أبا الفرج أسلم وابق وانعم ولا تزل |
يزيدك صرف الدهر حظاً إذا نقص |
مضى زمن تستام وصلي غالباً |
فأرخصته والبيع غال مرتخص |
وآنستني في محبسي بزيارة |
شفت كمداً من صاحب لك قد خلص |
ولكنها كانت كحسوة طائر |
فواقاً كما يستفرص السارق الفرص |
وأحسبك استوحشت من ضيق محبسي |
وأوجست خوفاً من تذكرك "القفص" |
كذا الكرز اللماح ينجو بنفسه |
إذا عاين الأشراك تنصب للقنص |
فحوشيت يا قفص الطيور فصاحة |
إذا أنشد المنظوم أو درس القصص |
في المنسر الأشفى ومن حزة المدى |
ومن بندق الرامي ومن قصة المقص |
ومن صعدة فيها من الدبق لهذم |
لفرسانكم عند الطعام بها فعص |
فهذي دواهي الطير وقيت شرها |
إذا الدهر من أحداثه جرع الغصص |