شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
العلوم الشرعية وبواعث الوفاء
تزحف جموع الطلاب من جميع أنحاء البلدة الطاهرة إلى تلك البقعة التي تفصل بين بقيع الغرقد الذي سألت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماذا تقول عند زيارة من أكرمهم الله بالتُّربة الطَّيبة؟ قال صلى الله عليه وسلم: قولي: السلام على أهل الديار المؤمنين. والحديث رواه الإمام مسلم وأحمد بن حنبل. في البقعة التي تفصل بين باب الجمعة والمسجد الشريف حيث رقد سيد الخلق وهاديهم عليه صلوات الله وسلامه، يقوم بناء المدرسة التي تلقت فيها النخبة من أبناء هذا الوطن تعليمهم وثقافتهم، فيها كان يدرس ((الشيخ أبو الطيب الأنصاري)) من تلقى عليه العلم الرواد من أمثال الأساتذة عبد القدوس الأنصاري، ضياء الدين رجب، محمد علي الحركان، عبيد وأمين مدني، علي وعثمان حافظ، السيد أحمد العربي، أسعد طرابزوني. كما يدرس فيها العالم الذي جمع بين علوم النقل والعقل الشيخ أمين طرابلسي، ولقد أفاد من الشيخ الطرابلسي كل من الأساتذة محمد موسى الحافظ، محمد عمر توفيق، محمد حميدة ولقد أدرك جيلي الذي أنتمي إليه في مدرسة دار العلوم الشرعية عدداً من رجال العلم وممن كانت سلوكياتهم تتواءم مع العلم الذي يحدثون أو يعظون به طلاب العلم، ومن هؤلاء الأستاذ الذي كان يتقن علوم الرياضيات وعلوم لغة القرآن ويجيد نظم الشعر باللغتين العربية والإنجليزية وهو المرحوم الأستاذ عبد الرحمن عثمان والد د. أسامة ود. نعيمان والأساتذة أنس وحسان وزاهر وعثمان. وقد ورث الأبناء عن آبائهم قول الشعر.
ويعتبر أسامة أحد المجددين في الحركة الشعرية في بلادنا، وأحد الأكاديميين الذين تفتخر بإنجازاتهم العلمية جامعة الملك سعود بالرياض، وكان أخ للأستاذ عبد الرحمن، هو الأستاذ أحمد عثمان صاحب روح مرحة، ونفس كريمة يدرِّس مادة الحساب، أما الأساتذة بكر آدم، رجب أبو هلال عُمر عينوسة، أحمد السنوسي التونسي، حمزة حوحو، عاشور المشهراوي، عمران الحسيني محمود، بكر عبد الملك النعمان، خليل حبب الرحمن، سليمان سمان، حسين عفيفي، فكانوا أطواداً شامخة في سماء المعرفة التي كانت تمنحُ من تلك الأجواء العلمية التي عرفت بها مدينة الحبيب عليه صلوات الله وسلامه، منذ عشرات القرون، وكان يوم استلام الشهادات في نهاية العام يوماً مشهوداً يأتي فيه مدير المدرسة وسليل أسرة العلم، وصاحب العقل الراجح، واللسان العف السيد حبيب محمود أحمد، فهو النَّبْتُ والغَرْسُ الصَّالح لمؤسِّس هذا الصرح العلمي الكبير المرحوم السيد أحمد الفيض آبادي الذي حدثني أستاذنا الفاضل أمين عبد الله القرقوري أنه كان في فترة ماضية أدركها الأستاذ القرقوي، يحرص كل صباح على مصافحة طلاب المدرسة وتفقد أحوالهم.. إنَّني عندما أكتب عن أبي أحمد وتراث أجداده فإن الباعث وراء هذا هو شيء مِنْ الوفاء لصداقة استمرت بين والدي وبينه دامت لعشرات السنين، وكان مما أوصاني به صاحب العمامة الصّفراء، واللسان الصريح، والقلب العطوف، كان مما أوصاني به ابن العنبرية وقباء والمناخة قبل أن تصعد روحه لبارئها أن أبر أحبابه وفي مقدمتهم هذا الرجل الذي أكرمه الله بالتواضع وحسن الخلق، حبيب محمود أحمد.
لقد عرفت معنى الحرف في العلوم الشرعية، وأدركت سعة الأفق، ورحابة الصدر، والتأدب مع جيران رسول الله صلى الله عليه وسلم وإكرامهم عند مشائخ بين الصفة وباب السلام، وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما قال: آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بُغْض الأنصار متفق عليه. ويا أمان الخائفين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :697  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 307 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج