شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لحظة الضعف
ـ قال له: لقد مضى وقت طويل وأنت تشيح بوجهك عنها. إنك لا تعبر بهذا عن الإهمال لها.. بقدر ما تظهر ضعفك أمام النسيان، وعجزك عن العثور على بديل لها!
ـ قال: كل إنسان يضعف في لحظة الذكرى، ولا أنكر أنها ما زالت تختال في حدقتي كقرميد.. كشمعة تقطر بحرارتها كيانها الشامخ لتذوب ببطء، ولقد كانت هذه نقطة الاختلاف بيننا!
ـ قال له: وما الذي تريده من الشمعة غير أن تفنى تدريجياً؟.. إن هذه طبيعتها!
ـ قال: لكنها تعطي ضوءها لزوايا مكانها، وأنا الذي أقف في مواجهتها أعاني من حرارتها فقط. إنها تعطيني الزمن الذي أحدق فيه إلى لهبها، وأتأملها فيه، وهي تذوب رويداً. إن ما أريده منها هو شيء آخر: أن لا تفنى بهذه السرعة، وبهذه الطريقة، فإذا خبت بعد ذلك شعرت بالظلام!!
ـ قال: ولهذا أشحت عنها، وتنازلت عن كل ما بينكما من معاني، ومن ذوب، ومن عاطفة؟!
ـ قال له: إني لا أحتمل رؤيتها وهي تفنى دون أن أشاركها، فلا بد أن أرحل بعيداً عنها، أو ينبغي أن أمتلكها.
ـ قال: أنانية بالغة.. يكفيك أنك الوحيد أمامها.. فماذا تريد أكثر من هذا؟!
ـ قال له: الحب يا صديقي أناني.. ولست أرتجي شيئاًَ منها.. لقد أهديتها رؤيتي، وصبري، وهنائي، واستخلصت من هذ العطاء: حزناً لا يذوب!
ـ قال: تقصد أنك لن تنسى، وإذن؟!
ـ قال له: سيكون على وجهي زمن مرسوم.. وفي صدري نداء مختبئ وكظيم، وفي شعوري رفض للخيانة.. يرتفع بي إلى حكاية جريحة تواصل نزفها حتى تذبل!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :650  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 313 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج