تعودت حبك.. برداً.. وحرْ.. |
حناناً ودِفْئاً وشهداً ومُرْ |
وحساً تَذَوَّبَ في داخلي |
يشيع بخفقيَ أحلى الذكر |
ويرسم حولي حلم الصبا |
هزاراً يغرد فوق الشجر |
وغصن أراك يفوح شذىً |
ويذكي عبيراً ندياً ـ عَطِر |
ويسكب لليل شدو الغنا |
بصوت رقيق كهمس الوتر |
هنالك كنت على موعد |
مع الليل يصفي جميل الصور |
كنسمة فجر تعيد الشباب |
لقلب سقيم براه السهر |
فأمسى يعاني الشجا مثقلاً |
بحر الصبابة حراً عسِر |
وينفث لفح الجوى متعباً |
لينهل رطب رحيق الزهر |
ويصبو كما الطير في أفقه |
يجوب الروابي والمنحدر |
ويغدو طليقاً بساح الربى |
يغني الصباح ويحيي السمر |
يحرك في الكون نبض الهوى |
ويُسري عن القلب سأم الضجر |
كذاك رسمتك في خاطري |
خيالاً شفيفاً ووجهاً أغر |
وغرسة ورد بروض الهنا |
تجود بنفح رطيب الذفر |
وماسة تاج على مفرق |
تلألأ تيهاً كضوء القمر |
تجلى من الحسن في خطوه |
بقدٍ رهيف يميس خفَر |
فبات الجميع على هيبة |
يداري من الخوف ما قد بدر |
ويشكو البواح ولا يجتلي |
بغير خيال بدا.. واستتر |
كأنكِ في الحور ظبي الفلا |
إذا ما أحس بخطو نفر |
وأدلج خوفاً لئلا يكون |
فريسة طيش لسهم غدر |
تصولين ميساً بوجه صبوح |
وخد أسيل وطرف حور |
يضمد جرحاً بعمق الحشا |
ويوقف نزفاً شديداً همر |
لأجل هواكِ عشقت الدنا |
وأدمنت حبكِ دون البشر |