شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عندما كتب "خبراً"!؟
[ • "نار الكتابة أحرقَتْ أعمارنا
[ فحياتنُا الكبريتُ والأحطابُ
[ ما الشعر.. ما وجع الكتابة.. ما الرؤى؟
[ أولى ضحايانا... هم: الكُتَّاب"!
• كطفل جميل "يتشيطن" ما بين مسافات البحر والثبج، عازف مقامات العشق، مختصر العصور من بعد امرؤ القيس، وعصر عمر بن أبي ربيعة.. راكضاً بعصره النزاري إلى الدنيا مقتحماً هذا العصر العشرين بتنويعاته الأجمل على مقام العشق، بأشعاره الخارجة على القانون... طاوياً خمسين عاماً (وزيادة) في مديح النساء، يشهد أن لا امراة الاّ مَنْ أحبها، يكتب تاريخ النساء.. حتى يرتطم في (المهرولين) تدمع عيناه منذ صرخته القديمة في تونس:
ـ أنا ياصديقة متعب بعروبتي
فهل العروبة: لعنة وعقاب؟!
أمشي على ورق الخريطة: خائفاً
فعلى الخريطة... كلنا: أغراب!
• ومتى فرح هذا الشاعر، وكيف، ولماذا؟!
نحسب أن هذا ((الشاعر/ العصر)) لأول مرة في حياته (خبراً)، لذلك جاءت صياغته بروح الشعر والشاعر.. حين أعلن عبر صحيفة ((الحياة)) يوم الجمعة27/3: دمشق.. تهديني شارعاً،
فكتب: (ويشاء الرئيس حافظ الأسد أن يكون أول رئيس للشعر يحتضن هذا الفن الجميل، فيتبنى اقتراحاً نيابياً لتسمية أحد شوارع دمشق باسم نزار قباني)!!
وحق لنزار أن يفرح.. فما أجمل أن يُكرِّم (الوطن) أبناءه، حتى لو كان اسم نزار يحتل عشرات الشوارع في المدن العربية، وقد احتل قلوب الآلاف من عشاق شعره على امتداد الوطن العربي الكبير... لكنَّ (الوطن): يبقى تقديره في نفس مواطنه هو: الأكبر، والجائزة، والتخليد تاريخياً، وصك الاعتراف بدوره وإبداعه!
وقبل (27) عاماً.. نادى ((نزار قباني)) على الشام من غربته، فدوَّى رنين صوته في مهرجان الشعر بدمشق يومها منشداً:
ـ ياشام.. إن جراحي لا ضفاف لها
فمسّحي عن جبيني الحزن والتعبا
وأرجعيني إلى أسوار مدرستي
وأرجعي الحبر والطبشور، والكتبا!
ولم تكن تلك ((كلماته))، بل هي دموعه التي انسابت حنيناً وأشواقاً وانجذاباً إلى عمق الغرسة!
وأحياناً.. تُختصر دمشق في وجدان الشاعر داخل حي واحد معروف هناك، اسمه: (أبو رمانة)،
لعب فوق حجارته، وقطف من أشجاره، وبلل أصابعه بماء نوافيره.. ويعجز أي رسام مبدع أن يعطي أبعاد الصورة بمثل ما رسمها ((نزار)) بكلماته الفياضة بالشجون وبالحنين... هو الذي حرمه التغريب من دفء الوطن والعائلة، فلما وضعوا اسمه على شارع في مسقط رأسه: طار فرحاً، وغرَّد شجناً!وفي زيارتي له بمنزله بصحبة صديقي عرفان نظام الذين: اطلعتنا ابنتاه هدباء وزينب على ما نسميها (مطبقية) كانت والدة نزار تضع له فيها شيئاً من الأكل وهو ذاهب في الصباح إلى المدرسة، فاحتفظ نزار بهذا العبق من طفولته وبهذا الشاهد التاريخي الجميل على رحمة الأمومة... فكأن هذه (المطبقية) صفصافة لها جذور غائرة في نفسه.. ونزار نفسه يتشكل جذوراً لتاريخ الشعر الحديث في الوطن العربي، ويبقى شيخاً لقبيلة العشق العربي.. لم يفرط في حلم عربي واحد حتى في أقسى محن الوطن، وحتى في قسوة أبناء الوطن على الحب و... عليه!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :695  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 495 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.