامي النابع من هذه الجزيرة العربية.. التي أنجبت الأفذاذ والقادة والعلماء والأدباء والشعراء.. وهذا كتاب الله بين أيدينا أنزله الله بلسان عربي مبين وهو خير طريق يسلكه طلاب الأدب..
* هل ترون أن الصحافة في بلادنا قامت بدورها نحو المجتمع؟
* لقد أعطت الحكومة الصحافة حرية نشر الكلمة الهادفة المفيدة.. وفي اعتقادي أن صحافتنا قد أثبتت وجودها بما لا يقل عن مثيلاتها في البلاد العربية الشقيقة.. وكان لبعض الأقلام نشاط في مجال معالجة المشاكل الاجتماعية بكل صراحة وبكل قوة، وإن كنت لا أبرئ فريقاً من الكتَّاب وأصحاب الفكر ممن انطوى على نفسه.. وترك الحلبة لغيره.
* أدب الشباب.. وأدب اللامنتمي ما رأيكم في هذه التعابير التي تطلق اليوم على نوع من الأدب المعاصر؟
* إذا كان تعريف الأدب.. هو.. كل معنى سام راقٍ.. فلست أجد قدراً للتفريق.. ووضع الألقاب المتعددة.. إلا إذا كان الغرض هو تقليد الغرب كما حدث في الشعر الحر الذي خرج به أصحابه عن الوزن والقافية أسوة بشعر شعراء الغرب الذي لو ترجم الشعر على نفس المنهج الذي يسمونه الشعر الحر.. فالأدب هو الأدب وكفى.
* ما رأيكم في الاتجاهات الحديثة في الشعر العربي.. وهل ترون أن في شعر المحدثين من شعراء العرب اليوم صوراً جديدة تبشر بمستقبل أفضل؟
* بعض الاتجاهات الحديثة في الشعر العربي محمودة، وبعضها مستساغ.. وبالمقارنة بين شعر المحدثين من شعراء العرب اليوم.. وشعر الأوائل إلى ما قبل ربع قرن يستطيع الإنسان أن يحكم بأن الصورة الجديدة للشعر لا تبشِّر بمستقبل أفضل.. فأين نحن اليوم من الشعراء الذين كانوا يقومون ويقعدون ويسجلون في قصائدهم أحداث زمانهم.. ويلهبون المشاعر إن جد الجد.. لبذل التضحية.. وللدفاع عن العروبة والأوطان.
* هل تفضل النور أم الظلام؟
* لا أظن مخلوقاً يفضل الظلام إلا الخفافيش وحشرات الليل التي يحلو لها الخروج في الظلام.. وكذلك الوحوش الضارية وأنا ممن يحب النور.. من لم يجعل الله له نوراً فما له من نور.
* ما هي في رأيكم المقومات التي يجب أن يتمسك بها الشباب المسلم؟
* الشباب المسلم يعيش هذه الأيام وسط تيارات جارفة من دعايات الإلحاد.. ولا بد له من أن يتمسك بدينه وعقيدته.. وأن يعض عليهما بالنواجذ.. وهما من أهم المقومات ليستطيع محاربة التيارات والمبادئ الهدامة..
* ما هي الصورة التي ترسمونها لمستقبل هذا الوطن؟
* إنها صورة المستقبل الذي يزداد إشراقاً إن شاء الله بفضل هذه السياسة الرشيدة التي تطبِّقها حكومة الملك المعظم.. وهي الأساس المتين لبناء نهضة المستقبل الباسم..
* هل أنت سعيد؟
* أحياناً أحس بالسعادة عندما أؤدي عملاً خيِّراً أخدم به بني وطني وبلادي.. وأكون غير ذلك في بعض الأحيان إذا لم يحالفني التوفيق في تحقيق أمل شخص له طلب عندي.
* أي الألوان تفضل؟
* أفضل اللون الأبيض.. وأكره الألوان القاتمة..
* ما هو الموقف الذي ضحكت فيه؟
* قليلة هي المواقف التي يضحك فيها الإنسان إذا تعدى مرحلة الشباب.. وإن كان يبتسم أحياناً فإن هذه الابتسامة لا تقاس بالضحك عند الصغار.. وفي زمن الفتوة والشباب.. والآن وأنا في العقد الخامس لا أظنني أتذكر شيئاً من مواقف الضحك هذه..
* والموقف الذي بكيت له؟
* بكيت من كل قلبي عندما استمعت إلى أنباء حريق المسجد الأقصى.
* ما هو مثلك الأعلى في الحياة؟
* مثلي الأعلى في الحياة.. تقوى الله.. والإحسان إلى الناس..
* نود منكم أن تعرفوا لنا: الصداقة.. المحبة.. الحلم.. الغضب.
الصداقة: رموز ومعانٍ توصل الطريق بين شخص وآخر..
المحبة: كأس من الماء العذب.. يستطيع اللبق أن يقدمه وقت الظمأ..
الحلم: أن تتنازل عن حقوقك دون أن تصل إلى درجة الجبن وهدر الكرامة..
الغضب: ثورة نفسية من أجل الكرامة.. وما عدا ذلك فهو طيش ونزق..
* لو أردنا منك أن تعرِّف لنا "علي أبو العلا" فماذا تقول؟
* علي أبو العلا.. إنسان يقدِّر الجميل.. يرعى المعروف.. يعتز بالصداقة والأصدقاء.. ويسأل الله العفو والمغفرة.
* نود أن تحدثونا عن واقع الفكر العربي وهل ترون أن الأدب العربي أسهم إيجاباً في النهضة العربية بوجه عام؟
* إذا رجعنا إلى ما قبل ربع قرن من الزمن تقريباً يكون في استطاعتنا أن نحدد أن الأدب العربي قد أسهم فعلاً في النهضة العربية بوجه عام.. فقد كان الرابطة الوحيدة التي تجمع قلوب العرب في عهد استولى فيه الاستعمار على أكثر البلاد العربية إلا قليلاً.. فكنت تسمع القصيدة الوطنية من أفواه الرواة في دمشق على لسان قائلها في العراق أو مصر حتى يتشوق الواحد إلى الحصول على المجلة أو الصحيفة التي نشرت هذه القصيدة ليضمَّها إلى مكتبته وناهيك بدواوين الشعر التي كانت تظهر للشعراء المبرزين الذين حملوا مشعل الفكر العربي.. وكذلك الحال بالنسبة إلى المؤلفات التي تطبع لمشاهير الكتاب حيث كانت تنشر بين جميع الدول حتى شمال أفريقيا التي كان طريق البحر إليها طويلاً.. وذلك على الرغم من القيود التي كانت تفرضها الدول المستعمرة.
ومن المؤسف اليوم أن نجد بعض الاتجاهات الفكرية شعراً ونثراً قد خرجت عن ذلك الخط.. واتخذت لها برامج لا تمتُّ إلى الأدب العربي الأصيل بشيء.. حتى أصبحنا نحسُّ أن الأدب في الوقت الحاضر يعيش في متاهات بعيدة إلا قليلاً من أسلوب الكلمة الصحفية.. والقصة الرخيصة.. والمؤلفات ذات الاتجاهات المختلفة.. فأين روعة الأسلوب.. وحسن البيان.. وإشراقة البلاغة.. وهي من أهم روافد الأدب العربي.. التي كان لها الفضل في توحيد الفكر العربي وتوجيهه إلى خط السير الذي كان ينتهجه الأدباء ورجال الفكر.
* ما هو موقف الأديب العربي المعاصر من التراث هل يتجاوزه ويتخطاه.. أم يستلهمه ويضيف إليه؟
الأديب العربي المعاصر أمام طريقين.. إن تمسَّك بالتراث وحافظ على هذه الثروة.. أفاد واستفاد.. وإن تخبَّط في سيره بقي التراث حيث هو في الذروة.. وسار الأديب بعيداً عن التراث في أجواء الرومانسية.
* ما هي نقاط الضعف من وجهة نظركم في الأدب السعودي؟
* الأدب السعودي إذا اقترن ماضيه بحاضره فإنه يعدُّ في مركز القوة.. ويستطيع أن يثبت وجوده في كل المناسبات.. ويعيش في كل الأجواء.. وإن وجدت نقاط الضعف فهي في وسائل تنشيط الأدب في المدارس وفي المجتمعات والأندية.. وبالإمكان التخلص من نقاط الضعف هذه.
* ما هي أبرز الأمور التي كان لها كبير الأثر في حياتك العامة؟
* أبز الأمور التي تأثرت بها في حياتي العامة.. هي أنني ربيت يتيماً.. وهذا ما جعلني أعيش حياة الكفاح منذ عهد الدراسة حتى الآن.. وقد حقق الله لي ما أصبو إليه بفضل العزم والمثابرة.. فله الحمد..
* نود منكم أن تحدثونا عن قضية مقدساتنا الإسلامية وأوطاننا السليبة في فلسطين وأبعاد القضية الباكستانية؟
* المؤسف أن نتباكى على مقدساتنا الإسلامية وفلسطيننا السليبة وأمامنا هذه القوة الهائلة من المسلمين الذين يزيد عددهم على الستمائة مليون مسلم.. ويحيط بفلسطين ما يزيد على المائة مليون عربي.. إنها قوة تفوق كل سلاح إذا صدقت العزيمة وخلصت.. وإذا كان لنا أن نأسى على شيء فلا أقل من أن نأسى على الفرقة وشتات الكلمة.. والشيوعية والصهيونية كلتاهما تعمل جاهدة لتمزيق وحدتنا بمختلف الطرق.. إذاً فالقضية ليست ضياع فلسطين أو القدس.. بل هي ضياع الثقة من نفوسنا.. ويوم يوحد الله شملنا - وهو قريب - ستعود الأوطان.. وينطلق صوت الحق من على مآذن القدس يوم عودتها إلى أيدي المسلمين.
* أما أبعاد القضية الباكستانية فأقول في كلمات بسيطة.. إنه مخطط استعماري شيوعي لتفريق وحدة المسلمين وجعلهم شيعاً يذيق بعضهم بأس بعض.. والله كفيل بردِّ الخائنين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :737  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 395 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.