شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الوطن.. وثقافة المواطن
ـ يقول (( مالك بن نبي )) ..
في ربط الثقافة بالجانب النفسي والاجتماعي:
ـ بعض الناس: يُقدِّم الجانب النفسي، وبالتالي: الفردي، معتبرين الثقافة:
قضية الإِنسان..
وآخرون يقدّمون الجانب الاجتماعي،
ذاهبين إِلى أن الثقافة: قضية المجتمع!!
ـ يشير المفكر العربي المسلم ((مالك بن نبيّ)) إِلى: ميلاد المجتمع الإِسلامي الذي كانت ثقافته ((متجانسة متَّحدة الطابع عند الخليفة والبدوي البسيط، وتجلَّى ذلك في موقف الخليفة/عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما خطب المسلمين غداة توليه الخلافة، فقال قولته المشهورة: ((أيها الناس.. من رأى منكم اعوجاجاً فيَّ، فليُقوِّمه))!!
ولكي يبحث ((مالك بن نبي)) في مشكلات الثقافة، كان عليه من قبل أن يتعمق في: ((مشكلات التخلُّف المزمنة))، وفي منهجية ثقافة ودراسات هذا المفكر المسلم الذي عرَّفوا جهده العلمي والثقافي هذا بأنه: (ركَّز على معالجة مشكلة الاستعمار، والتكديس إِلى البناء، والحق إِلى الواجب، وعلم الأشياء والأشخاص إِلى عالم الأفكار، معتمداً على هداية القرآن الكريم: إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ (الرعد:11)!!
من هنا.. وفي موجات الإِرهاب هذه التي تسرق عقول وحتى عواطف شباب الوطن منا وتحوِّلهم إِلى: خونة لوطنهم، وأشرار قتلة.. لا بد لنا أن نهتم بثقافة المجتمع وما حولها من مشكلات.. سواء كانت: انحرافاً ثقافياً فكرياً، أو انحرافاً تربوياً، أو السقوط في التخلف/المزمنة مشكلاته!!
* * *
ـ والسؤال الذي يطرح نفسه في هذه الظاهرة التي عصفت بمجتمعنا/ثقافياً وتربوياً:
ـ هل موجات الإِرهاب الطارئة على مجتمعنا، والمشوِّهة للإِسلام وتعاليمه السمحة: تدلُّ على غيابٍ ((حضاري)) يتطلب منا الاستعانة بالفكر الديني المستنير، والحوار الفكري المبدع، والرؤية التي تقوم على ثقافة ووعي؟!!
إِن هذه الهجمات الشرسة التي وصفها ((ولي العهد))/الأمير عبد الله بن العزيز بأنها: تُهدد الوحدة الوطنية.. تلحُّ علينا أن نبادر إِلى الإِلتفاف حولها، والتصدي لمحاولات الذين (جيَّشوا) هؤلاء الشبان، بل (والفتيان) لمحاربة دينهم، وبثِّ الرعب والفزع في مجتمعاتهم، حتى إِلحاق الأذى بأهليهم وأسرهم!!
ولقد فزعت - حقاً - عندما قرأت ضمن أخبار العمليات الإِرهابية في المدينتين المقدستين الأُوليين/مكة المكرمة والمدينة المنورة: أن بعض المقبوض عليهم من الفتيان المراهقين، من سن: (15) إِلى (20) سنة.. كأن هناك من تقصَّد القيام بغسل مُخّ هؤلاء الذين تمنيناهم: نبتة خير وصلاح، وعقولاً متفتحة على البناء لا الهدم، وعلى الحياة لا القتل والموت!
ـ فأين دور الآباء والأمهات نحو العناية ((بالتربية)) داخل البيت أولاً، وخدمة مبدأ ترسيخ العلاقة الأسرية التي غابت بعيداً عن بيوت هؤلاء الفتية المنحرفين؟!!
* * *
ـ يقول ((ولي العهد))/الأمير عبد الله بن عبد العزيز، وهو يخاطب المشاركين في الحوار الفكري ضمن اللقاء الوطني في مكتبة الملك عبد العزيز العامة:
ـ علينا أن نتنبَّه لعوامل التنافر والشقاق، وظهور العصبيات، والتطرف، والاختلاف الفكري!
وفي هذه العبارة: مخاطبة للعقل بالإِقناع الذي طالب به ((ولي الأمر)).. وتوليد لسؤال رديف يقول:
ـ هل صار لدينا شباب (يحترفون) الإِرهاب، لأن تأسيس فكرهم قام على: الغلوِّ، أو لعلّه تشكَّل من مجموعة ((عُقَد)) لتتبلور نفسيات تنتعش بالإِنتقام من الأمن؟!
ـ أم أن هؤلاء الشباب الذين سقطوا في واقع: (الشخصية الشاذة فكرياً وثقافياً، حتى نفسياً).. جاؤوا تشكيلاً لدوافع لا تقيم وزناً لوسيلة تحقيق الهدف (وأي هدف؟!) بل لنتائجَ تُبرر هذا الاحتراف للدموية التي لا تقيم اعتباراً للأبرياء ولوحدة المجتمع؟!!
إِذن.. فإِن ((الأعداء)) الذين أشار إِليهم/الأمير عبد الله بن عبد العزيز، الذين يهددون الوحدة الوطنية ويُعرِّضونها للاختراق.. توجب على كل مواطن ينتمي إِلى وحدة هذا الكيان، ويُنمِّي عشق الوطن في داخله: أن يتصدى لهذه الحرب القذرة!!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :647  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 539 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.