شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الرجال حصون
وحفظتها حكمة خطها الكاتب العظيم ((أبو بكر الخوارزمي))، فقد كان نثره حكمة، وشعره أحكاماً، كأنما ((المتنبي)) كان يصفه حين وصف الشعر فقال:
إن بعضاً من القريض هراء
ليس شيئاً وبعضه أحكام
منه ما يجلب البراعة والفضـ
ل ومنه ما يجلب البرسام
أي إن الشعر، يجلبه الفضل والبراعة، إذا كان جيداً، إلى فوق، أو يجلبه ((الجنون)). جنون الجهل، حتى يسفل إلى تحت.
والكلمة قالها ((الخوارزمي)) ((الرجال حصون يبنيها الإِحسان)).. وليس هناك بد، من أن نجري حواراً، عما أراده بـ ((الإِحسان))، فهل هو اليد العليا، فوق اليد السفلى؟ أم هو الإِجادة، وتحسين الصنع؟ وقد أنعم الله على صاحب ((جوامع الكلم)) الرسول النبي محمد صلى الله عايه و سلم ، فقد عرّف لنا ((الإِحسان)) على صورتين.. فالصورة الأولى حيث قال ((إن الله كتب عليكم الإِحسان، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة))، فسن لنا، أن لا نعذب مقتولاً في حد، وأن لا نسيء إلى ذبيحة تؤكل.
أما الصورة الثانية فتعريف الإِحسان، العبادة، كأنما هو الأمر بتجويدها، حين تكون الطاعة كاملة (الإِحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك) والعمل كدعامة من دعائم الإِيمان، يجب الإِحسان فيه، إخلاصاً لأن يبرز جيداً، سواء كان عملاً لنفسك. أو عملاً مقابل أجر تأخذه، فالرجال حصون يبنيها الإِحسان، إذا ما أجادوا أعمالهم، والأعمال إحسان، إذا ما أخلصوا لوجه الله، فأحسنوا أداءها.
والذين يقودون الرجال، في ميدان جهاد، أو في ميادين الأعمال، أو في مصارعة الضلال الظلم، فإنهم إذا ما أرادوا الكفاءة، تحسن بها أعمال الرجال، فينبغي أن يحسنوا إلى رجالهم، تهذيباً، وتوعية، وأداء حق، وإشادة بفضل، وحرباً على أن يحرموا من المزايا، كل على قدر ما أعطى، وهكذا يصبح الرجل حصناً، إذا ما أحسن وإذا ما أحسن عليه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :755  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 492 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.