شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة المحتفى به فضيلة الشيخ الداعية أحمد ديدات ))
ثم أعطيت الكلمة للمحتفى به، فتحدث باللغة الإِنكليزية الحديث التالي:
- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم.. وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
- الإِخوة الأعزاء: لست أدري كيف أستطيع الرد على الكلمات التي طوق المتحدثون بها عنقي، وأشادوا فيها بعملي؟.
- إنني مسلم حديث عهد بالإِسلام. زار كثير من العرب المسلمين موطن آبائي وأجدادي الهند، وتعاملوا مع شعبها. وقد قيل لي قبل إسلامي أن العرب أناس طيبون، ورغب أهلي أن أكون واحداً منهم، ولذلك قبل الإِسلام، وكنت أحد الذين دخلوا الإِسلام في تلك البلاد. ثم إن الواجب يقضي بأن أعترف بالفضل للشيخ عبد المقصود خوجه، الذي استضافني في نُزُله عدة مرات، وقدم لي التسهيلات الكثيرة. إن الكلمات لن تستطيع أن تفيه، ولكـن أدعو الله أن يجزيه عني خيراً.
- أيها الإِخوة الأفاضل.. إن الآية التي تلوتها عليكم. في بداية كلمتي وهـي: وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون عندما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم، أخذ يفكر فيها، وكيف يبلغ رسالة الله إلى الجزيرة العربية، فأرسل الله سبحانه وتعالى جبريل الأمين عليه وقال له بلسان ربه: لم نرسلك إلا كافة للناس للبشرية جميعاً بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون. أي أن الغالبية من البشر لا يعلمون ماذا تفعل وماذا تقوم به، فلا مجال للراحة يا محمد، فهناك الكثير يجب القيام به.
- فكتب خمس رسائل إلى كسرى ملك الفرس، وهرقل إمبراطور الروم، والمقوقس ملك مصر، والنجاشي إمبراطور الحبشة وإلى هوذة بن علي صاحب اليمامة يدعوهم فيها إلى الله سبحانه وتعالى. وانطلق بها خمسة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قطع كل منهم أكثر من 1500 ميل عبر البحر الأحمر وإلى بلاد الروم والشام لتبليغ الرسالة.
- إنها كلمة كافة للناس.. ولكن أكثر الناس لا يعلمون. لقد اطلعت على إحدى الرسائل التي وصلت إلى القسطنطينية في متحف توكابي وقد علاها الغبار، فإذا بها تقول: "بسم الله الرحمن الرحيم.. من محمد رسول الله إلى هرقل إمبراطور الروم، أدعوك إلى الإِسلام"، وهذه الآية: قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم.
- لقد كانت الرسالة التي بعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ملوك ذلك الزمان منذ 14 قرناً، ويدعوهم فيها إلى عبادة الله وحده، بينما نحن نتلو القرآن الكريم في رمضان وغير رمضان ونقرأ هذه الآيات، ولكننا لم نقم بتبليغها إلى اليهود والمسيحيين.
 
- لقد توقف المسلمون عامةً عن الدعوة، وذلك أمر يؤسف له. ويرجع ذلك إلى فقداننا القدرة على الإِقناع وإبلاغ الدعوة، وأصبحنا نشعر بأننا لا حول لنا ولا قوة على إقناع اليهود والمسيحيين، وفشلنا في نقل رسالة الإِسلام إليهم. لو رجعنا إلى قول الله سبحانه وتعالى: بسم الله الرحمن الرحيم قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكـم، لقد قام النبـي صلى الله عليه وسلم بأخذ هذه الكلمة، ووضعها موضع الفعل والتنفيذ، وجازف بأرواح الصحابة، وقام بدعوة الأمم الأخرى. ولو كانت له الوسائل التي لدينا الآن موجودة في ذلك العصر لكان من الممكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يملأ الأرض بهذا القرآن، ويحيل الأمم كلها إلى مسلمين.
 
- إني جئت من جنوب أفريقيا حيث يوجد بها أقل من نصف مليوناً مسلم، أي 2% من السكان هناك، وإن الظروف قد اضطرتني إلى القيام بالدعوة، وأرغمتني على مخاطبة الناس هناك. ولو دخلت في تفاصيل ذلك لأطل علينا ضياء الصباح قبل أن أنتهي من شرح ذلك. وقد قمت بإيجاد مركز لنشر الإِسلام سنة 1958م، ونشرت كتباً خصيصاً موجهة لليهود والمسيحيين، كما قمت بطبع القرآن الكريم، ووزعنا حوالي 60.000 نسخة من المصحف المترجم إلى الناس هناك. كما قررنا طباعة 25.000 أيضاً قبل أن أغادر تلك البلاد، وأنا بصدد وضع برنامج طموح لتوزيع 100.000 نسخة من القرآن الكريم.
- وإننا نسعى جاهدين في توسيع نطاق التوزيع، وسنحاول إرسال كميات كبيرة من المصحف إلى أمريكا وإلى موريشيوس، حيث تزداد حاجة المسلمين إلى الكتاب كسلاح يستطيعون فهمه ومقارعة الآخرين به. وهناك فرصة بطبيعة الحال في أمريكا لهذا الأمر.
 
- وإن المشكلة التي تواجه العرب والمسلمين هي إسرائيل، لقد دخل العرب الحرب ضد إسرائيل عام 1948م، وعام 1956م، وعام 1967م، وفي كل مرة تكون نتيجة الحرب انهزام العرب وانتصار اليهود.
 
 
- في الواقع نحن لا نحارب إسرائيل بل نحارب أمريكا، وعندما استطاع السادات سنة 1973م أن يحقق شيئاً من الانتصار، قامت أمريكا بإرسال الأسلحة مباشرة إلى إسرائيل. في الواقع نحن لا نستطيع محاربة أمريكا، وأمريكا يهمها ألا تغضب إسرائيل، لأن كل مرشح للرئاسة في أمريكا يعتمد على الأصوات التي يدلي بها اليهود المقيمون بأمريكا.
 
- لقد قال هاري ترومان عندما سئل بعد اعترافه بإسرائيل، بعد إعلان استقلالها بدقيقتين: لماذا لم يصنع حسباناً لغضب مائة مليون عربي 100.000.000 عربي، لهذا الاعتراف؟ فقال لا يوجد عرب فـي دائرتي الانتخابية، وإنما الذين يمنحونني أصواتهم هم اليهود.
 
- وهناك حوالي 6.000.000 يهودي في الولايات المتحدة في ذلك الوقت، وأما عدد العرب فلا يوجد أكثر من 100.000.
 
- وأمريكا أيها الإِخوة لن تسمح بتصدير ستة ملايين مسلم لأراضيها، لذلك فلا بد لنا من أن نلتمس وسيلة أخرى وهي أن نجعل الناس هناك يقبلون على الإِسلام ويعتنقونه. فهناك المسلمون السود، والبلاليون، وغيرهم ممن يتوقون إلى الإِسلام والتمسك به. وذلك للرد على ما يقوم به المسيحيون. إن ثمة طائرة أواكس واحدة تسهم في حل كافة المشكلات، وتؤدي إلى شل أصوات اليهود هناك، وجعلها ليست ذات قيمة. ومتى انتهت هذه المشكلة فإننا نستطيع حل مشكلة إخوتنا الفلسطينيين، وبالتالي ندعو إلى الإِسلام، ونرضي الله سبحانه وتعالى. وكل هذا يمكن القيام به بأقل من قيمة طائرة أواكس واحدة، ونجعل أمريكا حصناً للإِسلام.
 
- وأخيراً نسأل الله أن يجزي المضيف خيراً عنا لأنه أتاح لنا هـذه الفرصة.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :564  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 76 من 133
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج