يا صادحَ الأيك.. نَوح الغاب يُشجينَا |
هذي أغانيك.. بل هَذي أغانينَا |
على سفوح.. على روض.. على قِممٍ |
لو قد تنوّل شيئاً من أمانينَا |
السُحْب تحت ذُراها، وهي نائمةٌ |
فوق الخيال، شعاعاً من أفانينَا |
هل بلغتْك السواجي ما أحسُ به؟ |
لو يرجع الليل صوتاً للمنادينا؟ |
وهل دريت بما في الليل من حُلم؟.. |
أهلُ العقول غدوا فيه مجانينَا |
ويضحك الدهرُ، من تيه ومن ثَملٍ |
فكيف لو قد غدَوْنا فيه صاحينَا؟! |
مواكبُ الزمن الآتي على مَهلٍ |
كأنَّها حِقَب من عهد ماضينَا؟! |
وهات كأساً.. وخذ أخرى فما عجبٌ |
أن يجمع الدهر حالاً للمصابينا |
لا (مَعبد) في ثرانا و (ابن عائشةٍ) |
ولا (طويْس) المغنين المغنينَا |
لقد صبَوْنا.. فإن كان الغناء سُدىً |
فقد وكسْنا، فلا دنيا، ولا دينَا |
أنحى الزمانُ على (ولاّدة) رهقاً، |
وأضعف الكيل صِرفاً (لابن زيدونَا) |
قمْ غنّ.. لا.. غنّ آلاماً مسلسلةً |
وأبدع القولَ تأييها وتلحينَا |