الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > بحبوح

بحبوح

وأشغلني هذا اللقب (بحبوح) أطلقه كاتب هذه التمثيلية التي شاهدناها في تلفازنا، أطلقه الكاتب لقباً مشيناً بهذا السلوك الذي تسعَّر في سلوك البطل بحبوح فشغل بجمع المال من أي طريق حتى مارس التسول مع أن لديه ما ملك من المال الذي جمعه، فالأفلام والتمثيليات سيطر على كتابها عاملان؛ تطبيق نظريات علم النفس وتجسيد الواقع بهؤلاء الذين تبحبحوا لا يقنعون بما ملكوا حتى هتكوا أنفسهم، فردود الفعل جسدت فعلاً شائناً وقد شغلت بهذا البحبوح، أنكرت هذا اللقب على الصورة المشينة مع أنه في استعمالنا نحن العوام تدل البحبحة على السعة والانشراح، فالضحوك بحبوح والكريم بحبوح، فأخذت أمشي إلى لسان العرب فإذا المادة واسعة تشمل بح صوته إذا غلظ حتى وصلت بالمراجعة إلى هذا النص من لسان العرب فإذا نحن العوام نحسن استعمال هذا اللقب كما هو الذي جاء في الفصحى لغتنا الشاعرة.

لهذا أنشر هذا النص هكذا من لسان العرب:

قال الفراء: البحبحي الواسع في النفقة، الواسع في المنزل وتبحبح في المجد أي إنه في مجد واسع، وجعل الفراء التبحبح من الباحة ولم يجعله من المضاعف، ويقال القوم في ابتحاح أي في سعة وخصب والأبح من شعراء هذيل ودهاتهم والبحبوحة وسط المحلة. وبحبوحة الدار وسطها قال جرير:

قومي تميم هم القوم الذين همُ

ينفون تغلب عن بحبوحة الدار

وفي الحديث أنه صلَّى الله عليه وسلم قال: من سره أن يسكن بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد.. قال أبو عبيدة: أراد بحبوحة الجنة وسطها وقال: بحبوحة كل شيء وسطه وخياره.

ويقال قد تبحبحت في الدار إذا توسطها وتمكنت فيها والتبحبح التمكن في الحلول والمقام، وقد بحبح إذا تمكن وتوسط المنزل المقام.

وهكذا أريد من القارئ أن يكون في بحبوحة العيش عن طريق الخلق لا عن طريق الاختلاق، فالطريق السوي سهل المسالك، ليس في المهالك والطريق الوعر فيه التهالك.