| هجرة! |
| ـ الطيور تهاجر بحثاً عن الأعشاش الآمنة! |
| ـ ولكن هجرتك لم تكن إلى عش آمن.. أستطيع أن أصفه بأنه عش هادئ.. من المحتمل أن تهزه بعنف زوبعة قصيرة! |
| ـ هل تتمنى ذلك؟! |
| ـ ليست أمنية، ولكن التوقع في الترابط المادي.. يحتمل هذه النتيجة، وقد طردت أيضاً تسلط هذا التوقع على ذهني.. ذلك أن الإنسان يختلف عن الطيور.. الإنسان يضنى ويتعب حتى يبني عشاً واحداً.. بينما الطيور تستطيع أن تبني عشرات الأعشاش في فترة قصيرة! |
| ـ فلماذا تشجب هجرتي؟! |
| ـ إنني لا أقصد هذا التصور فيك.. إنني فقط أعجز أن أفسر المبتغى الإنساني حينما تتراكم الرؤى، وتتعدد الرغبات، ويعشش الملل حول سياج الصدر! |
| ـ من قال لك إن الملل أصابني؟! |
| ـ لست أحتاج إلى من يقول لي عنك.. فالذي عرفته فيك.. هو معرفة نفس التحمت بنفس حتى التوسل!.. فإذا اختلف الزمان.. يجدر حينئذ التلفت إلى اختلاف الشعور! |
| ـ أنت أناني.. تريد أن تستحوذ على نصيب غيرك! |
| ـ غيري لم يكن يتطلع إلى النصيب.. كان يفكر في أبعاد الضياع وهو وحده، ولا أنكر أن ما فيك من غرابة، ومن وعي وإدراك، ومن عاطفة لا تتشابه مع عواطف الآخرين.. يبقى هو مثار استحواذ! |
| ـ أنت تمتدحني!! |
| ـ أبداً.. الحب ليس هو الرأي، ولكنه هو التسليم بالشعور مهما كان الرأي في الذي سرق شعورنا.. |
| ـ أنت.. ماذا تريد؟! |
| ـ بلا فزع.. لقد خلصت معك من كل ما أريد، فلا شيء منك يقدر أن يتواصل حتى يبلغ العمق في داخلي، وعندما يصبح الإحساس ((سطحياً)) فهو مرهون بالنشرة الجوية.. ومسار الرياح والأنواء!! |
| ـ ذلك يعكس تراكم العقد في أعماقك! |
| ـ ربما عانيت من عقدة فهل ((يملك النهر تغييراً لمجراه))؟! |
| ـ هل النهر أنا.. أنت؟! |
| ـ أنت النهر، وأنا مجراك؟! |
| ـ ولكني أستطعت أن أغيرك، فلم تعد تتحكم في اندفاعي أو مساري! |
| ـ هذا صحيح، ولكن للنهر مجرى رئيسياً يتفرّع منه العديد من المجاري. |
| ـ أرفض أن أكون نهراً متعدد المجاري والمساري. |
| ـ يعني أنني أحكمك!! |
| ـ ولكنك لن تكون عشاً!! |
| ـ لأنني لا أرغب أن أكون رهناً للرياح والعواصف!! |
|
|
شارع عبد المقصود خوجة
00966-12-6982222 - تحويلة 250
