شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حوار -1-
ـ طرحت سؤالاً قبل سنوات وفي فندق اليمامة مع الأستاذ كامل مروة صاحب جريدة الحياة اللبنانية. لم أكن أعرفه من قبل معرفة المواجهة وإن كنت تعرفت إليه معرفة الاتجاه.
أعرف أنه شيعي وعربي، وطال الحديث بيننا وكان يرحمه الله ينتظر السيد عمر السقاف حتى إذا قلت له: هل هناك فرق بين التشيع عربياً والتشيع فارسياً؟ قال: ماذا تعني؟
قلت: ما أعرفه أن العربي وعلى أي مذهب لا يكون شعوبياً فأنت في عروبتك رغم تشيعك لا تمت إلى الشعوبية بسبب فهل كانت علاقتك الوطيدة مع شاه إيران علاقة صحفية أم هي مذهبية؟ أنت لا تلام إلا إن كنت شعوبياً.
قال: لست شعوبياً قط.
قلت: هذا ما أردت أن أصل إليه.. ولم يكن الوصول إليه بحديثك معي الآن وإما كان عن حديث جرى بيني وبين العالم الكبير والشاعر النحرير الذي لبس الوقار من قمة الرأس إلى أخمص القدم محمد رضا الشبيبي أحد السادة الصيد في بغداد. كنت جالساً في فندق (جراند أوتيل) في القاهرة في الزاوية التي تطل على الشارع فأقبل رجل طويل القامة ضخم الهامة في عباءته السوداء وعمامته السوداء.. جلس على كرسيه ولم يقرئنا السلام.. وحن العرق إلى العرق فقمت أخرج لأعود لأرى القرطاس الذي بين يديه أعرف منه اسم صاحبه.. ونظرت فإذا الاسم محمد رضا الشبيبي. وعدت أجلس فقلت كأنما أسأله:
أنت؟
فتنة الناس - وقينا الفتنا -
باطل الحمد ومكذوب الثناء
قال: نعم، أنا هو؟ وكان هذا البيت من شعره.. فقلت له: وأنت من أنت تدخل علينا ولا تقرئنا السلام.. هل أصبحنا كلنا غرباء عن بعض؟
قال: لا.. ولكنها الكربة لا الغربة..
وقلت له: وما الشأن مع نوري السعيد؟
فقال: قد مله الناس..
قلت له: كلمة تشيع بها من تشيع ضد الفاروق وذي النورين.
فقال يرحمه الله: تلك أمة قد خلت ونحن اليوم في حاجة لأن نكون كلنا الواحد لا الاثنين ولا الأكثر. ثم التفت إلى كامل مروة أقول له: إن الشعوبية إن أخشى أن تكون بعد.. العصا في يد الشيوعية؟
فقال:
والليالي من الزمان حبالى
مثقلات يلدن كل عجيب
إن هذه ليست ملامح عما كان ولعلّها الملامح لما سيكون.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :876  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 478 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.