شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لوحة السؤال
إن في العين: تيهاً... وفي البعد النفسي: ارتحالاً إلى جغرافية مجهولة... أفظع من إرتحالنا عن الأرض!
إنها هذه الجغرافية التي نعدو إليها، ولا نعرفها!
إن آخر النهار.. أصبح استراحة لبداية نهار قادم مُبْهم، وغامض... لأنه مرهون بمقدار المكاسب، والخسائر!!
إن " عين " الإنسان صارت تريد، ولا " يترسها " شيء...
وبقي "قلبه" وحده... هو الذي يتمنى! وما يريده هذا الإنسان.. تحصره المواقف، والنتائج المادية، والمعركية..
أما الذي يتمناه... فقد تحول إلى: غربة للروح، وللمعاني... وتبَّدد!
 
* إنسان " بسيط " كان يعمل " دلاَّلاً " في مكة المكرمة، كنا نناديه: " العم صدقة الروك ".. وفجأة، وبنفس البساطة، طرح - يرحمه الله - سؤالا على من كانوا حوله، فقال: - نعرف أن " زينة الحياة الدنيا " هما الأولاد، والمال!
والأولاد، والمال - وحدهما " السبب الأساسي في حرمان كل إنسان من لذة النوم، والمعاناة، والقلق... فكيف هما ( زينة )، ويَحْرما الإنسان من النوم، والراحة؟!!
روى لي هذه الحكاية، الصديق " حسني سابق "... فقد عاصر جيل ذلك الرجل البسيط، الذي لم يطرح الأسئلة كثيراً، ولكنه عندما يطرحها.. يلف الرأس!!
 
* الممثل: ينقل لك صورة حقيقية لما يدور في حياة الناس... ويجسِّد لك الصورة، وربما يضخمها - بالكوميديا - ويعكسها للمشاهد كمرآة.. ليرى الناس مَنْ حولهم، أنفسهم!
أما المتُصنّع: فهو يغمر أشياء كثيرة تلوب وتتحرك في نفسه وأعماقه، ويهوي بها إلى القاع لئلا يكتشف أحد حقيقته، أو حتى لا تظهر جوانب من الحقيقة فيه!
* إنه يقابلك بالابتسامة.. وهو يودُّ قتلك!
ويأخذك بالأحضان.. وهو يتمنى أن تسقط أمامه!
ولا يزال " بعض " البشر.. يسير على ذلك الخيط الرفيع الذي يفصل بين التمثيل، وبين التصنُّع!!
 
* من مفارقات زماننا هذا:
ـ أننا نفكر: كيف نجعل الحيوان ينطق...
والآلة تقوم بدور الإنسان؟!
وفي ذات الوقت... يبادر البشر إلى إشعال الحروب في أنحاء الأرض،
ليموت المخلوق الوحيد ( الناطق ) ... أو المخلوق الراقي!!
ويفقد اللسان النطق..
يموت بالكلام...
وتتعلم الحيوانات لغته!!
 
* لاسبيل إلى تقليد " الدود " في حركته ( الحضارية ) التي تميّز بها ركام العصر،
وانطلاقته.. وتبقى شاهدة - كفعل - مضاد للعدوان.
ـ والسؤال: أفلا يحق " للعرب" أن يقلّدوا " الدود" .. لإخراج مستعمر مقدساتهم وأوطانهم ،
وإمتلاك حريتهم، وقيمتهم الإنسانية من جديد؟!
لم يعد مقبولاً من القُوى العظمى، ولا من الطغاة.. أن يسيطروا على الشعوب، ويصادروا إرادتهم..
ليحدُّوا من أحلامهم! وأمانيهم!
 
* أنت تفكر في أشياء كثيرة ومهمة...
وأثناء إستغراقك في التفكير... يشرد ذهنك خلف خاطرة صغيرة، ولعلها صغيرة جداً..خلف سحابة بعيدة.. خلف نجمة في ليلة ممطرة، مغطاة بالضباب!!
وقد تشعر أن أفكارك تبعثرت.. وأن الخاطرة الصغيرة جداً قد استحوذت على اهتمامك.. وأن الصعود الى قمة " إيفرست " يبدو لك أسهل بكثير من الهروب بعيداً عن هذه الخاطرة الصغيرة!
وربما هُيِّء لك قدرتك على حل مشكلة الشرق الأوسط المستعصية.. ولا تقدر أن تتخلص من تسدد الخاطرة الصغيرة إلى ذهنك، وتشبعها في نفسك!
وهكذا يضعف الانسان.. حين يسقط في خاطرة صغيرة!!!
 
* عُدْت إلى الكلمات القديمة: أجرحها..
أستفزّها.. لتتألم معي!
إنني لاأقدر أن أبقى لعبة بين الكلمات الآتية من قصص قراصنة البحار...
والانسان في ركضه يفتش عن شاطيء الأمان!!
إنها كلمات تغرق... وتضيع في أمواج ملتهبة!!
 
* صِرْتُ الآن مثل هؤلاء " البشر " الذين نلتقي بهم، ونواصل المسير!
إننا نصافحهم في اليوم عدة مرات، وننساهم مئات المرات!
إنني لا أنظر إلى شيء، وهو: " بدون "... فكل الأشياء مُغْلَقة بجلودها، وأغلفتها، وأقنعتها... بما يسكن فيها من وراء العين المجرّدة!
وكل الأشياء: مشبعة، وفارغة قاحلة... فالجوع لم يعد مشكلة الانسان الحضاري، وانما مشكلته: أنه لا يجوع، ولا يشبع... بل يطلب المزيد من كل شيء!!
* في لمحاته شيء من البريق...
يستخدم ابتسامته حتى مع لحظات كَربه، ومحنته...
لايحب أن يتأنق كثيراً في ملابسه، أوحركاته...
حتى كلامه... لاُيعيره شيئا من الأناقة اللفظية، أو العبارات المجنحة!
كل ما يحرص عليه: إبتسامته فقط... أن تكون صافية، وصادقة، و أنيقة!
ـ يقول: هذا زمن " الابتسام " الصعب!!
إنه يكره: الابتسامة الصفراء... التي راجت في هذه الأيام!!
 
* في هذه اللحظة... هربت من أخبار الرصاص، وموجات الارهاب في العالم، ضد هذا "الإنسان"
الطموح إلى حياة الأمن والسلام!
لكنّ العالم يطفح بحكايات الأسى التي تعصف بأمانيه.. في الوقت الذي يتوق فيه إلى لحظة إعتراف
فوري بالحرية، وبالحق، وبالرأي!!
في هذه اللحظة - أيضاً - شعرت بظمئي إلى: الكلمات اليقظى... تلك التي تنطلق من صدور الناس، كطائر يفر من قفصه.. محلقاً في الفضاء، ومغرداً!
شعرت بجوع الإنسان إلى: لحظة صدق.. ليست مبلّلة بالخديعة: ولا بالكذب، ولا بالنفاق!
لقد نسفت " أحلام " الإنسان: الحياة الأميّة.. والحياة الخوف.. والحياة المادة!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :690  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 281 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

زمن لصباح القلب

[( شعر ): 1998]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج