دَعَاني وحُزْني، في محاريب عزلتي |
فقد سَئِمتْ روحي حياةَ البرية |
عشِقْتُ الأسَى من طول ما شفَّني |
الأسَى وَهِمتُ بآلامي لِسَرْمدِ شقوتي |
فلا تَطْلبا عندي رقَى السحر والمنَى |
ولكن خُذا عني صَدَى كلّ خيبَةِ |
فقد هَرِمَتْ أيام لَهوي وبهجتي |
وماتَتْ ليالي صبوتي وشَيبتي |
فأمسيتُ في أكفَانِ سُقْمِي ونكبتي |
أراقبُ بَعْثي، وانتعاشي ويَقْظتِي |
وما أنا بالحي الذي طاب عيشُه |
ولكنني في السجن حيُّ كمَيِّتِ |
ولم يَبْقَ في كأسِ الشقاءِ ثُمالَةُ |
لغيري.. فقد أفرغته نَخْبَ حيرتي |
أعانِقُ طغيان المخاوفِ، مُطبقاً |
جفوني، على أشباح يأسي وذِلَّتِي |
وخلف الدَّياجي يجثم النُّورُ مُطبقاً |
جفوني، على أشباح يأسي وذِلَّتي |
وخلف الدَّياجي يجثم النُّورُ موثقاً |
ينوء بأعباء الليالي الثقيلةِ |
أسارقه اللَّمْحَ المفزّعَ خائفاً |
كأني رجاء في فؤاد فريسةِ |
حناناً "أمير المؤمنين"، فإن في |
حنانك ما يشفي عُضال الرَّزيـة |
ودعني إبادر حظّ عمري من المنى |
قبيْلَ احتباسي في شباك المنيةِ |
فقد عَجَمَتْ عودي الكوارث فانثنى. |
مهيضاً يلاقي الموتَ في كلِّ خُطوةِ |
. وغلَّتْ صروفُ الدهر كفَّ عزيمتي . |
وفَلَّت شَبا حدّي، وأبلَتْ عزيمتي |
ولم تُبْقِ لي خِلاًّ، ولا ذا قرابة |
يُصِيخُ لِقُربي، أو يفي لموَدَّةِ |