شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الرحيل المر!؟
[ • أيها السادة: إني مستقيلٌ
[ من صراخي، واحتجاجي، وجنوني
[ مستقيل من فمي، حتى
[ ومن لون عيوني... فاعذروني!!
[•..... وهكذا قدَّم استقالته للحياة ومنها، ورحل الحبيب ((نزار قباني)): الذي لم يكن يقارن مجده بمجد السلاطين الذين حكموا بِحدِّ السيوف، وهو الذي حكم بشعر الغزل!
[ رحل صديق الوردة عن دنيانا التي تتباهى بقطف الزهور ودعسها.
[ رحل السفير لكل النساء في مملكة العشق، شاعر كل الفصول الذي احترف تكحيل عيون المليحات بالياسمين... الفارس المميز في سباق الخيول العربية، لتبكيه اليوم: ميسون، وليلى، وهند، ودعد، ولبنى، بعد أن بكى ((بلقيس)) بدموع من دماء شرايينه.
[ رحل الشاعر الذي مارس عشقه حتى الجنون متفوقاً على ((عمر بن ربيعة))..
فكانت القصيدة عنده: امرأة، والمرأة: قصيدة ووطن!
[ أسَّس جمهورية للعشق لا تغرب عنها الشمس.. وأقام دولة كبرى من: الشفاه، والعيون، والأهداب، والنهود.. وعمل: خزَّافاً، ورساماً، وأستاذاً لفن الحب بالشعر!
[ من نصف قرن.. وهويطرِّز الشعر على قميص شهرزاد، ويفرش السجاد في موكبها ويزرع الأشجار.
[ رسم بالكلمات لوحات على جبينه لتاريخ الجميلات: عن فاطمة، وعائشة، وراوية، وهدباء، (فيا لها من تهمة جميلة.. أن يصبح الإنسان من عائلة الظباء)!
• • •
[• كان يحاول سُقيا جفاف أيامي ((بفاكساته)) القصيرة الدسمة من لندن إل جدة.. حتى فوجئت يوماً بصوته يقول لي:
[­ يا عبد الله.. أحببت أن أسمع صوتك حتى أراك في لندن في تكامل محبتنا معاً))!
[ وفي استعدادي لزيارة لندن... كان ((نزار)) يركض متعجِّلاً نحو الصمت الأخير، دون أن
((أُصدق)) أنا، أو أنني لا أريد أن أصدق!
[ كان من الطبيعي أن تذرف عيناي الدمع على صديقي الذي تحقق حلمي: أن أصافحه، وإنْ تَعارفنا أكثر بالكلمة ودفئها... لكنَّ دموعي مفقودة، لعلها هربت من عينيَّ لتبكي وحدها إمعاناً في تكريس الحزن على هذا الصديق الذي جلست أمامه بكل تباريح الشوق، وأدفأتني يده على كتفي يحضنني قائلاً:
((بعد اليوم يا عبد الله.. سيكون نصيبك توزيع 100مليون رسالة عشق، وسيكون نصيبي توزيع النصف الآخر... لذلك لن تضيع بعد اليوم أي رسالة عشق))!!
[ خلتُ ((نزاراً)) في تسجية جسده وبرودة الموت: يبتسم... لعله كان يسخر من هذا العصر: عصر الحقائب، أو ((الشنطة))، والموعد الذي لا يتحقق!
[ أعمق حزن في واقعنا.. هو: ترف التفاهة!
[ نحن لسنا ضد العالم، والعالم يسعى لصناعة الضِّد لنا نحن العرب وفينا... فما يجدي العبوس؟!
• • •
[ أيها الشاعر بوجهك الضاحك والحزين.. بشِعرك الذي انتصر على جحافل التتار:
[ قرّ عيناً.. فإنْ نفاك الموت إليه، وضَحِكَتْ في رحيلك ((طقوس)) الرعب، وزكام الكلام، وجَرب الحقاد، وصدأ الأساس القدي... فشعرك باقٍ هنا في أحلامنا المتجددة، في تويجة ياسمينة دمشقية، في نكهة قهوتنا الصباحية، في همسة عاشقَين، وضمَّة حبيبين، في اللغة الشاعرة، في شجرة مؤصَّلة.
[ شعرك - ياحبيبي يانزار - يتشكّل من صورك: مراوح ريش وأمشاط عاج، ونهراً طويلاً من الأغنيات، وعيّنة من تراب القمر، ونخلة تفرز المفردات!
[ شِعرك يبقى: يرفض أن يخلط الحب بالكيمياء، وأنت تثير به كل الظباء!
[ طب نفساً - ياحبيبي - في مثواك الأخير... ودعنا - هنا - نعيش على هامش البؤس والبائسين: أيامنا الخاوية... نفتش عن أسئلتك/ القصائد: متى يعلنون عن وفاة العرب.. مَن قتل مدرس التاريخ.. إلى أين يذهب موتى الوطن؟!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :701  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 502 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج