الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > وحده.. كرسي نزار ؟!

وحده.. كرسي نزار؟!

[ • لو كان للموتِ طفل

[ لأَدركَ: ماهو موت البنينْ!

[الطيبين!!ولو كان للموتِ عقل

[ سألناه: كيف يُفٍر موت البلابلَ والياسمينْ

[ ولو كان للموتِ قلب

[ تردّد في ذبح أولادنا الطيبين!!

• وحده "كرسي" نزار.. ذلك الهزَّاز:

لا أدري.. لماذا أحتل ذاكرتي أو تذكُّري هذا اليوم... بل وأضاء رؤاي ورؤيتي، وقد استعدتُ "صورته" في موقعه ذاك: وسط تلك الغرفة المستطيلة الموحشة اليوم بعد غياب ضوئها وعطرها؟!

يتطوح الآن إلى الوراء، وإلى الأمام.. ومن البعيد أصداء من صوت نزار:

[ "سامحيبني يا سيدتي

إذا هربتُ من عباءة العباس بن الأحنف

وشيزوفرينيا ديك الجن الحمصي

وبرغماتية عمر بن أبي ربيعة

وسمَّيتك: وردة المنفى "!

طفرت دمعة من عينيَّ، وقد استيقظ انتباهي على صوتي يهمس: يا أيها الحب الجميل.. كيف مُت؟!!

كأنَّ هذا الكرسي الهزاز - وحده - صار يُعبر اليوم في تطويحه عن واقع الشعر العربي المعاصر المتطوِّح....... فهل نواصل الرثاء؟!

وهل تسمحون لي - يا سيداتي وسادتي - أن أبكي الآن: نزاراً من جديد؟!

أتخيل كرسيه مازال وسط تلك الغرفة المستطيلة: لم يعد يهتز طرباً.. فالذي كان يُحدث التفاعل فيه: مات.... فهل هو باق/ ذلك الكرسي في مكانه؟!

أتخيل الغرفة المستطيلة الصغيرة تلك: تكبر، وتكبر، فتتحول إلى صالون ملوكي، إلى إيوان، إلى طريق بامتداد الدنيا حتى قبر نزار.. إلى بيت شعرٍ نزاريٍّ لا يموت.. ليخف صداه:

ـ "إلى أين يذهب موتى الوطن"؟!

• • •

• أي موت هذا الذي لا يميت الإنسان، بل يزيده حياة وصداحاً؟!

• أي حياة هذه التي يتفوَّق فيها الموتى على الأحياء.. ويتفوق عليها موتٌ يحيا؟!

حقاً.. كلما تتقدم بنا الحياة إلى النسيان، يستعصي "نزار" على هذا التقدم... التقدم الوحيد الذي استعصى عليه نزار، هو الذي كانت دعوته الأولى بمشعل التقدم!

فكيف نجرؤ على نسيان كل هذه "الذاكرة" العظيمة للحب.. وهل ننسى الحب من بعده؟!

إذا حاول واقعنا على إرغامنا على نسيان الحب... فقصائد "نزار" تبقى هي: قلب الحب الخفَّاق النابض أبداً!!