إلى ذلك السيف العربي الذي علمني أن للباطل ألف وجه ولكن للحق وجه واحد..
إلى الذي علمني أنه كما للعرض شرف فللكلمة أيضاً شرف.
يا أبا علي..
يوم توقف قلبك عن النبض اسودت الدنيا في عيني وحاصرني الظلام من الجهات الأربع.. ولكن في أول ليلة بعد رحيلك بدأت أرى كل طريق أسير فيه مزروعاً بالمصابيح التي تركتها لي.. تلك المصابيح التي لم تكن داخلة في التركة..
كيف أهدي إليك هذا الكتاب وما فيه من كلام إذا كنت أنت الكتاب وأنت الكلام.
وإلى والدتي.. يا أم عاصم..
يقولون: إن الأم (نهر من الحنان) فإذا كان الأمر كذلك.. فأنت أطول أنهار العالم..
ويقولون: إن لكل نهر منبعاً ومصبًّا. فإذا كان الأمر كذلك. فكل الأنهار تنبع منك وكلها تصب فيك..
لو كان البر بك شجرة.. لزرعت الدنيا أشجاراً..
ولو كان الوفاء ماء لحملت كل المحيطات ووضعتها بين يديك..
حين أسمع منك كلمة رضى تتحول غابات حزني إلى فرح لا ينقطع..