شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحَلْقَةُ الحَادِيَةُ والثَّلَاثُونَ
بدأ الشيخ درسه بعد أن اعتدل في جلسته وتأهل للشرح قائلاً لفتاه هل لديك ما تسأل عنه يا بني؟ قال الفتى شكراً لأستاذي الشيخ فليس عندي ما أسأل عنه الآن..
ثم بدأ الشيخ شرحه بقوله من المشتقات ـ المصدر الميمي ـ وهو عبارة عن اسم مبدوء بـ ((ميم)) زائدة في أوله لغير المفاعلة ـ رفع الفتى إصبعه مستأذناً بسؤال عاجل.. لاحظ الشيخ إصبع الفتى مرفوعة فأذن له بطرح سؤاله قال الفتى: تقول أستاذي الشيخ لغير المفاعلة.. فما معنى لفظة المفاعلة؟
ارتاح الشيخ كثيراً لسؤال تلميذه فرد قائلاً: أعني لغير المفاعلة أي لغير زيادة أو مفاضلة فالميم جاءت زائدة زيادة محضية لا غير.. ويصاغ هذا اللون من المصادر من الفعل الثلاثي على وزن ـ مَفْعَل ـ نحو قولك منظَر.. مرمَى.. مقهَى.. مضرَب.. معذَق.. مبسَم.. وقد شذ عن هذه القاعدة ألفاظ منها.. المجيء.. المرجع.. المسير.. المصير.. المرفق.. المشيب.. المقيل.. المبيت.. المزيد.. المحيض.. المخيط..
رفع الفتى إصبعه مستأذناً بطرح سؤال عنَّ له أذن له الشيخ بطرح سؤاله. قال الفتى: وكيف يصاغ المصدر الميمي من الفعل المثال صحيح اللام؟ اعتلت ابتسامة مريحة على ثغر الشيخ وقال لتلميذه هكذا تكون أسئلة طالب العلم الذي في مستواك يا بني.. إذا كان الفعل مثالاً واويًّا صحيح اللام.. يكون مصدره الميمي على وزن ـ مَفْعِل ـ بكسر العين حتى ولو كانت عينه مفتوحة. فنقول مثلاً في وجد موجِد وفي وقد موقِد. وفي وكز موكِز. وفي وخز موخِز. أما إذا كان الفعل غير ثلاثي فيبنى مصدره الميمي على وزن مضارعه المبني للمجهول مع إبدال حرف المضارع ميماً مضمومة فنقول مثلاً منتهَى.. ملتقَى.. مرتجَى.. منحنَى.. منتظَر.. مرتقَى.. منحدَر.. مدلهَم.
ثم انتقل الشيخ إلى ـ اسم المرة ـ فقال هو مصدر يدل على وقوع الحدث مرة واحدة.. يصاغ من الفعل الثلاثي على وزن ـ فَعْلَه ـ مثل قعدة في قعد ـ جلسة في جلس.. ضربة في ضرب.. أكلة في أكل.. شربة في شرب.. بسطة في بسط..
ورابع هذه المشتقات هو ـ اسم الهيئة ـ إذ يصاغ من الثلاثي على وزن ـ فِعْلَة ـ بكسر حرف الفاء. كأن نقول مثلاً: نِظرة في نظر.. جِلسة في جلس.. وخِلسة في خلس. ولا بد أن تدرك يا بني الفرق بين ـ اسم المرة واسم الهيئة ـ إذ الفرق بينها فتح الفاء في المرة.. وكسرها في الهيئة. رفع الفتى إصبعه مشيراً إلى سؤال عاجل.. سمح له الشيخ بطرح سؤاله.. قال الفتى: يقول الحق سبحانه وتعالى في محكم كتابه تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (1) فقال نضرة بفتح الفاء للكلمة ولم يقل نضرة بكسرها مع أن اللفظة كما يبدو لي اسم هيئة.. فكيف جاء ذلك أيها الشيخ الفاضل.. أحس الشيخ أن الفتى بدأ يدرك خوافي الأمور ويسأل أسئلة جيدة.. فقال له هنا لفظة نضرة جاءت موصوفة وإذا وصفت أفادت الهيئة.. فالمرة لا توصف يا بني وكذلك كل اسم هيئة إذا أشبع بوصف يمكن فتح فاءه إذ لا مجال للخلط بينه وبين اسم المرة. فنقول مثلاً: نظرت إلى السماء نظرة المتعجب ـ بفتح حرف النون أو بكسرها إذا أردت.. والفتح أولى. لعدم وجود اللبس.
وأما خامس المشتقات فهو ـ اسم الفاعل ـ وهو عبارة عن اسم مشتق يدل على من حصل منه الفعل أو اتصف به ويكون على وزن ـ فاعل ـ فتقول مثلاً ـ راكب في ركب ـ ناجح في نجح ـ سائس في ساس ـ فاهم في فهم ـ قاتل في قتل ـ حاكم في حكم ـ ناسك في نسك ـ ويلاحظ أنه قد يراد من اسم الفاعل صيغة أخرى هي للمبالغة الوصفية وهنا يحول المعنى إلى هذه الصيغة خاصة إذا كان الفعل الثلاثي متعدياً نحو.. رجل جسور.. أكول.. شروب.. فخور.. ويكون على زنة فعول.. عوضاً عن فاعل.. كما ترى يا بني.
وننتقل إلى صيغة أخرى من المشتقات هي ـ صيغ المبالغة ـ وتأتي لوصف ذات حدث منها الفعل بصورة ملفتة فيها كثير من المبالغة أو الندرة ومن أهم أوزان هذه الصيغة ـ فَعَّال ـ نحو هدام ـ نساك ـ جوال ـ قراء ـ نفار ـ هواب ـ بفتح الفاء وتشديد العين ـ وقد تأتي على وزن مِفْعَال ـ بكسر الميم.. وتسكين الفاء.. وفتح العين.. نحو معطاء، مشراب، مقدام، مهزام. وكذلك ترد على وزن ـ فعيل ـ بفتح الفاء وكسر العين ـ نحو كريم، فهيم، رجيم، بخيل، سفيه.
ومنها ما يكون على وزن ـ فِعِّيل ـ بكسر الفاء وتضعيف العين مع كسرها.. مثال: رجل صدِّيق.. عِنيِّن.. وغِرِّير.. ومنها ما يأتي على وزن فَعَّالة ـ بفتح الفاء وتضعيف العين مع فتحها.. نحو علامة.. فهامة.. جوالة.. نهامة.. وكذلك ما يأتي منها على وزن ـ فَعِل ـ بفتح الفاء وكسر العين.. كقولك رجل نهم.. شره.. فرح.. وجل.. فطن.. كما يمكن صياغتها على وزن ـ فُعْلة ـ بضم الفاء وتسكين العين ـ كأن نقول: رجل سبه. ضحكه. لعبه ـ وآخرها ما يأتي على وزن ـ فعول ـ نحو خجول.. أكول.. ودود.. رؤوف.
رفع الفتى يده مشيراً بسؤال عنَّ له. لاحظ الشيخ يد الفتى مرفوعة فقال هات سؤالك العاجل يا بني.. قال الفتى: عفواً أستاذي الشيخ ذكرت لي لفظة أكول. في اسم الفاعل.. ثم ذكرتها على ذات الوزن في صيغ المبالغة فكيف يمكننا التفريق بينهما؟
علت ابتسامة عريضة على وجه الشيخ فقال لفتاه: العمدة يا بني على سياق العبارة فمن العبارة يدرك المعنى المراد. شكر الفتى أستاذه الشيخ على هذا الإيضاح..
ثم أخذ الشيخ يسترسل في الشرح قائلاً:
وسابع المشتقات هو ـ اسم المفعول ـ وهو عبارة عن مشتق من المبني للمجهول للدلالة على من وقع عليه الحدث ويصاغ من الثلاثي على وزن ـ مَفْعُول ـ بفتح الميم وتسكين الفاء وضم العين ـ فنقول مثلاً معلوم من عُلم ـ ومأخوذ من أُخِذَ ـ مفهوم من فُهم ـ مضروب من ضُرب ـ مأكول من أُكل ـ مشروب من شُرب ـ سأل الشيخ فتاه: هل لديك ما تسأل عنه يا بني؟ قال الفتى: شكراً لأستاذي الشيخ ثم أقفل الفتى كراسته وأخذ كل منهما طريقه على أمل اللقاء غداً إن شاء الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :857  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 34 من 76
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ديوان الشامي

[الأعمال الكاملة: 1992]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج