اسمعوا. اسمعوا. فهذا حراء |
يتهادى - مهلِّلاً - يتكلم!! |
إن فيه "النبي" يستقبل الوحي |
و "جبريل" بالهدى يترنّم |
وعلى الأرض للسماء لقاء |
هو للأرض في السموات سُلَّم |
غَطَّةٌ ثم غَطَّةٌ يلتقي الروحان |
فيها، والنور بالنور مُفْعَم |
و "حراء" في قمّة الأرض تيّاه |
علاء - وتحت "أحمد" أسلم |
وسرى النور سابحاً في الدياجي |
يولج الليل في النهار، ويقحم |
و "حراء" منارة يسطع الإشعاع |
منها، والشمسُ و "الغار" توأم |
واستنار الوجود، وانجابت الظلمة |
والليل بالضياء تَبرّم!! |
ومشى "موكب الرسالة" ينداح |
نشيداً إلى الحياة الأقوم |
فاسمعوا. اسمعوا. فهذا "حراء" |
يتهادى - مهلّلاً - يتكلم |
اسمعوه. ذكرى تَردَّد في الكون |
صداها في كل جيل ومَعْلَم |
غير أن الذكرى على مشهد الأبصار |
حسٌّ أسمى، وصوت مُضَخّم |
اسمعوه مُردِّداً "قصة النور" |
تغشّى قلب النبي الملهم |
اسمعوه! .. يقول في غير زهو |
كيف يزهو من كان للعلم منجم؟! |
ها هنا كان للسماء التقاء |
برسول به الرسالات تختم |
أمر الله مصطفاه "أن اقرأ" |
وبها بدء وحيه حين علّم |
أنا رمز لها بكل فؤاد |
كَرَّم الله شأنَه فتعلم |
أنا رمز لها بكل لسان |
هذبته بلاغة فتسنّم |
أنا رَمْزٌ لها على كل كف |
خط في الطرس باليراع ونمنم |
أنا رمز لها رؤى كل عين |
أبصرت نور ربها غير مبهم |
يا بَنيّ الكرام، في منهل النور |
"أبو النور" قد أطلّ وسَلّم |
بارك الله جمعكم في حمى "البيت" |
ونلتم من فضله كل مغنم |
أنا، و "البيت" و "المشاعر" ترنو |
ولقد طال ما تنظرت ملجم |
كلنا أعين تَبُصّ، وأفواه |
دعاء، وحب قلب مغرم |
بشرونا بالعلم مطلع يوم |
سرمدي السناء لا يَتَلَعْثَم |
فَجِّروا شمسه: شعاعاً على الأرض |
منيراً، مُشَتِّتا كلَّ أعَتم |
فجروا شمسه: ضياء على الكون |
شفاء لكل أعمى وأبكم |
فجروا شمسه: لهيباً على الشر |
يصوغ الحياة خيراً مجسم |
فجروا شمسه: خيوط معان |
تبذر الحب في القلوب فتنعم |
ما شقاء الأحياء في كل جيل |
غير حصد الأحقاد أسوأ مغرم |
فجروا شمسه: "طيور أبابيل" |
تدك العدوان أيان خيّم |
فجروا شمسه: دروعاً وألغاماً |
تصون الأقداس من كل مأثم |
إننا نسمع الأنين من القدس |
فيندى له الجبين، ويندم |
أنا، "والبيت" ، "والمشاعر" نرنو |
ولقد طال ما تنظرت ملجم |
غير أن الآمال - وهي بصيص |
أيقظت جاثم المنى فتكلم |
يا أبا النور! .. مرحباً، قد أفقنا |
ومشينا على الخطى نترسم |
إن تعظنا - وطبت واعظ صدق |
فعظات الأيام قد كن ألم |
أثخنتنا الأحداث - وهي جراح |
غير أن الإيمان كان البلسم |
أو يطل ليلنا فقد أشرق الصبح |
مضيئاً على الربى، وتَبَسّم |
وابتدأنا بداية الوحي في الأرض |
"أن اقرأ" نتلو الكتاب لنعلم |
واقتبسنا هدي النبي مضاء |
قهر الخصم في النضال وأفحم |
فترانا في ساحة العلم والنور |
وفوداً تترى، وحشداً عرمرم |
قد حملنا الأقلام، والحق، والعزم |
سلاحاً به السلاح تحَطَّم |
وحملنا السلاح رداً على البغي |
سلاحاً مُعَلَّماً غير أغشم |
وسنمضي على الطريق جنوداً |
في سنا الحق والهدى نتقدم |
هو وعد الإيمان في مأرز الإيمان |
حق في المؤمنين مَحَتَّم |
علم الله أننا نعشق الحق |
وأنا عبيره نَتَنَسَّم |
ولنا النصر، ما استجابت إلى الله |
نفوس، فالله بالوعد ألزم |
* * * |
يا "بناة الأجيال" !. ما أكرم العبء |
حملتم: إرث النبي الأكرم |
أن تكونوا صنيع أمس بما فيه |
فأنتم صُنّاع ما نتوسم |
كلّل الله سعيكم برضاه |
وسقى غرسكم هداه وألهم |
ورعى "معهداً" يشعشع بالنور |
غذاء الأجيال؟ أروى وقوّم |
يا "رجال البيان" في أمة الفرقان |
- هذا أوان أن نَتَفَهّم |
شارة الانطلاق من كل قيد |
غير حرز الأخلاق والدين أعصم |
قد فعلتم ما كان في قدرة الأمس |
- وتدعون للعطاء الأدسم |
واستجابت لنا الحياة وكنا |
مثل هذا النهار، لا نتوهّم |
فلتكونوا "أعنّة الفكر" يرتاد |
رشيداً" فلا يضلّ، ويُهُزمَ |
ولتكونوا "رسل الحقيقة والحق" |
- تذودون عن حياض ومَحُرمَ |
ولتكونوا "لسن الهداية والخير" |
- فعنكم إلى القلوب تترجم |
ولتكونوا "صوت الفضيلة" ينساب |
رقيقاً إذا أبان وغمغم |
قد فعلتم ما كان في قدرة الأمس |
وتدعون للعطاء الأدسم |
وفّق الله راعياً: يزرع الخير |
- ويبني بالحب شعباً يُعَظّم |
ورعى الله حاكماً: حَكّم العدل |
- وسَاس الأمور رِفقاً ونَظّم |
ورعى الله رائداً: أبصر النهج |
- قويماً: فما ونى، أو أحجم |
ورعى الله قائداً: يصنع النصر |
ويعطي للنصر جيشاً مُعَلَّم |
بارك الله أمة العرب والإسلام |
- أهدى لها الفخار، وأنعم |
بارك الله أمة جَمّع الظُلْمُ |
- على الحق شملها: فتلملم |
بارك الله "موكباً" يعبر التاريخَ |
- جسراً ما بين آت، وأقدم |
نظر الله، والنبي إليه |
فإذا العز والفلاح المَغْنَم |