شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
200 مليون عربي على سريره!؟
[ • لم أزل من ألف عامْ
[ لم أزل أكتب للناس دساتيرَ الغرامْ
[ وأُغنِّي للجميلات على ألف مَقام ومقامْ
[ أنا من أسَّس جمهورية للحُبِّ
[ لا يسكنها.... إلا الحمام!!
• صدحت موسيقى الوطن في هتاف الحرف داخل وجدانه وعقله.. وقبل أن يبرح سرير المرض، كان ((الوطن العربي)) كله: يُزمِّله، يضمه، يدفئه في صقيع لندن ومن برودة المرض بصوت (200) مليون عربي.. وكان سريره: يمثله وسْع قلوب هؤلاء الناس.
فكيف لا يشفى إذاً؟!
وكيف لا يتمرد على سرير المرض، ويمشي، ويتحدث، ويغني، ويتجورح.. حتى يقول لكل هذا الشعب الناطق بلغته الشاعرة:
"ها أنذا بعد خمسين عاماً أعلن من لندن: انتصار جمهوريتي التي تمتد من العين إلى العين، ومن القلب على القلب "؟!
• • •
• ومَنْ غيره: نزار قباني.. هذا الشاعر/ العصر.. اختاره الوطن - دون غيره - من الشعراء... لأن مرضه كان - كما قال - استفتاءً جماهيرياً وجدانياً لمحبة الناس له، فتساقط أصحاب الغيرة، والحسد، وانكمش الأقزام... وكان هدير الـ (200) مليون عربي بسؤال واحد متَّحد عن صحته، هو نتيجة الإستفتاء والإنتخاب الديمقراطي.. فما نسوا أن ((نزاراً)) قد انتخب محبتهم من قبل، وجعلهم هم كل الصدق في كلماته، وهم كل الوجد في قصائده، وهم كل العشق في تنويعاته!!
[ • سأل ((نزار)) قرَّاءه في مقاله/ العودة: ((هل يكفي أن أكون واحداً من الشعراء العرب حتى يأتي الوطن كله بأرضه وسمائه وأشجاره وأنهاره وبحاره ورجاله ونسائه وأطفاله.. ليدافع عن حياتي، ويمسح العرق عن جبيني، ويؤدي صلاة جماعية من أجل نجاتي))؟!
[ - نعم أيها الشاعر/ الحياة.. يجيبك الوطن كله: لا... لم تكن (واحداً) من الشعراء العرب، بل أنت كل الشعراء العرب في واحد.. قلنا عنك: إنك الشاعر/ العصر الذي ابتدأ بشعره عصراً لا ينتهي الا بتعبه!
• • •
[ • ومن طقس ((جدة)) الربيعي إلى طقس ((لندن)) الشتائي الثلجي.. حمل الهاتف صوتي إلى سمع الشاعر الكبير/ نزار قباني.. مبادراً بتهنئته، بل وتهنئتنا - نحن الـ200 مليون عربي - بعودته إلى الكتابة، والبوح، ومطر إبداعاته في ثوب عافيته!
[ - قال لي: كنت أسأل نفسي يا عبد الله.. هل أستطيع - على مستوى نفسي - أن أنقل إلى سمع الشاعر الكبير / نزار قباني.. مبادراً بتهنئته، بل وتهنئتنا - نحن الـ 200 مليون أكتب؟!
[ كبر السؤال يا عبد الله.. فقلت: هل أستطيع أن أكون على مستواهم: إنسانية، وعطاء، وحباً؟!
[ أردت في مقالي: ((الوطن حول سريري)) أن أقول لكل الناس: ((شكراً)) بصيغة تعبر عن شاعر يحرص أن يردَّ فضل الناس عليه واحداً واحداً.
[ فماذا أعطي (200) مليون عربي جاؤوا وجلسوا على سريري؟!
[ أنا أبحث عن ما هو أجمل من الكلام حتى أعطيه لكل هؤلاء الناس من قارئاتي.
[ • قلت له: أنت أعطيت لهم غرستك الإنسانية شعراً ونثراً على امتداد العمر.
[ - قال: اسمع يا أحلى عبد الله... الحب الأخير يعطي حبًّا أكبر بعشرات المرات، بحجم كل الدنيا.. وما أكتبه الآن - بعد شفائي من الذبحة - هو: حبي الأخير!
• • •
[ • أقرأ دعوة العزيز "نزار" لي وأتعجب، "وأقرأ أبياته أتبسَّم"...
[ لقد حولتني رسالته من ضوء مسموع إلى كائن تراب، وجعلتني أردد: يا مَن سترت لا تفضح!!
[ • وهذه هي رسالة العزيز "نزار"... خفقاته التي امتزجت بكلماتي/ خفقاتي:
[ • (الحبيب عبد الله:
[ هذا الصباح اكتشفت مجنوناً آخر يشبهني:
[ بنوبات (الصرع).
[ ونوبات الصبابة.
[ ونوبات الكتابة.
[ فماذا أفعل لك، إذا كنت لا تسمع كلام الأطباء... وترفض الحبوب المهدئة... وتعضُّ على أيدي الممرضات.؟!
[ بعد اليوم... لن أكون مسؤولاً عنك، إذا حبسك أعداء الحب في غرفة انفرادية... ومنعوا عنك الطعام، والسجائر، والفاكسات، ورسائل الحب!
[ سلام عليك أيها الرجل الذي لا يتوب:
[ - (ما تُبت عن عشقي، ولا استغفرته
[...................................)!!
• • •
[ • هكذا تشرنقت كلمات نزار بنثرها الشعري، فامتزجت بنقطة حواري!!
[ جاءني صوت نزار يحدثني عن حلم الإنسان العرب المجروح بالشوك وبالأحزان، ويرفض القبيلة لأنفسهم.. يطلع من كلماته: ((صبّار)) الحب المتموه في الأضلاع.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :694  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 496 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثاني - النثر - حصاد الأيام: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج