شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( قصيدة الشاعر أحمد سالم باعطب ))
ثم ألقى الشاعر الأستاذ أحمد سالم باعطب قصيدة شعرية - احتفاءاً بالشاعر العراقي الأستاذ السماوي - فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد.
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. لاشك أنكم تعلمون أكثر مما أعلم من أن العراق كان في فترة زمنية يضج بالشعراء الكبار، والَّذين تتلمذنا على شعرهم ولازلنا وسيأتي من بعدنا أجيال تقرأ هذا الشعر؛ والعراق أم الشعر.. ولذلك ففي هذه الليلة وفي الاحتفاء بشاعر عراقي - هو الأستاذ يحيى - تصورت أن الشعر العراقي قد حمل حقائبه وجاء مهرولاً إلى هنا ليحتفي معنا بالشاعر العراقي؛ فماذا قال الشعر العراقي للمحتفى به:
لا تلمني إذا أتيتك وحدي
أقفر الحيُّ من سعيدٍ وسعد
رحل الصحب للمقابر "يابا"
ثم "يابا" على الرصافة بعدي
جئت أسعى من السماوة شوقاً
رافعاً مشعلي وسيفي وزندي
حاملاً في يدي شهادة حر
وعلى جبهتي ملامح عبد
جئت أطوي إليك آفاق حزني
والأسى والجراح كأسي وبردي
جئت أروي مقاطعاً من وصايا
جدتي في الهوى وأخبار جدي
جئت في ليلة تُكرَّمُ فيها
بين صيد من الكرام وأسد
تخصب العمر رحمة وأماناً
شهبٌ ترشد الحيارى وتهدي
من سنا مكة استمدت فطوبى
للميامين بالسنا المستمد
أمة تعشق الحياة كفاحاً
لم تجىء قومها بإصرٍ وإدِّ
لغدٍ شيدتْ وللأمس صانت
وبنت باليقين أروع سدِّ
إن يكن للبحور مد وجزر
فنداها بغير جزر ومد
أين يممت لا ترى غير صرح
سرمدي العطاء من غير حدِّ
سامقاً قبلت يديه الثريا
ينتمي للحجاز فخراً ونجدِ
يا رفيق النوى أتيتك خلواً
مـن كنـوزي فمـا الَّذي لك أهـدي؟
ليس فيما حملت إلاَّ شكاوى
أنكأتها سهام كيدٍ وحقدِ
لم يزل للشجون ملهى بقلبي
والليالي العجاف حبلى بسهدِ
سوف أبقى ولن تموت ويخبو
من دمي برقه ويصمت رعدي
كم تغنيت بالعلا ودمائي
نازفات بحربة المستبدِ
أتحدى العذاب والظلم صُلْباً
أعشق النصر في دورب التحدي
في سمائي أبو العلاء وبدر
وحبيب ونازك وابن بردِ
حملوا رايتي تضوع شموخاً
غرسوا في القلوب فلِّي ووردي
يا فتى الرافدين ما زال فينا
فئة ترتدي الهوان وتردي
بعض أتباعها جياع النوايا
سرقت خلسة قلادة عقدي
تركتني على الرصيف صريعاً
أتنزى وأحكمت ثم قيدي
إن بسطت اليدين للحب أدعو
نصبوا تهمة الخيانة ضدي
ومن العار أن نموت جميعاً
كي تطيب الحياة يوماً لفردِ
ومن العار أن نبيع ببخس
إرثَ أجدادنا العظيم لوغدِ
إن للشعب صولةً تتهاوى
تحت أقدامها ضروب التعدي
يمتطي صهوة المنايا ليحيا
وليحيى أزفُّ آياتِ ودِّي
طائر خافق الجناح معنى
غارق الفكر في جهادٍ وجهدِ
يا فتى الرافدين للحزن صوتٌ
فوق ما تفضح الجراح وتبدي
كلما أيقظته ذكرى عبوسٌ
أطفأت حَرها سكينة وعدِ
ورضاب الوعود أحلى مذاقاً
في فم الصبِّ من سلاف وشهدِ
يتلهى به شغوفاً طروباً
يزرع العمر بالأماني ويسدي
وكأن الحياة إحدى جواريه
كما شاءها لوصل وصدِّ
فإذا زمجر الزمان غضوباً
لا الونى منقذ ولا الركض يجدي
- والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1039  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 55 من 167
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالله بلخير

[شاعر الأصالة.. والملاحم العربية والإسلامية: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج