شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الدول الأوروبية.. والضحك على الدقون
قرار الجمعية للأمم المتحدة، الذي سميناه تاريخياً، إذ نال موافقة الأغلبية الساحقة من أعضاء الجمعية العمومية، ورفضته ثلاث دول هي الولايات المتحدة الأمريكية ودولة العدو الإسرائيلي، وكندا، امتنعت عن التصويت عليه، ثلاث وعشرون دولة، لم تعلن الأمانة العامة للجمعية العمومية أسماءها، ولكنها قالت إن بينها دولاً أوروبية، أو بعض الدول الأوروبية.
ولا تحتاج المسألة إلى ذكاء عربي، لنعزز، أن الدول الأوروبية التي امتنعت عن التصويت هي التي يمكن أن توصف بأنها ذات الوزن الثقيل، كبريطانيا وفرنسا، وألمانيا الغربية ولا بد أن لا نستبعد السويد والنرويج. والامتناع عن التصويت، طريقة ذكية لتخفيف صدمة الرفض الصريح الذي لم تتردد في إعلانه السيدة (كيركباتريك) رئيسة وفد الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، بكل شحنة الشراسة والعنف القوي التي تشتعل وتغلي في صدرها ضد العرب والفلسطينيين.
ورفض أمريكا لمضمون القرار، مسألة مفروغ منها، ولا شك أن جميع أعضاء الجمعية العمومية الذين وافقوا على هذا القرار كانوا يعرفونها مقدّماً، بل ومنذ دار الحوار عند اقتراحه من قبل مجموعة دول عدم الانحياز.. ولا أهمية من أي نوع لرفض أو موافقة كندا.. ولكن امتناع الدول الأوروبية عن التصويت يستحق وقفة تقفها الدول العربية من هذه الدول التي ما زال يسيطر علينا وهم اهتمامها بقضية الشرق الأوسط، منذ صدروا مبادرة أو مشروع البندقية منذ عشر سنوات.
الواقع الذي يجب أن نعيه، وأن لا تغفل عنه، هو أن هذه الدول، لن تفكّر أبداً في الخروج عن الخط الذي ترسمه الولايات المتحدة الأمريكية.. وهو نفس الخط الذي لن تستطيع أمريكا الانحراف عنه، لأن إسرائيل هي مركز التخطيط، لمسار القضية، في اتجاه مصالحها، ولا يهم أمريكا ولا هذه الدول الأوروبية، أن تكون هذه المصالح عدوانية، طاغية، ملوثة اليد بأعمال الاغتصاب، والقتل الجماعي، وسرقة الأراضي، والعبث بأمن واطمئنان سكان الأرض المحتلة من الفلسطينيين.
لقد امتنعت الدول الأوروبية ذات الوزن الثقيل عن التصويت على القرار الذي وافقت عليه 121 دولة من دول العالم، والذي نص - نقاطاً أخرى - على ضرورة انسحاب إسرائيل الكامل وغير المشروط من الأراضي الفلسطينية والعربية الأخرى التي احتلت منذ عام 1967.. وماذا يمكن أن يعني الامتناع عن التصويت سوى المهذّب الماكر، وفي نفس الوقت الانحياز إلى الولايات المتحدة، وإلى إسرائيل.
ليست لدي أية أرقام عن حجم التبادل التجاري مع الدول الأوروبية، ولكن لا شك أبداً في أن أسواقنا طافحة بما نستورده من بلدانها.. بل لا شك أيضاً في أن بعض الدول الأوروبية التي أصفها بأنها ذات الوزن الثقيل، يسيل لعابها طمعاً في عقد صفقات الأسلحة التي تبتز من ميزانياتنا ألوف الملايين من الدولارات.
ما الذي يمنع أن يكون لنا معها موقف مساومة؟ ما الذي يمنع أن يكون بين شروطنا لاستيراد منتجاتها، ولعقد صفقات السلاح معها، أن تدعم قضية المصير التي لا تزال تبتز رحيق الحياة في عظامنا منذ ثلاثة عقود من السنين؟
لم نجرّب حتى اليوم غير سلاح النفط، في حرب العاشر من رمضان عام 1973، فما الذي يمنع أن نجرّب سلاح رفض منتجات أوروبا وأمريكا، إلى أن تتم تسوية قضيتنا المعلّقة مع إسرائيل؟
مجرّد سؤال.. أدعمه بـ (لا حول ولا قوة إلا بالله).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :566  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 64 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج