وأبناء الفلاحين في الريف المصري كان يتخرج منهم نوابغ من الدارسين في المعاهد. لا يلزمون بأجر، ويقتاتون بما يجري عليهم من الرزق، وتعلَّم واحد منهم فنال جائزة العالمية حتى إذا أراد العودة إلى القرية فرحاً قال له شيخه: اصبر ثلاثة أشهر لتتعلم السياسة فلم يصبر، وذهب إلى القرية فاستقبله الخاصة من أهله ومعارفه بالاحترام واستبشروا به، وذهب إلى صلاة الجمعة في مسجد القرية ولم يعرف أن للإمام مكانة كبرى؛ لأنه المعتقد كأحد أشياخ الصوفية. وسمع خريج المعهد خطبة الشيخ فإذا هي تخريف، وأقوال لم تصح حتى إذا انتهت الصلاة قام المعهدي يرد على الشيخ وينصح أهل القرية.. يعلمهم الصواب فثار المصلون ينتصرون للشيخ، يضربون العالم المعهدي ويطردونه من القرية، ورجع إلى شيخه في المعهد فقال له أستاذه ألم أنصحك لتتعلم السياسة فبقي ثلاثة أشهر يتدرب على أستاذه، وتعافت جراحه وصمم على الرجوع إلى القرية يدخل المسجد يسمع خطبة الإِمام الذي طرد من أجله حتى إذا انتهت الصلاة قام خطيباً معتذراً قائلاً: إن إمام المسجد رجل جليل.. وقد أخطأت عليه وأبشركم أني رأيت رسول الله صلَّى الله عليه وسلم في المنام يقول هذا الإمام مبروك، من تناول شعرة من رأسه أو لحيته دخل الجنة.. فهب الجالسون كلٌ يخطف شعرة فإذا الإِمام أصبح أصلع والدماء تسيل من رأسه وذقنه.
حكاية قد تكون كاذبة. وأكذب ما فيها رؤية رسول الله صلَّى الله عليه وسلم ولكن أصحاب الحواشي يترخصون بالموعظة أو حتى للإضحاك.