شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كيف تسود لغة الحب...
يتذكر الفتى انصراف القوم من (الخيمة) وكانت أصداء أصواتهم تتردد في نفسه، لقد سمع هذا الهتاف في زقاق (الطوال) وتغلغلت كلمات الحب في أعماق نفسه فكان يحس بها وهو يطوي الطريق بين (العنبرية) و(الحارة)، وكان الطريق يطول أحياناً ويقصر أحياناً أخرى، ولقد كان اليوم الذي ترك (داره) في الزاهدية، قاطعاً الطريق بين (الكاتبية) و(مسجد المصلى) ثم إلى الساحة التي كان أهل الجوار يقضون الليل فيها ساجدين وذاكرين.
كان ذلك اليوم من أكثر أيام عمره طولاً وأشدها ثقلاً وأقساها حيرة وتردداً، وعندما وصل إلى باب (جبريل) قصد (الدكة) حيث كان يقرأ القرآن، وتتلى آياته، وتعظم شعائره، فوجدها قد أحيطت بقضبان من حديد، وسأل نفسه لماذا فعلوا ذلك، لماذا حالوا بين الناس من الجالسين في رحابها دون الاقتراب منها، لماذا تركوا (القبة) يعشعش حولها الحمام وتبدو باهتة اللون؟ لماذا لا تلبس القبة حلتها السندسية؟، لماذا يحرص هذا البعض على تزيين مدخل (داره) ثم يمنعه عن مقام مثوى سيد الخلق وشفيع الناس، كيف ستظلهم رايته في اليوم الذي يشيب فيه الرضيع؟ كيف سيطلبون منه أن يسقيهم الماء الزلال من كفّ شريفة وأنامل طاهرة؟ كيف سيجرؤون على النظر إلى وجهه الكريم والتحديق فيه؟ كيف سيعرفون صورته عندما تعرض عليهم في البرزخ؟ كيف يحفه طالب العلم وواعظه أو خطيب المنبر وداعيه ثم يطلب منه أن يمد يداً إليه في آخرته؟ بأي خطاب بأي قول، بأي لسان سوف يناجيه هناك وهو يرفع صوته قائلاً: لماذا أتيتم إلى هنا حجكم مبرور، وسعيكم مشكور، أما أن تتعلق القلوب منكم بذلك (المقام) فهذا أمر محظور! وتلك جاهلية! وهذا من البدع!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :538  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 384 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.