شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المسؤولية الأخلاقية للإنجليز عن مأساة الفلسطينيين (1)
يذكر الزعيم الإسرائيلي والإرهابي الحقيقي (مناحيم بيغين) في مذكراته، بأن الأوساط اليهودية - ومنها العصابة الإرهابية التي كان يقودها (أرغون) - هللت كثيراً لصعود حزب العمال البريطاني بعد الحرب العالمية الثانية، حيث حقق الزعيم العمالي كليمنت أتلي C.R.Attlee، نصراً على الزعيم المحافظ ونستون تشرشل - والذي كان معروفاً بالتزامه بالإيديولوجية الصهيونية.
كانت قلة في البرلمان الإنجليزي من أعضاء حزب العمال والتي تعارض تسليم أرض فلسطين العربية والمسلمة إلى العصابات اليهودية الإرهابية وعلى رأسها (أرغون) و(شيترن) وكان في مقدمة هذه القلة وزير الخارجية (أرنيست بيفين) Ernest Bevin- ومساعده (مايكل مايهو Mayhew)، وظل شبح عداء السامية يلاحق الرجلين حتى آخر حياتهما لمواقفهما المعتدلة من القضية الفلسطينية وكأن الديمقراطية الغربية قد صممت لحقوق اليهود، ولحرمان الشعب الفلسطيني من أدنى حقوق العيش الكريم، ويتحمل الإنجليز وزر الكثير من هذه المعاناة ولم تقدم حكومة بريطانية - باستثناء حكومة إدوارد هيث - على اتخاذ موقف محايد من هذه القضية، بل إن صعود هارولد ويلسون (Sir Wilson) سنة 1964م كان إيذاناً بحقبة جديدة تنحاز فيها بريطانيا بشكل فاضح إزاء الوجود الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين، ويعبر أحد أعضاء أركان الحكومة العالمية وهو ريتشارد كروسمان Crosman في مذكراته والتي نشرت سنة 1979م، بجهود من الصحافي الإنجليزي المعروف أنتوني هاورد Haward، عن تعاطفه الشديد مع إسرائيل أثناء حرب 1967م، وهو وزميله توني قرين وود Green Wood ويفتخران بأن أعظم إنجاز قدماه في حياتهما العملية هو خدمة أهداف الحركة الصهيونية مما يعني ضمنا أن ولاء بعض أعضاء حكومة العمال 1964 - 1970م لهذه الحركة العنصرية كان مقدماً على ولائهما لبلديهما - أي بريطانيا - وهو يكشف عن سر هام في تلك المذكرات وذلك عن تردد السفير الإسرائيلي في لندن عام 1967م على المؤسسة الرسمية وأن السفير Remez أخبره في زيارته - أي في مكتب كروسمان - بأن إسرائيل كانت تخطط للحرب منذ أمد وفي غفلة من بعض الزعامات العربية - آنذاك - وأن الذريعة التي استخدمتها بأن العرب كانوا البادئين بالحرب ما هي إلا خطة سوفيتية محكمة أوقعت بعض العرب في شراكها، وأن القوة العظمى الأخرى - آنذاك - الاتحاد السوفيتي لم تكن أقل حماساً لنصرة إسرائيل من نظيرتها الولايات المتحدة الأمريكية.
استقالة ويلسون المفاجئة سنة 1976م، وانتخاب الحزب - داخلياً - لـ(جيمس كالاهان) Callaghan لم يخفف من وقوف حزب العمال وانحيازه الكلي لإسرائيل، وكان اختيار كالاهان لـ (ديفيد أوين) Owen، وزيراً للخارجية سنة 1977م بدلاً عن توني كروس لاند. Crosland لقد كان اختيار هذا العضو القليل الخبرة السياسية - آنذاك - عاملاً مساعداً لبقاء السياسة البريطانية العمالية في انحيازها الكلي وغير العادل، بل المجحف إلى جانب الكيان الإسرائيلي.
إلا أن صعود (مايكل فووت) Foot لزعامة حزب العمال سنة 1979م، بعد خسارة الحزب أمام الزعيمة المحافظة مارجريت تاتشر، خفف كثيراً بجهود اليسار المعتدل داخل الحزب للاعتراف بالحقوق الفلسطينية لأول مرة في تاريخ الحزب، وكان الزعيم الآخر الذي خلف فووت في زعامة الحزب هو (نييل كينيك) Kinnok ينتقد إسرائيل بين الحين والآخر، وكان وزير خارجية الظل والسياسي المخضرم دنييس هييلي Healey الأكثر حضوراً في الساحة من حيث أن أسباب القلاقل في الشرق الأوسط هو عدم أخذ الفلسطينيين لحقوقهم المشروعة.
وخلف كينيك زعيم معتدل آخر وهو جون سميث John- Smith إلا أن وفاته المفاجئة عجلت بصعود الثنائي بلير - براون، لزعامة الحزب وبتأييد يهودي برز أخيراً في جهود المستشار اليهودي (ديفيد ليفي) - والملتزم بسياسة إسرائيل المتشددة وتمويله للانتخابات داخل إسرائيل.
نعم: لقد فتح (بلير) أذنه لنصائح هذه الشخصية ولقد عبر بمرارة النائب العمالي المخضرم - والذي يحمل لقب (اب) مجلس العموم لقضائه أكثر من أربعين عاماً في السياسة البريطانية وهو تام داليل (Dalyell Tam) نعم: لقد عبر داليل بأسى وحزن عميقين عن تخبط السياسة العمالية بزعامة بلير وانقيادها الأعمى خلف السياسة الأمريكية، ولقد دافع بلير في مجلس العموم - أخيراً - عن حق إسرائيل في امتلاك الترسانة النووية، وبرز - أخيراً - وزير ماليته (جوردون براون) والذي يتوقع البعض أن يكون خليفة بلير في زعامة الحزب ليدين الفلسطينيين على كفاحهم المشروع الذي يقوم به الأطفال أمام السلاح الإسرائيلي المدجج والأمريكي والبريطاني والألماني الصنع والتمويل فهؤلاء الأطفال والشيوخ المقعدون والنساء الحوامل هم من يدينهم (بلير) وزميله (براون) أما السفاح حقاً، والإرهابي عالمياً شارون وزميله موفاز فهما أبطال سلام!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :670  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 463 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالله بلخير

[شاعر الأصالة.. والملاحم العربية والإسلامية: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج