شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مُلَح
ـ وحين نفتقد أبوة الأستاذ هذه الأيام، تثور بنا الذكريات غير حاقدة على ما يجري الآن ولكنها الحنين إلى ما كان.
كان الأستاذ في أيامنا أباً، نهابه ونحبه، الهيبة في حزم الدرس والحب في عزيمة العاطفة التي يحنو بها علينا فلولا أبوة الأستاذ لما كنا قد وصلنا إلى شيء.
ومضت الأبوة ترتاح بعد أن كبرنا إلى صداقة، ولكن الصداقة لم تسقط الاحترام، نخشى ونستحي أن يطلعوا على معابة الجيل.
فقد كنت أستاذاً زميلاً لآبائي، ولكن لم يخاطبني واحد منهم، إلا بما يجعلني أحس بأنه أبي.. حتى إذا ناداني أحدهم يذكر اسمي مجرداً من لقب ((الأستاذ)) وأحياناً ينادي ((تعال يا واد))، وكان ال ((واد)) يعني ((الولد)) لقباً محبباً إلى نفسي.
وأذكر ملحة ألغز بها إلينا عن كلمات تقرأ من أول السطر، ومن آخر السطر، فاجأنا يكتبها على السبورة، وقال: هيا اقرؤوها فقد كانت ملحة مليحة.. فقد كتب هذه الكلمات ((سر فلا كبابك الفرس)) ((دام علا العماد)) ((بلح تعلق بقلعة حلب)) وقد جاءت هذه الكلمة الأخيرة في هذا البيت من الشعر على تلك الصورة:
مودته تدوم لكل هول
وهل كل مودته تدوم؟
فالملحة مريحة يتفتق بها الذهن فيها ترف التلاعب بالألفاظ.
هكذا نحن جيل الحمد وجيل التجربة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :545  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 491 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.