شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الشيخان.. الزغيبي وابن صالح.. والمسلك الإيماني
ما زالت البقية الصالحة من سكان بلد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أمثال المشائخ والسادة: محمد حميدة، عبد الرحمن عويضة، عبد العزيز بن ناصر التركي، أمين مرشد، حبيب محمود أحمد، إبراهيم غلام، أسعد خليل، عبد الرحمن بن خلف الأحمدي، وغيرهم يتذكرون ذلك الرجل الصالح والزاهد الذي كان يؤم الناس في مسجد سيد الأولين والآخرين وهو فضيلة الشيخ صالح الزغيبي. وكان الشيخ ((الزغيبي)) حريصاً على إمامة الناس حتى في أوقات مرضه، ولقد ترك وراءه ذكراً حسناً وثناءً عطراً بعد مرور ما يقرب من نصف قرن على وفاته، وهو في زهده وورعه وتقواه يذكرني بالشيخ ((محمد علي التركي)) - رحمه الله الذي أدركته وأنا طفل أتنقَّلُ بين دار العلوم الشرعية والمسجد الطاهر، وكان الشيخ محمد منصور عمر - أمد الله في عمره - يحظى بمحبته وقربه. وقد أدرك فضيلة المرحوم الشيخ عبد العزيز بن صالح، بعد أن تسلم إمامة المسجد النبوي، ما للمشائخ علي كماخي، صديق الميمني، محمد منصور عمر، أدرك ما لهم من فضل ودراية بعلوم القرآن فعرض عليهم مساندته في مقام الإمامة ولكنهم اعتذروا جميعهم ورعاً منهم وتقوى وليس لمآثر الشيخ ابن صالح من نهاية، فهو كان يجل الشريف ((محمد العلمي))، أحد الحفظة والمجوِّدين لكتاب الله فكان يسند إليه القيام بصلاة الوتر في شهر رمضان المبارك، ثم خلفه في ذلك أستاذنا الشيخ ((محمد الثاني)) الذي أصبح إِماماً من أئمة المسجد مثله في ذلك مثل المشائخ: عبد المجيد حسن، عبد القادر الجزائري، عبد الله الخربوش، عبد الله بن زاحم، وكان الشيخ ابن صالح على ما يتمتع به من علم وفضل إلا أن هذا لم يمنعه من أن تشمل عنايته مؤذني المسجد من أمثال المشائخ عبد الستار بخاري، وأبو السعود ديول، وحسين عفيفي، وغيرهم، وكان في هذا المسلك يأخذ بحديث المصطفى، صلى الله عليه وسلم ، آية الإيمان حب الأنصار أنظر: صحيح البخاري، كتاب مناقب الأنصار)).
وكان يخرج إذا ما سمحت له مقتضيات العمل وهو القضاء الشرعي، مع جنائز المسلمين الخاصة منهم والعامة، ويواسي ذويهم.. ولم يكن بعيداً عنه في هذا المسلك الإيماني الشيخ عبد الله بن عثمان الصالح - والد الدكتور ناصر الصالح - وأخوه الدكتور محمد الذي كان مسؤولاً مع السيد أحمد الرفاعي عن شؤون الحجرة النبوية، وكان عمله في هيئة الأمر بالمعروف ورئاسة الحرمين الشريفين رجلاً سمحاً، عطوفاً، واسع الأفق. ولا يزال القوم في البلدة الطاهرة يجدون في مسلك هؤلاء المشائخ الأفاضل نموذجاً لما ينبغي أن يتمتع به رجل العلم من خلق وفضل معترفاً للآخرين بما أعطاهم الله أو منحهم إياه من جيرة، أو معرفة ودراية.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :677  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 313 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .