ـ لا أرغب في الاقتراب، ولا أمتلك القدرة على إحداث الشرخ فيك!!
ـ ما هي مصارحتك؟!
ـ هل تعتبر الذكريات تاريخاً؟!
ـ ليست تاريخاً.. إنما الذكريات في اعتباري هي ((عمر)).. قد يكون عمراً حافلاً فيصبح أكبرمن التاريخ، وقد يكون عمراً تافهاً بلا محتوى.. فلا يتعدى انفعال اللحظة!
ـ وذكرياتك أنت.. ماذا تعتبرها؟!
ـ هل هذا اقتراب.. أم شرخ؟!
ـ يتوقف هذا على إجابتك!!
ـ إذن.. فإن ذكرياتي تاريخ.. لم تبلغ أن تكون عمراً حافلاً، ولم تعجز وتتوقف فتتفرغ من المحتوى، ولكنها ((عمر)) ما زال يمتلئ، ويتعرض لتجربة ((الاقتراب))، ويعاني من الشروخ و ((شرشرة)) الأيام من ثقوبه!
ـ هل فقدت غالياً؟!
ـ لو لم تكن في حياتي الأشياء الغالية لكرهت الحياة!
ـ إلى أي مدى بلغت في نفسك؟!
ـ مساحتها عمق أحزان الشعور، وتأثيرها قدرة معاناة الحزن، وتوليد الفرح من تضاعيفه، وقد تكون الابتسامة آهة مختزنة، وقد يكون الحزن انتظاراً للتفاؤل بالآتي!
ـ وإذا توقفت قدرتك في منتصف المساحة؟!
ـ ذلك ما نسميه الذكريات التي تنز جرحاً.. يطهره الوفاء المتواصل؟!