شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الأمير سلطان: حرية الرأي ووعي المجتمع!؟
ـ في حوارنا عن المؤسسات الصحافية ودورها، والدعوة إِلى تطويرها... نجد في حوار الأمير/سلطان بن عبد العزيز عن ((الإِعلام)) في وطننا، وسموه يتحدث إِلى رؤساء تحرير الصحف: وقفة هامة ينبغي أن تستقطب اهتمام الكُتَّاب والعاملين في الصحف، وفي كل مرفق إِعلامي.. وذلك لعمق التوجيه فيها إِلى ما ينبغي أن تقوم به الصحافة من دور هام في هذه المرحلة التي نتجه فيها مع العالم كله نحو ((الألفية الثالثة)) واتساع مجالات الإِعلام التي غزتنا من كل الأطرف، وبأسرع السبل.. فكان تركيز سموه على: تطوير الإِعلام عموماً/مقروءاً، ومكتوباً، ومرئياً.. لينسجم ذلك مع طموحاتنا وأمانينا، ومع ما يشهده (الوطن) من تطور في خدماته، وما بلغه (المواطن) من وعي ونضج يجعلانه يُميِّز بقدرة عالية!
ونحسب أن ((التوجيه)) الذي خاطب به ((الأمير سلطان)) القيادات الصحافية في بلادنا.. يُعتبر: خطة عمل صحافية إِعلامية تستنهض الدور الأهم للحفاوة بالمستقبل.
ولعلّنا في هذا الاستشراف (لرؤية) سمو الأمير سلطان لدور الصحافة.. نتوقف عند قواعد: ركَّز عليها سموه لتكون الضوء الأخضر في مسيرة تطور الصحافة في مرحلتنا القادمة والهامة، فقال:
ـ ((أنا أؤمن بحرية الرأي وضرورة أن تقول الصحافة رأيها في الأوضاع القابلة للمناقشة دون المساس بالأمور التي تمس العقيدة، أو الرمز، أو الأمن الوطني.. لأن النقد - لما عدا هذه الأمور - مرغوب، بل ومطلوب لكي يعرف المخطئ خطأه ويتجنب الاستمرار أو الوقوع فيه.. ما دام أن النقد بنّاء، ويبتعد عن التعريض الشخصي والمصالح الذاتية))!
وهذا التوجيه من سموه الكريم.. نأمل أن يبلغ ((وعي)) كل مسؤول في وطننا، وأكثر من ذلك: يوقظ المسؤول السادر في استعلائه وترفُّعه عن الصحافة، ومَنْ يُردد: (كلام جرايد).. فالصحافة دائماً هي: السلطة الرابعة في كل العالم، وهي صوت الأمة الذي يصل إِلى ولاة الأمر بالصدق وبالحقيقة.
ـ ويقول سموه: ((إِن وعي المجتمع تطوَّر.. وعلى وسائل الإعلام أن تكون في نفس المستوى، وعلينا معالجة أخطائنا.. ونربأ بصحفنا أن تعتمد على عناصر غير مؤهلة لئلا تضعف أداءها وتؤثر في مصداقيتها وتوقعها في كثير من الأخطاء بحكم مشاغل رئيس التحرير الضخمة وعدم تمكّنه من الاطلاع على كل شيء.. ونحن نقدره تماماً، ولكننا نتوقع منه أن يحسن اختيار العناصر الجديرة بتحمل المسؤولية والقادرة على أداء الواجب على أحسن وجه))!
وهذا التوجيه.. يُجيَّر لحساب أعضاء المؤسسات الصحافية، وأعضاء مجالس إِدارتها، ومدرائها العاملين الذين يحتاجون إِلى ((إِدراك)) لهذه الأسس التي يقوم عليها نجاح كل مطبوعة، والتي لن تستطيع الاعتماد على العناصر المؤهلة إلاَّ بالبذل المالي ليتطور أداؤها ولا تتأثر مصداقية ما تنشره!
ـ ويقول سموه الكريم: ((نحن في بلادنا لا نحبذ من يمدحنا، ولا مَنْ يبارك جهودنا.. لأننا نعرف أنفسنا، ونعرف أوجه النقص لدينا، ونريد من يقول لنا ما يفيدنا)).
علينا نحن - كمواطنين - أن نفاخر بهذا الطراز الرفيع من (ولاة الأمر) الذين يترفّعون عن النفاق، والتزلُّف.
إِن ((ولاة الأمر)) في وطننا لا يحتاجون إِلى هذا اللون من الكذب.. فهم أكبر بتواضعهم، وبمعرفتهم لقدر أنفسهم ومكانتهم في نفوس شعبهم.. فإِذا جاء ((مادح)) يبالغ في تزلُّفه، فلا بد أن يكشفه هذا الأسلوب الذي لا يتفق وأصالة ولاة أمرنا، مثلما أنه لا ينسجم أبداً مع هذا العصر الذي يضج بالمعرفة، وبوعي المجتمع - كما وصف سموه - وبحرية الرأي التي ترفع قيمة الإنسان ولا تخفضها، طالما أن رأيه: حقيقة لا تدليس فيها، ومنطقياً.
من جانب آخر.. فإِن ((ولاة الأمر)): لا يضيقون بالنقد الذي يقوم على الحقائق والأدلة، ويترفع عن الافتئات والتهويل.. بل إن الصحافة - بدورها ورسالتها - إِنما تساهم في التوجيه والتوعية، مثلما هي تشارك في تركيز عدستها الزوم على النقص.
ولذلك.. قال سمو الأمير ((سلطان)) بنبرة الاعتزاز والمفاخرة والإشادة:
ـ ((يكفي أن ببلادنا آلاف العلماء، والمفكرين، والأكاديميين.. ممن نعتز بهم وبكفاءاتهم)).
ـ ويقول سموه الكريم في التركيز على دور هؤلاء (النخبة) من علماء ومفكرين وأدباء وأكاديميين:
ـ ((إِن وَعي المجتمع: تطوّر.. ولذلك لا بد أن تتطور معه وسائل الإِعلام)).
ونجدها فرصة نتوقف فيها لنتحاور في (الموضوع) الذي تقدمه وسائل الإِعلام، كما تمنى لها سمو الأمير ((سلطان)).. ويهمنا هنا أن نشير إِلى مضمون ((الصحافة)) فنقول:
ـ إِن الكثير من الصحف حوَّل بعض الصفحات إِلى مقالات، وحشد أسماء معروفة وغير معروفة.. مؤهلة للكتابة الصحافية، وللإبداع، وللتحليل.. وغير مؤهلة إِلاّ لطلب الشهرة والذيوع، وصرنا نقرأ (أسماء) ولا نقرأ أفكاراً.. ونقرأ (أعمدة) ومقالات، ولا نقرأ رؤية جديدة ولا حواراً هادفاً ومفيداً.. وبعض الموضوعات: ميتة، لا أكثر من نقل واقتباس من الكتب والمجلات.. وكأن هذه الصفحات التي تموج بالمقالات والأعمدة قد تحولت إِلى: صحف حائط!
وبعض الصحف (تحشو) الصفحات.. فهي تقدم - كمثال - (8) صفحات للشعر الشعبي مما هبَّ ودب وملء الفراغ، ولو اختصرت هذه الصفحات إِلى النصف، لأمكن اختيار شعر رائع، وصارت صور هؤلاء الشعراء والمتشاعرين وخصامهم ومنافساتهم: (قضيتنا)!!
وكذلك بالنسبة للاقتصاد، ولكرة القدم التي لا تعترف صفحاتها بأية رياضة غيرها!
* * *
ـ إِننا - بعد قراءة هذه الكلمات التي وجهها الأمير ((سلطان)) إِلى الإِعلام، وخص الصحافة بجانب كبير منها.. لا بد أن نشعر بغبطة على هذا الاهتمام من سموه، ففي كلماته: لمسنا التعاطف مع طموح الصحافة والصحافيين، وفي انتظار صدور نظم المؤسسات الصحافية الجديد، عسى أن نجد فيه إنعتاقاً للصحافيين من الارتباط بنظام العمل والعمال ليكون لهم نظم يحميهم من: الفصل التعسفي، ومن تلقف الرصيف لهم كلما تغير مزاج المدير العام، أو رئيس التحرير، أو حتى مدير الإِدارة.
إِن كلمات ((الأمير سلطان)) لأبنائه الصحافيين.. إِنما تأتي بلسماً، وتوجيهاً حصيفاً لتعينهم على أداء رسالتهم نحو الوطن والأمة، وليس أجمل، لختام حوارنا، من توجيه سموه الكريم في إِجابته التي قال فيها:
ـ ((أتوقع من نظام المؤسسات الصحافية الجديد كل الخير إِن شاء الله، وعليكم أنتم واجب كبير في المساهمة لبلورة هذا النظام، والاجتماع مع المسؤولين في الدولة وفي مجلس الشورى، لكي يخرج مكتملاً ومحققاً لحرية الرأي والكلمة، وإِضفاء الحيوية والعمق اللازمين على المضامين المنشودة، والخروج بصحفنا من المحلية والإِقليمية إِلى الخارج وتطويرها))!!
* * *
ـ من كلمات سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز:
ـ نظرتي للإِعلام.. نظرة شمولية في بلد كل ما فيه يتطور، فنحن لم نعد ذلك البلد الصغير والمعزول.. بل نحن بلد له مساهمة حقيقية في تنمية وتطوير دول العالم.. ومن الواجب أن يكون لنا إِعلام داخلي قوي، وإِعلام خارجي مؤثر وفعّال!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :680  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 534 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل بن عبد العزيز

نائبة رئيس مجلس مؤسسي ومجلس أمناء جامعة عفت، متحدثة رئيسية عن الجامعة، كما يشرف الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عمرو الفيصل