شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
- إلى مصر - نصر العاشر من رمضان حطين الرابعة
وفي هذا المساء وقبل أن تغيب شمس اليوم السادس من أكتوبر أخذت أكتب عن نصر العبور فلم يكن لجيش مصر هذا النصر لمصر وحدها وإن زهت به وذلك أنه نصر. نصر الإسلام بسلاح عربي أمسكت به يد مصرية وتماسكت مع مصر كل يد عربية عرفت ماضيها الأبيض لتحارب حاضرها الأسود، فأغلب العرب شرق السويس كانوا ردئاً لجيش العبور.
فدمشق خاضت المعركة ردئاً ناصراً، أما المملكة العربية السعودية فقد كان فيصلها الملك في مركز قيادة يشد الأزر للذين حاربوا ويدعو إلى شد الأزر من الذين ينبغي أن يحاربوا وما يوم حليمة بسر. إن العاشر من رمضان وكأنه الرابع من هذا الشهر، يوم بدر، الفتح المبين، أيام حطين كلها رمضانية. ولئن قلت إن هذا النصر هو حطين الرابعة فما تزلفت لمصر وجيشها، فحطين صلاح الدين مصرية مسلمة عربية، وعين جالوت ((وإاسلاماه)) مصرية عربية، وانتصار شجرة الدر وفي المنصورة أسرت لويس التاسع كان نصراً مسلماً عربيًّا لهذا كله أبرق الملك فهد يهنئ مصر إلى رئيسها أحد القادة في جيش العبور اسمه محمد حسني مبارك وكأنما الملك فهد قد هنأ نفسه لأنه كان يشد أزر أخيه الملك فيصل يوم كان مع العبور وللعبور وعرفت الدنيا كلها ما صنعه سلاح مصر بيد أبنائها يخوضون البحر المشتعل يحطمون جبلاً من التراب بناه اليهود حاجزاً لجيش العبور فإذا كلمة الله أكبر استقطبت كل ما حولها بكل الحول الذي لها تدمر خط بارليف ليس بقنبلة ذرية وإنما هذه القنبلة عزيمة الإيمان بالله وبكلمة الله أكبر.. لم ينفرد الجندي المسلم بها وإنما كان مع المصري القبطي فكأنما الخبر قد صادق المعجزة ((إذا فتحتم أرض القبط فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً فإنهم من خير أجناد الأرض))، خط بارليف قوة مانعة لكنها لم تمتنع عن كلمة الله أكبر، فإذا جيش مصر يعبر وإذا ضمغمة اليهود يقولون للحبل من الناس أغيثونا إنه الزلزال وأي زلزال أكبر من تحطيم خط بارليف الذي جعل الدنيا كلها تعجب من ذلك حتى قالوا إن العرب أصبحوا القوة الثالثة، ولقد أمسك الملك فيصل بسلاح البترول لا يطلقه رصاصة على اليهود وإنما انطلق به قوة البترول على الدنيا كلها، فمصر قبل العبور وأيام العبور كانت عينها على المملكة العربية السعودية، وما دمنا نتحدث عن الملك فيصل وقد كنت رئيساً لتحرير جريدة البلاد أصدر أمره إليّ عن طريق السيد عمر السقاف لا تسمح بأي معابة على النصر في بورسعيد تنشرها في الجريدة، لأننا شركاء فيها، ولم يكن هذا تبرعاً من الملك فيصل وإنما هو حتم الوراثة، فنحن في هذا البلد كان قائد الفتح منه وجيش الفتح منه فهو لا ينسى أيامه البيض، لأنه ليس كالذين يتناسون الأيام البيض، وحتى إنهم لا يبكون من اليوم الأسود فضحكات الفرقى لا تزال ساخنة تتناسى اليوم الأبيض فالعبور يوم أبيض كحطين، كعين جالوت، كالمنصورة، ولكن العبور نسيه حتى أهله بعد أيام ينشرون بعض المآخذ ويقتلون الآخذ والعرب اليوم مازال الأمل فيهم كبيراً أن يثوبوا إلى رشدهم، فالحرب اليوم ضد اليهود لم تعد حرب كفاية قامت بها مصر وساندتها المملكة العربية السعودية، وإنما هي حرب عين على كل عربي، فالبيضة ما زالت تغزى، فأليس القدس هي البيضة وأليست فلسطين كلها البيضة وجنوب لبنان والجولان بيضة وأحسب أن اليقظة بدأت تأكل الذين تناوبوا، فالملك فهد في تهنئته إنما يقول دعوني أرسل تهنئة لقومي العرب حين ينقذون أنفسهم من هذه الأيام السود.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :715  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 590 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.