شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تلفزيوننا العزيز وأفلامه
شاهدت التمثيلية المتلفزة، عن سيف الدولة وأبي العشائر فأرهقتني في ثلاث صور:
ـ صورة الدس بين البطلين من أرومة واحدة ونبع واحد، كلاهما حمداني، لبس الإمارة فألبس دولته عزة العربي، ونبل الفروسية.
فدخل بينهما واغل ((جندية)) أكله الحقد، وأعمته الحفيظة، فأغرى أبا العشائر بابن عمه ورأس دولته. أراد أن يكسر الشوكة، ويميت القوة، يحطب في حبل الروم فسمح له أبو العشائر، وعبأ جيشاً يقاتل به أهله..
وكادت تقع الكارثة، لولا أن سيف الدولة ترك الأرض براحاً دون حراسة، يشرع أبواب حلب ليدخل أبو العشائر، فلم يسد الثغور، وذهب بكل قوته يصد الروم..
ـ موقف سيف الدولة ينكر الخلاف، ويرضى أن ينتصر عليه ابن عمه، ولا تأكله المخافة والحفيظة فيشغل نفسه وجيشه في لقاء ابن عمه.
تركه لأعراقه ودينه وأخلاقه.. فأثمرت خطة علي بن حمدان سيف الدولة ممدوح المتنبي أبي الطيب أحمد بن الحسين شاعر الدنيا.
ـ صورة العفة في نفس أبي العشائر، أجاد عوني المصري تمثيل دوره فيها.. كما أجاد ((جندبة)) تمثيل دورالخائن الدساس..
كاد يضع أبا العشائر في فم التاريخ.. لكن الحيرة من خطة سيف الدولة ترك له الأرض دون حارس هي التي أهدته إلى الطريق.. ثم موقف البنت العريقة، والحب الصادق والإخلاص في الحبيب.. حبب العشق للأرض وابنة العم.
هذا الموقف كان صمام الأمن.. قيد أبا العشائر ليرجع إلى هداه.. فلقد نزع إلى عرق وخشي العار، فإذا هو يطبق بجيشه فينتزع النصر بعد أن كادت الهزيمة تحيق بسيف الدولة.
في هذه اللحظة تذكرت قول أبي الطيب في سيف الدولة وتذكرت تندر سيف الدولة في المتنبي في حادثة وقعت.. فدمعت عين، بعدها ضحك سن!!
• العجوز في حاجة إلى النوم كما حاجة الطفل.. كلاهما يبدأ مرحلة الطفولة..
فالعجوز قد عاد طفلاً من جديد.. كل المتعب أنه لا يعرف ذلك، وإن كان تعامله كتعامل الأطفال، وكل المرهق أن من حواليه لا يعرف ذلك أيضاً فيزعجونه بالاحترام الذي يقصيه.. بينما هو يريد الحنان الذي يدنيه.
أكبر مشكلة عندي - كعجوز! - أني عرفت الطفولة فيَّ، ولكنهن لم يعترفن بعد!!
سعدت بهذه الفكرة فذهبت أنام في الخلاء نوماً عميقاً كان يحسدني عليه أيام زمان صديقاي محمد عمر توفيق، وياسين طه.. لقد كانا حريصين - لا أقول من حسد وإنما عن غبطة - أن يزعجا نومتي، ولكني كنت أنام رغم صراخهما.. في حسبانهما أن الصراخ يزعجني بينما لو سكتا عن هذا الصراخ لأفقت، ونالا بغيتهما!!
لقد نمت في الخلاء أمس على عكس ذلك المثل الذي يقول:
((الشيخ يسهر في الخلا، وينام في الملا)) توحشه الوحدة فلا ينام.. تؤنسه الجماعة فينام.. أفليست هذه طفولة؟!!
إن الذي أنامني هذه النومة الحلوة هو ((دكتور هول)) حينما تحدث إلى زوجه في الحلقة من المسلسل الذي شاهدته ليلة أمس.. تحدث الدكتور هول بشيء من الحنان عن أستاذه الذي عاد من باريس.. علمه، ثم انتقل إلى باريس كهلاً وعاد عجوزاً.. كان الوفاء مجسداً في الدكتور هول لأستاذه، وكانت الأنثى التي تحترم عواطف زوجها أشد حناناً منه على أستاذه..
يظهر أن هذه تربية نشأ عليها، وذهبا إلى الأستاذ، وكانا يعرفان مجلسه في حديقة ما.. عرفاه بنفسيهما، وكان حصيفاً حلواً.. جلس الدكتور مدير الجامعة بين يدي هذا العجوز كأنه التلميذ الأول.. يدغدغ عواطف الشيخ. وكانت الزوجة تستجيب لهذا الحنان.. تحامل الشيخ كأنه أبوها. وعرض الدكتور على زملائه الأساتذة يسألهم عن الطريق لمساعدة الشيخ.. بعضهم اقترح العون على صورة الإحسان لكنه رفض - أعني الدكتور هول - قال: ((إن البروفيسور لا يقبل إحساناً)) وأخيراً قرر مجلس الكلية أن يعيّن الأستاذ بصورة شريفة.. يرجونه أن يكتب الجزء الأول من تاريخ ((إيفي)) يأخذ جزاء المؤلف.. مبلغاً يسد الحاجة. كانت المشكلة أمام الدكتور هول في الطريقة التي يبلغه بها ذلك، وبكل الاحترام عامله بأسلوب الحياة للذكريات: قال له:
ـ ((هلم نتناول طعامنا في مكان نظيف)) فما استجاب الشيخ لأن العجوز من الصعب أن ننتزعه من مكان ألفه مهما كان الترغيب، ولو كان هذا المكان كرسياً في حديقة، لكن الدكتور هول يعرف الطفل في العجوز.
فقال: نتناول الطعام في مطعم سماه.. كان العجوز يرتاده دائماً أيام شباب.. أثار فيه الذكريات..
• لمحة خاطفة شاهدتها أمس في مسلسلة ((بونانزا)). ((لتل جو)) أصغر الشباب كان فرجينيا يسرع إلى المهارشة والقتال في أكثر الحلقات، لكنه في حلقة أمس كان الحيلولة الصاخبة المضطربة يقف ضد العداوة.. يحول دون القتل والقتال.. قلم في جانبه: غريب.. ما هذا التبدل في هذا الفتى؟!
ـ قلت: الحب.. في هذه الحلقة فتاة ستظهر بعد.. علميه ألا يكون فرجينيا، وأخيراً صدق حدسي فإذا هو روميو على صورة مصغرة، وإذا هي جولييت في صورة مكبرة!!
وانتهت الحلقة بالكلمة المجنحة حينما شهقت شهقة الموت بين يديه:
ـ إنها قالت لي: ((لن تكون صلة رحم بين أهلي وأهلك!)).
كانت العبارة تنفي الصلة في سامع تجرد من الفهم، لكنها في أذني كانت الفهمة لهذا الحائل البعيد المدى.. العميق الأثر.. المفرق بين الأحباب: الموت!!
• أتابع بإصرار - وللمتعة والتزود بفكرة طريفة - الحلقات المسلسلة التي تعرض ((الدكتور هول)) عميد كلية - إيفي - فيها شيء يحرك الفكر النفسي، ويرمي إلى بعيد.. يقرب إليك هذا البعيد كأنه السهل الممتنع - حلقات مخدومة..
في الحلقة قبل يومين عرضت مشكلة الطالبة المثالة، والتمثال الذي صنعت، وموقف العضو في مجلس إدارة الكلية وموقف صديق المثالة، ثم موقف الدكتور هول نحو هذه الطالبة التي صنعت تمثالاً تريد أن تهديه إلى الكلية كشرط لما تبذله من عون لإتمام صالة الألعاب.
كتبت كتاباً لعضو الإدارة، وكتاباً آخر للدكتور هول، فنشاهد المنظر فيه مكالمة تلفونية بينها وبين عضو مجلس الإدارة تسأله رأيه.. يرحب متحمساً، فكل ما يريده أن تتم صالة الألعاب، ولا يعنيه من أمر التمثال شيء.. إنه يقبله ولم يره، وسألته قائلة: ((لقد كتبت للدكتور هول، فلم أتلق إجابة منه.. هل أهمل كتابي؟.. أنا حريصة على رأي الدكتور هول وهو الأهم في نظري)) ويخاطب عضو مجلس الإدارة الدكتور هول يسأله: ((ما بالك لم تجب عن كتاب المثالة؟.. إنك تفقد الكلية صالة الألعاب)) بينما الدكتور هول لم يعلم عن الكتاب شيئاً.. أخذته زوجه ووضعته في جيب الجاكتة التي لم يلبسها.. سأل عن الكتاب فأخذت الزوجة تقدح زناد الفكر حائرة تسأل نفسها أين تجد الكتاب، وأخيراً وبعد توقف وبعد حوار مع صديق للمثالة مهتم بها وبالكلية وبصالة ألعاب وجدوا في ظلال المناظر الخلفية الواضحة من خلال التصور.. المبطنة في ظلال التصوير تجدهم قد ذهبوا جميعاً إلى بيت المثالة ليشاهدوا التمثال. كان التمثال محجوباً عنهم مبرقعاً بستر يحجب النظرة عنه. وبعد حوار وقفوا ينتظرون كشف الستار، فتقدمت المثالة تكشفه فإذا عضو مجلس الإدارة يبهت، شيء كل التصور فيه أو له أنه لا صورة لتمثال لكنه وبعد استرخاء يرحب بالتمثال لأنه يريد صالة الألعاب، لا يهمه من أمر التمثال شيء. وينظر صديق المثالة للتمثال فيتحير. ترى الهزيمة على وجهه لكنه يجامل.. كل رغبته أن يرضي صديقته.. بعض من رغبته أن تتم الصالة. هنا قالت المثالة ((دعوا الدكتور هول يتكلم، أريد رأيه)).. وتكلم الدكتور هول كلام رجل يقدر المسؤولية يحترم الفن لا يريد أن يهدر قيمة الكلية بقبول هذا التمثال الذي لا يصلح.. همه الحقيقة، لا يسأل عن المال أو عن صالة الألعاب.. لا يريد أن يخدع نفسه ولا أن يخدع المثالة، ولا أن يجترم على الكلية إنما يهدر ذوقها.. قال كلمته الصريحة: ((إن هذا لا يصلح)).
ضاق عضو مجلس الإدارة.. ارتبك صديق المثالة، كاد يضيع رشد الزوجة من هذه الصراحة.. لكن الطالبة - إيفي - أثبتت أنها تحب الكلية أكثر من حب الشهرة الكاذبة.
• لحظة نقيم فيها حواراً جاداً مع تلفازنا.. تلفازنا المتنفس والمتعب نريده أن يقدم تاريخنا على غير هذه الصورة التي أجبرنا أن نشهدها في إحدى عشرة حلقة حتى الآن، ولعلّ هناك بقية من الحلقات تزيد على الواحدة، هذه الحلقات من مسلسل ((أسير المحراب)) لا أظنها تأخذ من كاتب مقتصد مبين أو من مخرج يحترم الثمن المدفوع لقيمة الحلقة أكثر من حلقتين، وإن زادت فثلاث بحسب ما سمعنا أو رأينا.. لا حوار دسم، وإنما هي حركات فقط.. الكلام فيها مكرور وغث.. بعيد عن لغة هؤلاء الأبطال وعن روحهم.. لا تشعر بهم إلا في ظلة قاتمة من اسم أقحموه على هذه التمثيلية.. من هو الشيخ علام الذي يجر قيس بن عاصم إلى الإسلام؟!
إن قيس بن عاصم رضي الله عنه أكبر في الجاهلية من هذه الصورة وإنه لكبير في الإسلام على غير هذه الصورة.. هو سيد أهل الوبر كما سماه النبي صلَّى الله عليه وسلم.. معلم الأحنف الحلم.. محرم الخمر على نفسه، وإلى أكثر من ذلك تعرضه التمثيلية في صورة ذنب للشيخ علام!!
الرسل الذين بعثهم رسول الله يحملون رسائله معروفة أسماؤهم لا أعرف أن فيهم الشيخ علام.. هل في ديار قيس بن عاصم هذه الطبيعة هضبة.. مغارات.. تضاريس؟!.. ليس فيها ذلك، وهذا يعني لا تاريخ.. وخطأ في جغرافية الأرض.. مسخ لصور الأبطال.. تاريخنا ينبغي أن نكتبه نحن.. لماذا هذه الحلقات، وهي لا تمثل إلا المسخ لتاريخنا؟!
لم يكن في هذه الحلقات واقعة واحدة تلمس ما يعرفه الناس - أعني ناسنا - وإنما هي حركات مفتعلة.. إذا لم يستطع الحصان أن يسير فإن الجمل يستطيع..
فهل هان المسلمون على أنفسهم بهذه الغفلة التي تصورها التمثيلية.. بمثل من ثعلبة - ولا أدري من ثعلبة - يتصيد الرجال كما يصيد الأرانب؟!
كل التمثيلية تدور في كهف.. كم من مرة وجدنا الأسيرين يرفسان بالرجل من شيخ يمثل الخبث المعتوه، أو العته الخبيث..
إحدى عشرة حلقة؟!.. لا أشتريها بفلس.. لا تهمني قيمتها النقدية، وإنما تهمني قيمة الزمن المهدر في مشاهدتها.. ثم.. كلمة رفاق التي تردد في هذه التمثيليات.. ما كان أبو عبيدة الثقفي شهيدنا يوم الجسر ولا قيس بن عاصم المنقري يعرفانها.. سواء في الجاهلية أو في الإسلام.. يعرفان ابن العم والأخ والخال.. ثم - مرة أخرى - كل هذه التمثيليات لأشخاص يتكررون كأنما هي فرقة واحدة تبيعنا وتشتري، ويضيع زماننا في مشاهدتها، فحضرة الضابط هو أبو بكر الرازي وقس على ذلك وأكثر!!
• ومن صورة أخرى في حلقة من المسلسل التلفازي، ((كلية إيفي)) أو الدكتور هول..
أستاذ مشغول بالكلية والأعمال الإدارية، اختلس من وقته فألف كتاباً عن علم أمريكي، في حسبانه أنه مغمور، ولم يدر أنه مشهور وأرسل الكتاب إلى ناشر كبير.
في حسبانه أنه مغمور، ولم يدر أنه مشهور.
وأخذ ينتظر إجابة الناشر. أسر في نفسه حرارة الانتظار.
وقالت زوجته ((تلفون من نيويورك)) لم يعرف الطالب. لم يكلمه أحد فقد ألغيت المكالمة من طالبها كما ألغى هو المكالمة، شيء من اللهفة، شيء من الخوف.. يخشى ألا يقبل الكتاب. ودخل صديق. سمع أن الكتاب عن ((جوثنان)) قد تقرر طبعه واستأهل الجائزة الكبرى ((عشرين ألف دولار)).
وبعد حوار ملغز، أخبر الصديق القادم صديقه الدكتور هول عن نجاحه وزاده حينما قال له: (إن الناشر مستر ((كارتر)) سيأتي إليك يقدم الجائزة) وفرح الدكتور، وقسم المبلغ على عدة مطالب مثالية، وذاتية، وفرحت الزوجة، فقد ارتفعت حرارة البهجة في تأكيدها أنها من الأسباب التي صنع بها زوجها هذا الكتاب الثمين.
وجاء صحفي يعرف الحقيقة. وإنما يريد أن يعرف رأي الدكتور هول في نجاح تلميذه المؤلف الذي حاز كتابه الجائزة.
وكتعمية. وطرد لفهم الواقع، ومواربة في التصريح عن المؤلف الذي يعرفه الصحفي. وعن المؤلف الدكتور الذي ينتظر الخبر على أوضح صورة وكانت المفاجأة أن عرف الدكتور من صديقه، أعتبر أولاً بأنه غالط التبس عليه الخبر. فهو يعرف عناية صديقه بموضوع الكتاب. فأعطاه الجائزة بالأمنية التي تمناها لصديقه. ثم يعرف الخيبة فيما ظن. فأخذ يعتذر ويوضح. فإذا المؤلف غير الدكتور هول.
وكانت نكسة للمستر، وغمضة من الترحة، تدارك الدكتور بعدها نفسه فصبر. وصبرته الزوج الأمينة. وجاء المؤلف، يقدم الشكر لأستاذه المعلم له والملقن لفكرة الكتاب، فأهداه نسخة عليها عبارة مجنحة في الإهداء إلى أستاذه. يعلن فيها: لولاه لما استطاع.
وعرف الدكتور هول. أنه كأستاذ معلم هو الذي حرم نفسه الجائزة فلو لم يعلم الطالب لما كتب عن ((جوثنان)).
هكذا يصنع المعلم في نفسه، لكنه العزاء في الشكران، في صناعة الرجال.
كان عزاء مبلسماً أشبع الدكتور هول أكثر من شبع العشرين ألف دولار. فعزاء المعلم الحرف والكلمة إذا ما وجد الناجحين والشاكرين. أما المأساة فإنها تظهر حينما لم يثمر ما صنع في إبراز تلميذ واحد.
• قارئ ألقى الجريدة من يده، وأمسك لسانه يجيب عن سؤال لم أطرحه بعد.
فقد كنت أنكر: هل يستأهل قارئ يلقي بالجريدة ساخطاً من شيء لا يعجبه، أو لا يهضمه، أو لا يفهمه.. أن تخوض حواراً معه عن تصرفه؟
ولو سكت قليلاً لما تحركت إليه بسؤال.. لقد اعتبرت الجريدة قطعة من ورق مسودة بحبر غير مقروء. كما هي في انفعالات صاحبنا الغاضب عجباً بفهمه، أو تيهاً بذكائه، أو قنوطاً من انتفاعه بشيء ما يوجد في أي ورقة مكتوبة!!
ولكنه تحرك بالإجابة الظاهرة في سلبها، المبرقشة بالإيجاب اللدني في مشاعر صاحبنا.
ـ قال: ((هذا الكتاب لا أفهمه.. إنه يضع في تخطيط الصفحة موضوعاً بارزاً لأرغم على النظر إليه))!
انظر. أقرأ سطراً. ثم أرمي الجريدة كما رأيت.
ـ قلت له: (هذا كل ما عندك وبس؟ أم هناك لدنيات أخرى؟).
ـ قال: ((هذا كل ما عندي. الرمز يزهق.. ما عندي وقت أحل الرموز والألغاز!!)).
ـ قلت: ((ليس هو الوقت كل المشكلة، وإنما هو الإحساس أساس المشكلة!)).
لو كنت تحس ما أحس.. لفهمت. ولكنك تريد شيئاً آخر. كأنما أنت تفصل مقاسات لما تقرأ على نمط ما تهوى..
إن اتفاقك مع قارئ كتب ما تهوى.. يجعلك أنت الكاتب لما كتب، ثم القارئ لما كتبت أنت.
وأخذت أقرأ له بجرس أهزه فيه هزة فيها بعض العنف.. وفيها كل اللطف لأني أحب أن أكسبه قارئاً لهذا السبب..
وقرأت وقرأت. وركبه بعض عناده ((بس.. بس)) لا يريدني أن أتم!
ثم قال: ((لك رأيك.. وسأفكر)).
أحسبه قد فكر، وسيقرأ كاتبنا بفهم جديد، ومن الغرابة بمكان أن الحديث والحوار كانا في حالين مع اثنين، أحدهما لم يطل الحوار لأن قادماً يتكلم أكثر من عجلة سريعة في دوامة نهر كبير قد وصل.. أما الثاني فلم يدخل بيننا أحد. فسمع وسمعت.
شيء مرهق.. أن تصب الفكر في قوالب على مزاجك..
الفكر والحرف.. وضع زمني. وحافز نفسي. ودافع موضعي.. واندفاع مع التفاعل مع من حولك لمن هم حولك. واقتناع بأحد الاختيارين.
فأما الرفض. وهو استجابة قد يكون منها إيجاد البديل، وهكذا كسب. وأما استجابة نتقبلها لتأتي بما هو أحسن، وهذا كل الكسب.
• الأذواق تختلف، والأساليب لا تأتلف ولكن الذوق يرتفع أحياناً ليجد لذة في شيء لا ينخفض لذائق لا يعرف قدراً للجهد الذي بذل في سبيل ما يذاق!..
والأساليب كثيراً ما تختلف في المجتمع الواحد لترى بعضها مؤتلفاً مع أساليب دنيا أخرى وناس آخرين.. فمثلاً: الاسم اللماع جواز مرور في أي شيء، أو لأي شيء.. سواء كان مقالاً، أم رجاء أم تصرفاً، والاسم الناشئ لا يجتاز طريقه إلا بصعوبة أو أحياناً يسقط في منتصف الطريق لأسباب شتى!
من هنا أعجبني التصوير لهذا الموضوع في حلقة الأسبوع الماضي التي عرضت في تلفازنا من مسلسل الدكتور هول..
دق على الآلة الكاتبة يكتب مقالاً، ثم انتهى بهذه الكلمة.. لم يكتبها وإنما قالها: الآلة الكاتبة لا تصنع الكاتب.. أنا لست أرنست هيمنجواي!..
وجر الحديث ذكر رواية حديثة أحدثت ضجة، واسمها (العاطفة).. لم يضع المؤلف اسمه الصريح بل استعار اسماً آخر، فقرأها وشاهدها على السينما كثيرون.. القدامى استهجنوا لأن كاتبها فيما ظنوا من جيل جديد.. أستاذ صغير في الكلية، والمحدثون صفقوا لها لأنهم ظنوا أن كاتبها واحد منهم. وهنا دخل أستاذ كبير من أساتذة الكلية بصورة مزعجة يتناثر منه الغضب.. يطالب الدكتور هول بمعرفة اسم الكاتب لأنه فسق في المجتمع بهذه الرواية الإباحية كما وصفها وبألفاظ أشد منها.. دكتور هول لم يكن من رأيه.. قال: ((لم أقرأ هذه الرواية)) وسأل الأستاذ الحانق: ((هل أنت قرأتها؟!)).. قال الأستاذ: ((أنا لم أقرأها، وإنما قرأتها زوجتي، فأنا أحترم رأيها)) وهنا كانت السخرية في ظلالها الصامتة، وجاءت سيدة كهلة تقول للدكتور هول: ((إن البروفيسور وارن - مخدومها - قد أصبح ثرياً..)).
إن رواية العاطفة هو مؤلفها، فقد جمعتها من سلة المهملات في سبع سنوات، وعرضتها على الناشرين فدفعوا خمسة عشر ألف جنيه، وضعتها باسمه في البنك.. المشكلة عندي أني لا أستطيع أن أصارحه. وأخيراً جاء الدكتور هول بالرواية فأهداها إلى مؤلفها الأصيل، وبطريقة في الحوار صرح الكاتب باسمه، وبينما هو عند الدكتور هول يشكر برجيس الخادمة على ما صنعت، دخل الأستاذ الكبير يسأل الدكتور هول: هل وجد هذا الكاتب الذي خرج على المجتمع؟!.. وكم كانت المفاجأة مذهلة حينما عرفوا أن الأستاذ الكبير الحانق ما جاء يفتش عن الكاتب ليسترذله وإنما جاء ليعرفه ويثني عليه لأن مجلة كبرى طلبت اسمه وستنشر هذه الرواية.. وكم كانت المفاجأة مذهلة أكثر حينما قال له الدكتور هول: ((مؤلف الرواية هو هذا الدكتور وارن.. كان ينبغي أن تعرف هذا من قبل.. لأن البروفيسور هو الذي يستطيع أن يكتب التاريخ على هذه الصورة))..
وخرج الأستاذ الحانق مذهولاً يتمتم: ((بروفيسور وارن.. بروفيسور وارن!))..
• رواية قرأناها من قبل، وسمعناها تمثيلية من زمن بعيد في إذاعة القاهرة.. كاتبها روسي.. ظلالها طمع الإنسان في الأرض.. مغزاها كيف يقتل الطمع صاحبه!
لقد أخذ يجري بطل الرواية ليأخذ المنحة من معطيها له أرضاً تتسع بقدر خطواته يذهب بها ويعود قبل مغرب الشمس، فأخذ يجري ويجري، ويحسب أن الشمس باقية.. يريد أن يكسب خطوات أكثر تتسع بها المساحة التي سيملكها، وقبل مغرب الشمس رجع ينهب الخطوات سريعاً.. يلهث فلم يكد يصل إلى نهاية الشوط حتى سقط ميتاً.. لم يكسب من الأرض إلا قبره!
ومن الغريب أن تكون هذه الصورة هي التي رأيناها في فيلم أمريكي شاهدناه على تلفازنا.. قائد الفرقة الأمريكية ذهب يحتل أرضاً يحكمها الإسبان المكسيكيون.. تساقط الجنود حول الحصن تحت العلم الأمريكي، ولكنهم انتصروا على القائد الأسباني وأسروه، ولأمر ما لم يقتله القائد الأمريكي.. أبقاه حياً، وبعد نهاية التصفية تخلى القائد عن جنديته، وأصبح طامعاً في هذه الأرض التي ينبغي أن تكون ملك الأمة، فأجبر القائد الأسباني أن يبيعه الأرض.. هذه الأرض لم يعد يملكها الأسبانيون، لكن الاحتيال على الصفقة ينبغي أن يكون عن طريق المبايعة.. كان صك المبايعة بقيمة 850 دولاراً بينما قيمة الامتلاك للأرض كانت الدماء التي سفكت في سبيلها.. لا من أجل أن يشتريها هو على هذه الصورة البشعة، وإنما من أجل أن يملكها شعب!
عملية طامعة أنكرها ضابط معهم، لكنه تحت التهديد بالمسدس قد شهد على صفقة البيع القبيحة، وتنبه الرجال من الشعب الأمريكي باسم العدالة، فأخذوا يجمعون الأدلة لإبطال الصفقة، فلم يستطع الضابط المفكر لهذه الصفقة الذي شهد بالتهديد أن يدلي بشهادته الصادقة، لكن إنسانة الشعب - المرأة - حثته على أن يشهد فكان جزاؤه رصاصة من أعوان القائد الذي اشترى الصفقة.
لقد وقع الأسباني الصك مقابل حياته، ولكنهم أطلقوه ليقتلوه، وأصابوه فعلاً ولكنه نجا بأعجوبة، وحينما اشتد القضاء العادل في مطالبته وعرف العزيمة في أن يحضر إلى المحكمة دبر خطة العصف بالأبقار.. سرحها أمام أعوانه ليهاجم بها - أي بهذه الأبقار - المنفرة النافرة، تطأ كل ما في وجهها ومن في وجهها.. أراد أن يدمر بها الرجال، والعدل، والأخلاق، خرج ليشهد الدمار بأظلاف الأبقار، فذهب قتيلاً، وطأته أبقاره، وتحققت العدالة لا بحكم عليه، ولكن بحكمه هو على نفسه.. هو قتل نفسه بأبقاره!
أليست هذه الصورة في الفيلم الأمريكي هي الصورة نفسها في الرواية الروسية؟!!
لكن هناك فرقاً دقيقاً في الرواية الروسية.. معلنة امتحان الرجال للرجال.. في الفيلم الأمريكي محنة الرجال بالرجال!!
• في مسلسل ((حمام الهنا)) أشياء تعجب!!.. مثلاً حكاية الأرز وجري الناس لشرائه كانوا يجرون على البقالات كل يشتري ((رز)) من إشاعة بسيطة أطلقها ((غوار)) لبيع عشرين كيلو أرز كمقلب في ((أبو صياح))!
انطلقت الإشاعة فصدقها الناس، وهكذا حين ينعدم الوعي تخيم المخافة على طريقة (اللي قرصه الحنش يخاف من الحبل).
الإشاعات الكاذبة، والخائفون يصدقونها.. لكن هناك أناساً يعملون على تأكيدها. يجدون فيها الفرصة لكسب و لعبث أو هو ما شر من ذلك.
فمثلاً في أيام زمان يأتي الخير: الباخرة ((علوي)) أو ((جهنقير)) ستصل إلى ينبع ستصل بالأرز والحنطة وما إلى ذلك.
