شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ عبد الفتاح أبي مدين ))
ثم تعطى الكلمة للأستاذ عبد الفتاح أبي مدين حيث قال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على خير خلقك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
- وبعد، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. من اقتراحات بعض الإخوة حبّذا لو حظينا ببعض مؤلَّفات شيخنا لأن كثيراً منا لا يعرفون منها غير صفوة التفاسير، وأنا أحد هؤلاء الذين حصلوا على هذه الصفوة من رجل يجب أن أشكره في هذه المناسبة وهو السيد حسن الشربتلي أحسن الله إليه، وبالأمس كنا في محاضرة لرجلٍ كريم تحدث فيها عن تأملاته في سورة الكهف، وحينما سألته أن أقدم ترجمة له فقال: طالب علم. وهذه الصفة التي ينبغي أن يتصف بها العالم والمتعلم معاً أما التكبر فلا يزيد صاحبه إلا مهانة، مَن تواضع لله رفعه سبحانه وتعالى.
- وسمعت الليلة وسمعت بالأمس وسمعت من أستاذنا أحمد جمال، وسمعتم من هؤلاء وأولئك أن الأدب يقود إلى العلم كما أن العلم يقود إلى الإيمان، أرجو الله أن يسوقنا إلى العلم لا لنخلص من الأدب لأن العلم لا تكون له لغة إلا لغة الأدب، فهو مادة جافة إذا لم تكن له لغة طرية تجعله سائغاً، لأن الناس لا يتحملون الأثقال والثقافة والعلم أثقال، وحين يضرب أستاذنا المثل بالذين ينصرفون إلى الرياضة وأمثالها فهذا شيء طبعي لأن الناس يستثقلون الثقافة ويستثقلون العلم وما يصبر على ذلك إلا أولو العزم وما أقلّهم.
- وأستاذنا أحمد جمال ساق مثلين أو مثلاً بأن العالم العامل الذي يستفاد من علمه كالشجرة المثمرة، وأن غيره كالشجرة التي لا عطاء لها، ولعلي لا أستطيع أن أضيف إلى ما قاله أستاذنا شيئاً، ولكنني أقول: إن العالم العامل هو شجرة ذات ظل ظليل أما العالم ذو العلم فهو شجرة لها ظل يستظل بها لنفسه، وليس غريباً أن يلقى العالم المتاعب والعنت، فقد تعلمنا في هذه الحياة أن الذين يعملون هم الذين يتعرضون إلى المتاعب وإلى الأذى، أما الذين لا يعملون فلا يحس بهم أحد فإنهم مثل الموتى، فالموتى لا يعملون ولذلك فهم لا يُعرفون، والشجرة المثمرة هي التي تتعرض للحجارة. وهناك مقولة للدكتور طه حسين كتبها سطوراً في مقدمة أحد كتبه يقول فيها: إلى الذين يعملون، وإلى الذين لا يعملون ويسيئهم أن يعمل غيرهم.
- أقرب الكتب، كما يقال أقرب الموارد في ذلك القاموس، أقرب الكتب إلي هو صفوة التفاسير. الواقع إنني كلما هممت أن أفتش عن معنى لآية من الكتاب العزيز تمتد يدي إلى صفوة التفاسير فهو كتاب ذو أسلوب سلس مختصر شامل جامع نافع نفع الله به المؤمنين ونفع صاحبه لما بذل فيه من جهد على قدر ما عناه الحديث الكريم وهو: "إن من يقرأ حرفاً من القرآن الكريم تكتب له عشر حسنات" حتى قال الحديث لا أقول: "ألـم حرف وإنما الألف حرف واللام حرف والميم حرف" ما أكثر حسنات أستاذنا الشيخ على هذا الفضل الكبير، وعندما نحلّق معه ونذكر أنه من حلب الشهباء نصل إلى تلك القلعة الشامخة، ويأتي أمامنا أبو الطيب وسيف الدولة وأبو فراس وأولئك الأعلام، وذلك التاريخ الشامخ في صدر أمتنا في تلك العصور الزاهرة.
- وأهل القرآن هم أهل الله، والعلماء ورثة الأنبياء، وحينما نجتمع هذه الليلة للاحتفاء أو لتقدير رجل سمى نفسه طالب علم وله الحق أن يقول ذلك، ونسميه عالماً لأنه يعمل، ونحن في كل زمان وفي كل مكان من هذه الأمة في حاجة إلى العالم العامل، في حاجة إلى القدوة. الذي أخّر أمتنا المسلمة التي بلغت ملياراً ولكنها غثاء كغثاء السيل لأنها ينطبق عليها قول الله سبحانه وتعالى: يا أيها الذين أمنوا لم تقولون مـا لا تفعلون، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون، تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى، هذه صفات المنافقين، ومع الأسف الشديد فإن هذه الصفات تنطبق علينا والله سبحانه وتعالى يقول: إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم. نسأل الله أن يعيننا على أنفسنا حتى لا نضلّ، وأن ينصرنا على أعدائنا حتى لا نذلّ. شكراً لصاحب هذه الدار العامرة لاحتفائه بهذا الضيف الكريم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :598  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 28 من 196
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج