فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
الرئيسية > كتاب الاثنينية > الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ محمد حسين زيدان > الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ محمد حسين زيدان - الجزء الثالث - النثر > مخلاة الكاتب كشكول القارئ > ذو القرنين
ذو القرنين وسمعت شيخاً سألوه عن ذي القرنين فأخذ يسرد ما ورد عن فلان وعن فلان من تلك الأقوال في بعض التفاسير، فما رضي عن بعضها ورضي عن قولهم أن ذا القرنين هو الإسكندر المقدوني أي إنه أعجمي، غير عربي، اقتصر على ما قرأ ولم يتصل بالمقريزي المؤرخ، ولم يفكر في أن القرآن الكريم لم يخبرنا عن الأولين، إلا وهم من العرب، فعاد وثمود وأصحاب الأيكة وفرعون والملكان في بابل وسبأ وسيل العرم، كل هؤلاء لم يكونوا إلاَّ من أبناء هذه الأرض العربية جلّهم من قحطان وأقلهم من كلدان، وما جاء ذكر رسول نبي لم يرسل إلاَّ وهو من هذه الأرض، فما أحسب أن مكان الذكر لأعجمي، فلا بوذا ولا برهمة الهندي ولا كنفوشيوس، فذو القرنين بما ذكرت هو ما صح عن المقريزي وغيره من المؤرخين أنه العربي القحطاني الحميري اليمني وليس هو المقدوني، فالإسكندر لم يعش أكثر من ثلاثين عاماً، وبعد أن شب لم تكن أيام رجولته أكثر من خمسة عشر عاماً وذلك وقت يبعد أن يصل فيه أو به إلى مغرب الشمس وإلى مشرق الشمس، فالمصعب بن الحارث هو ذو القرنين، ونَجِدُ برهاناً في الصين من الذين لم يعودوا إلى يمنهم، إلى جزيرتهم فمكثوا في الصين وهم الطائيون كان لفيفهم مع حمير فمكثوا في الصين يطلقون عليهم (الطاشين) فالطائي مازال في الصين كما هو في الأهواز يلقب بالطاشي، وليس بعيداً أن تكون قبائل البربر في المغرب العربي من بقايا حمير؛ ثبتوا على الأرض فأثبتوا عروبتها وحين أقبل الفتح العظيم واستقبل المغرب بني هلال لم يرفض المغاربة هؤلاء البربر أن يكونوا العرب؛ لأن أرضهم لم تستعجم؛ فأرضنا من الخليج إلى المحيط عربية معربة هضَّامة تصهر ولا تقهر، لهذا ينبغي أن نعنى بالتاريخ نفقه ونثبت ونحن اليوم بحاجة إلى أن نكون رافضين لأي سلبية ضد تاريخ العرب. من ذلك قول شيخ يفسر قوله تعالى عن الشمس، وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ (الكهف: 86). أي إنها غابت في الأفق على المحيط فقال هذا الشيخ (إنها تغطس في البحر يسمعها قالت طش) أي إنها جمرة نار غطست في الماء فسمع صوت انطفائها، أفلم يعرف هذا الشيخ أن الشمس لو مست البحر لكان الدمار؟! إنها ليست جمرة، ولعلّ أحد الذين وقفوا على ساحل المحيط في المغرب سمع خشخشة الموج فظن أنها طش رواها كأنها خبر علمي.
طباعة تعليق  القراءات :683  التعليقات :0
صفحة 599 من 1092

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج