شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الشوق
ـ لا بد أن أغترب عنك.. لا بد أن أجعل شوقك يزداد كلما اتسعت مسافات الحنين.
ـ إنني أطلب منك أن لا تقتلني بساديتك. أنا أشتاق إلى حضورك كلما رأيت الشمس ساطعة.. كلما ملأت الأنجم رقعة السماء!
ـ إن هذا الشوق تخذله الحواجز التي تتطاول.. إنني لا أريد منك أن تمنحيني عظمة التضحية، وإنما أود لو أستطعت أن أعبر لك عن احتفاظي بك طول العمر.
ـ إنك تعاني القلق والحيرة. وهذه المعاناة تبلد فيك التحدي.. إنني أكره الرجل الضعيف الذي يرضى الهروب، وأفكارك هذه هروب مؤلم!
ـ إن روعة التحدي في المتابعة.. لا أنوي أن أعتزل قلبي، ولكني أكره أن أقتل قلبي بالسلبية، وبالعجز!
ـ وهذا الذي تفعله هو السلبية والعجز، لا بد أن تقف في أعماقك، وتحارب اليأس وتقتل النواح!
ـ أنت ترسمين خيالك بريشة لا تملكينها، وعلى لوحة معرّضة للشمس وللرياح، وللمطر.. فتنمحي الصورة بمجرد انتقالك إلى فصل جديد!
ـ أنت كل فصولي، إنني أرسمك في الصيف.. في الشتاء.. في الحرارة.. في طلب الدفء.. في الرؤية والحس.. أفلا يكفيك كل هذا؟!
ـ لا.. لأنني أطلب أن أفعل مثلك أن أرسمك في كل هذه الفصول.. في كل حالة.. بكل لون.. وإذا كان خيالك قادراً على التجسيد.. فإن تجسيدي عاجز عن التخيل!!
كيف تعرف!
ـ قالت له: أنت لا تعرفني جيداً وهذا ما يجعلني أحس أنك تتعبني كثيراً، وأنني عاجزة عن الوصول إلى يقينك!
ـ قال: كيف تريدينني أن أعرفك؟!
ـ قالت: من نبرات صوتي.. إن فيها صدقي.. والصدق معرفة.. من مطاردتي لك.. إن معناها أنني لا أكذب عليك، وأن تفسيراتك مادية. من بوحي.. فالمرأة لا تكشف أوراقها إلا لمن تختاره، وتستقر عنده!
ـ قال: صدقك لا يكون في نبرات صوتك.. كيف آخذ منه الصدق وهو يتهمني بالشك؟ مطاردتك لا أقابلها بتفسير مادي.. لقد اعترفت لك أنني هربت من الماديات ووجدت فيك روحي، ولا يمكن أن أتوقف بهذا التفسير، وإنما أجعل تفسيراتي تعبيراً عن مزيد من الدخول في حياتك.. أما بوحك فلا بد أن أجعل إطاره شكوكي، فكما قيل: ((الشك مرتبة لبلوغ الحب الكامل، أو أنه أعلى مراحل الحب)).
ـ قالت: أنت تريد أن تسجنني في نفسك، وأنا أود أن أمنح الحرية لنفسك.. فالحب يعطي الشعور بالحرية!
ـ قال: نفسي إرادتها في حمايتك، وفي حفظك، وأن تمتلئ بالأمان وأنت داخلها، إنني أدخلك في أعماقها لأبدد غربتي، ولأمحو خوفك من الثقة!!
ـ قالت: وكيف تطمئن.. وأنت تثير الشكوك؟!
ـ قال: لا أريد أن أطمئن. أرغب أن تكوني في نفسي الإثارة المستمرة لأتابع أفكارك. لأحصد خواطرك وأمزجها بخواطري. لا أريد الاطمئنان حتى لا تركدي في نفسي. أنت لا تعرفين هذا.. لأنك لا تعرفيني!
ـ قالت: لكنك أحياناً تفتعل الإثارة كأنك تقذفني برعونة قاسية!
ـ قال: إذا كنت أفتعلتها فلأنني أجعل حركتك نحو الانشغال أكثر اتساعاً.. إنني أضعف عندما تنتابني الأفكار التي تصور كيف أفقدك.. لكن قدرتي على أن أكون قوياً.. هي نابعة من صدقي معك، وإخلاصي لك، وتشبثي بوجودي في نفسك!
ـ قالت: لا تجعل الخطأ فلسفة. لقد أخطأت معي، فاعتذر!
ـ قال: الخطأ أن نخضع عواطفنا للفلسفة، فيملكنا الكلام ولا نملكه.. عودي إلى أول كلمة قلناها معاً، إنها وحدها التي تبخر الشك!
ـ قالت: هوه!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :752  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 329 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثالث - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج