شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( تعليق المحتفى به ))
ثم يعلق فضيلة الشيخ محمد علي الصابوني على كلمة الأستاذ عبد الفتاح أبي مدين فيقول:
- كنت أقرأ كلمة لأحد كبار المحدثين الإمام ابن شهاب الزهري رحمه الله، كان يصرف وقته ليل نهار في تدوين حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام، يسمع الرواية ويحفظها، فبيته كله مملوء بالكتب والصحف، قالت له زوجته: هذه الكتب أشدّ علي من ثلاث ضرائر، وقد شعرت بهذا بنفسي والله قيلت لي هذه الكلمة دون أن تعرف زوجتي من هي التي قالتها. قضيت خمس سنوات في هذا الكتاب "صفوة التفاسير" أجمع فيه أقوال المفسرين لا أكتب شيئاً حتى أراجع أكثر من خمسة عشر تفسيراً من أمهات كتب التفاسير. لأني أريد أن يشترك معي في هذا أدمغة هؤلاء العلماء الأجلاّء، خمس سنوات أواصل الليل بالنهار.
- ثم كان جزائي من هذا أن أخرج رجل كتاباً سماه "الثعالب" شتم فيه بعض شيوخ المسلمين وخصني فيه بثلاث صفحات مديحاً فوق التصور، فهل سمعت بمفسر كذاب لا يدري السنة ولا يحفظ الكتاب، قليل الرشاد كثير الفساد، لا يأمن صاحبه.. إلى آخره، فقلت: لا إله إلا الله من الذي جرّأه وأنا لا أعرفه وهو لا يعرفني؟ لكن لِمَ هذا؟! لِمَ هذا التحامل؟! لِمَ هذا الظلم والطغيان؟! يكتبه ثم ينشره ولا يستطيع الإنسان أن يرد عليه لأنه متمكن من العدالة هو يمثل العدل، فأي عدل هذا؟! لكن الله عزّ وجلّ يجزي الإنسان بعمله، فأنا قدمت هذا الكتاب من حين أن بدأت به قلت: اللهم إني جعلته لآخرتي لوجهك الكريم. فالله وفقني على العمل فيه والمضي معه مع شدة ما لقيت بعد خمس سنوات أقمت حفلاً كبيراً للأسرة وأخرجتهم في فسحة وقلت لهم: كلوا واشربوا هنيئاً.
- فالحمد لله الذي أكرمنا بخدمة كتابه، لكن لا نحب أن يتطاول الناس على أهل العلم، وهذا والحقيقة كما بيَّن الأخ الفاضل أبو مدين جزاه الله خيراً؛ هذا في الحقيقة يهدم بدل أن يساعد الإنسان على المضي في عمل الخير، وهذا مرض خطير جداً، لأن مرض القلب أخطر من مرض البدن، سماه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضاً وداءاً، يقول عليه الصلاة والسلام: "دبّ إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء، هو الحالقة لا أقول تحلق الشعر وإنما تحلق الدين"، فالحسد والبغضاء سبب دمار الأمة وسبب هلاكها فبدل أن نشجع الإنسان ونؤيده على المضي كما يفعل أعداؤنا الصهاينة المجرمون اليهود مع عباقرة العالم يؤيدونهم ويشجعونهم، في حين أننا نهدم بعضنا بعضاً ويخرج إنسان كتاباً كله سباب وشتائم، لماذا لا يرد بالحجة والبرهان؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين. هذا هو أدب العلماء، أدب المحاورة والمناظرة بالحجة لا بالبذاءة وسلاطة اللسان.
- نسأل الله أن يجمع قلوبنا دائماً على طاعته، وأن يرزقنا العلم النافع الذي يقربنا إليه، وأستميحكم عذراً فقد أطلت عليكم، ولكن وعلى الكرام تحمل الأثقال، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :615  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 29 من 196
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.