الخبر صحيح ينتشر بفعل الخزانة.. والتجار يعرضون في السوق ما لديهم بأسعار أقل من سعر الأمس، حين لم يكن خبر عن الباخرة.. والأفراد لا يشترون المعروض، لكن هناك دهاقنة كهنة لديهم ذهب يشترون المعروض.
فالخلي أو غير الواعي يقول: ((هؤلاء مجانين)) وهو لا يدري أن واحداً من هؤلاء ما دخل السوق مشترياً إلا وأرسل نجاباً معه شيء من المال إلى الذين يمكنهم منع (القدو) من الوصول إلى المدينة!
وتصل الجمال إلى المسيجيد ثم ترجع إلى ينبع خوفاً من (العقد).
ويشيع الخبر!!.. من هنا تأتي الفرصة لهذا الخزان المحتكر يتحكم في السوق، يربح هو ويخسر الآخرون.
إن الحال قد تغير بالأمن داخل البلد ولكن قد تطرأ هناك أحوال تجعل من تأخر البواخر معنى من معاني الحجز (بالقدو) على طريقة:
كلما أنبت الزمان قناة
ركب المرء في القناة سنانا
• وسألني بعضهم منكراً، يستغرب استعمالي لكلمة ((تلفاز)) أنطق بها، واشتق منها ((تلفز)) و ((متلفز)) و ((المتلفزة)) إلى آخر ما يجري به الكلام والخطاب والحال ومقتضاه..
وأجبته على الوجه التالي:
1 - إن الاشتقاق من الجامد عربي ومباح ومتبع، فذهّب السيف من الذهب، وطيّن الجدار، وجصّص.. وحجّر، وخشّب، وفضّض ونحّس وحدّد إلى كثير من أمثال ذلك، العرب فعلته، وجاءت المجامع تقره.
2 - إن التعريب ملكنا نحن العرب كما يقول الدكتور الشيخ العميد طه حسين.. والعرب قبلنا عربوا.
والقرآن الكريم وبلسان عربي مبين آيات تتلى علينا صدق ما عربت العرب فجاء عربياً بيناً يتلى إلى يوم يبعثون..
فالميزان والاشتقاق منه، والصراط، والزنجبيل، والدمقس، والقرطاس وما إليها كلها عربت فأصبحت عربية بلحن اللهجة العربية لا عوج فيها..
3 - وإني لأرتضي لنفسي ما ارتضاه صاحب المقتطف يعقوب صروف في تجويزه الإبقاء على كلمة ((بنك)) لسهولة لفظها أصبحت عربية.. ويسوغ ذلك بأن فيها حرفين ذلفين من حرف الشفة، وهي أعني الحروف الذلفية من علامات العروبة في الكلمة.. ثم لفظة ((بنك)) ساكنة الوسط لا تمنع من الصرف رغم عجمتها.
وأرتضي لنفسي ما ارتضاه أمير البيان شكيب أرسلان أبو غالب من اشتقاقه ((تلفن)) من التلفون.
إن الحياة للغة هي في إحياء العامي منها نفصحه كما فصح المازني كلمة ((يستاهل)) وغيرها..
وأن نعرب فنهضم ونصقل ونوسع أذهان القارئين.. أما التوقف والطرد.. وإخضاع الناطقين لشيء لم يجر على لسانهم فأمر يميت ولا يحيي.
العامة لا المجامع هم الذين عربوا ((البسكليت)) دراجة.. والأتومبيل سيارة.. بل إن العلامة الأستاذ عبد الحق فاضل، يفضل استعمال العامة لكلمة ((طيارة)) عن استعمال الخاصة ((طائرة)).
أريد أن نجاري ولا نرفض.. نعدل ولا نحول.. نحول العامة إلى اتجاه صائب وسلس وبيِّن.
وقنع محدثي، ولعلّ غيره لا يقنع لأنه لا يملك ملكة في لسانه وذهنه تطوع له أن يشقق الكلام ويشتق، ويتصرف..
• في ليلة أمس الأول.. شاهدت التلفاز - أعني الفيلم الطويل!
هو فيلم أمريكي في القصة هدف وتاريخ.. تاريخ الشبل.. احد أشبال الصحافة الممتلئين بالنظريات الأخلاقية والوجدانية. وما قبلوه في مؤسسة صحفية إلا بعد أن قاسوه طولاً وعرضاً واختبروه.. مر بكل المعاناة حتى الطرد، والفصل والصفعة!
لقد وجد الأساتذة العتاة، وقد درس نظرياتهم أنهم في الواقع المثال الحي لتطبيق هذه النظريات.. ولكن ما وجده على العكس (أمسك لي وأقطع لك.. شيلني واشيلك).
وجد الحقائق تختفي والأكاذيب عليها زخرف الحقائق، والجرائم تلبس لغير من اجترمها.. أمضه الحزن لكنه شبل.. هم هكذا عبروا عن الفيلم.. الترجمة كانت باسم الشبل.. هذا الشبل صعد، وناضل حتى طوع أحد الأساتذة الكبار.. فطوح الأساتذة الكبار!
ذهب إلى المحكمة ليشهد محاكمة مجرم.. فوجد فقيراً مكسيكسياً ما ظنه حمل السلاح يوماً ما.. كاد يتم الحكم لولا أن الشبل تدخل قائلاً: ليس هذا هو المجرم.. لا يمكن أن يكون هذا مجرماً.. المجرم مستر ((كيلي)) النائب العام.. أي حامي العدالة.. هو مقترف الجريمة ولكن بأسلوب العصابات.. كل من يقف في طريقه.. يعارضه في أن ينتخب.. يزيله بالأسلوب الخفي لتعلن الجريمة.. يلبسها مسكين.. أي مسكين يلتقط من أي شارع!
وجاء الأستاذ الكبير الذي استيقظ ضميره يخوض المعركة مع الشبل.. فظهر النائب العام ليقضي على الأستاذ والشبل، وبعد معركة ذهبوا به إلى الزنزانة بعد أن كان على منصة القضاء.. يحاكم بقانون.. كان يتحكم به في رقاب الناس!
يظهر أن كاتب القصة كالأكثرية من غيره يعالج هذه الأوضاع الخفية فقد شاهدتم الحلقة الأخيرة من فيلم الهارب.. كيف أطلقت القوة الخفية - تمشي على عكازين - القاتل.. الأكتع بعد أن أمسك به الهارب.. أطلقته من يديه بسلطان القوة على البوليس وعلى القانون.. قوة رهيبة مخيفة تعمل في الخفاء!
إن هذا الفيلم يحاول فيه كاتبه ومخرجه. وحتى الممثلين فيه علاج داء. ولكنه في خارج الولايات المتحدة يعلمنا تاريخ حضارة القرن العشرين (!!).
وقبل أعوام مضت شهدت فيلماً اسمه ((ذئاب الميناء)) وشهده معي صحاب نائمون!
ناموا ساعة عرضه فلم يفهموه، فلم يعجبهم قالوا: فيلم ((بطال)) ما فيه شيء مفيد.. خسارة قيمة التذكرة..
لقد دفع كل واحد منهم قيمة تذكرته.. فعلى أساس النصفة في الإنفاق. كل ينصف نفسه.. يدفع عنها.. تقليد غير النخوة في جيوب الذين يزعقون ((بالجبا)) والحساب خالص.. اتبعنا سنن غيرنا، فتغير كل شيء علينا.. ولم يتغير بنا.
شيء تعلمناه من حياة كل ما فيها مادي حتى ليأكل الواحد على مائدة لا يدعو صاحبه إليها فإذا ما حضر دفع حساب نفسه. وخرجت شبعاً من الفيلم، عرفت مغزاه. وبعد شهور أعطوا البطل ((مارلون براندو)) جائزة الأوسكار.. الفيلم يلخص كيف يطغى رئيس العصابة حتى إذا انبرى له حر يكتشفه يضيق به ذرعاً.
لقد اكتشفه الإنسان الحر يكره الضيم من هذا ((البلطجي)) واحتك به. وأخرجه عن وقاره.. غضب رأس العصابة فرفع يده يضرب الفتى كفاً، فإذا الفتى لا يرتعد فضرب رأس العصابة بكف حار.. فإذا بالمنومين يصحون.. قسم مع الرئيس، وقسم مع الفتى، فانشق عليه أنصاره فسقط! سقطت هيبته، وانكشف قناع فزالت اللمعة عن رأس العصابة.
هذا مغزى الفيلم، فبعض الذين يكسوهم الوقار يذهب عنهم بثورة غضب، بجرأة فتى متهور.. الوقار كساء يمزقه الغضب، والجرأة.
• رأته ينظر إلى السماء يدعو الله أن يمنحه التوفيق، وأبعدت نظرها عن التحديق فيه، وقالت في نفسها لقد رجع إلى ربه حينما رجع إلى نفسه: فاللَّهم اجعله من الذاكرين حق أنفسهم على أنفسهم ليعرفوا حقك عليهم. فالذين تضيع منهم أنفسهم هم لغيرها أضيع، فاللَّهم احفظه بالذكر والدعاء والتوبة، واجعله من الذين يعرفون لأخوانهم حقهم عليه. لتعطيه يا رب الإيمان.
لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ورأى دمعة العين فاسترجع يقبل يديها. إنها أم. رجع إليها ولدها فحمد الله أن هداه.
وسمعت أخبار نجاحه. فقالت: ((أنت يا رب ولي النعمة واهب التوفيق ميسر النجاح)).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :871  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 577 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.